حماس توازي سلاحها بسلاح الحزب...وفتح تخشى إحتلال المخيمات لمصلحة ايران

في موازاة الضجة المُثارة حول تسليم سلاح حزب الله وما يرافقها من مواقف في الداخل والخارج، يبقى ملف تسليم السلاح الفلسطيني حاضراً بقوة، بخاصة مع انطلاق عملية التسليم للجيش اللبناني في ثلاثة مخيمات والعزم على استكمال المسار قريباً في انتظار توافر مجمل المعطيات والظروف الكفيلة بذلك.

فالسلاح الفلسطيني غير مرتبط بسلاح حزب الله، لا مساراً ولا مصيراً، وفق ما يقول مصدر أمني لـ"المركزية"، ذلك ان تسليمه الى الدولة له حساباته الخاصة وسياسة مختلفة. هو سلاح تمتلكه فئة غير لبنانية سيتم تسليمه الى الدولة ويبقى في عهدتها الى حين تطالب به السلطة الفلسطينية ليُسلَم اليها..اما سلاح حزب الله، فيمتلكه فريق حزبي لبناني،ومصيره سيكون شبيهاً بما انتهى اليه سلاح  الميليشيات خلال الحرب، بحيث يحق للدولة، وفق اتفاق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام  والقرارات الدولية ، لاسيما الـ 1701 واتفاق وقف النار استنادا الى المقترح الاميركي – الفرنسي، ان تصادره وتتلفه انطلاقا من قرار حصرية السلاح بيد الدولة. فيما تعمد المؤسسة العسكرية بعد مصادرته، بحسب المصدر، الى أخذ ما يناسبها وتلف ما لا يفيدها، على غرار الصواريخ الدقيقة والباليستية مثلا، لان استخدامها يحتاج الى خبراء ايرانيين، لذلك سيتم تلفها .

واذا كانت اشكالية تسليم حزب الله سلاحه ما زالت قائمة على رغم كل القرارات الصادرة في هذا الشأن، فللسلاح الفلسطيني اشكاليته ايضا ، في شكل خاص ما تمتلكه منظمتا حماس والجهاد الاسلامي، الدائرتان في الفلك الايراني، اذ اعلنت انها لن تتخلى عن السلاح ما دامت اسرائيل تحتل فلسطين.

وتبعا لذلك، لا يخفي مسؤولون في حركة فتح قلقهم ازاء رفض حماس والفصائل تسليم السلاح للدولة اللبنانية، كما فعلت. ويعتبرون ان تمسك حماس والفصائل بالسلاح يتماهى مع موقف حزب الله الرافض تسليم سلاحه. من هنا يقول هؤلاء، فرملت فتح مسار تسليم السلاح وشرعت في التفاوض مع مسؤولين في رام الله ولبنان في شأن مرحلة ما بعد التسليم، خشية سيطرة حماس والفصائل على المخيمات التي تخليها فتح من السلاح. وخلال المفاوضات، تطالب فتح الدولة اللبنانية بنزع سلاح حماس والفصائل، ووضع المخيمات في عهدتها الامنية، بالتنسيق مع الشرطة الوطنية الفلسطينية لتبقى تحت سلطة فتح، اي تابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله، وقطع الطريق على الفصائل التابعة لايران لمنعها من وضع يدها على المخيمات وتسليمها ورقة اضافية لايران تعزز عبرها موقفها في المفاوضات النووية مع واشنطن.

ويشير المسؤولون في فتح الى الاشكالات الامنية التي تتكرر في المخيمات التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لإيران، وآخرها في برج البراجنة منذ ايام، معتبرة انها توجه عبرها رسالة للدولة اللبنانية، مفادها ان سلاحها موازٍ لسلاح الحزب في خلفيات وجوده واهدافه ، ولن يُسلّم لأنه لم يحقق  تحرير الارض بعد.