المصدر: النهار
الكاتب: منال شعيا
الثلاثاء 2 أيلول 2025 07:17:27
"الموت ولا تسليم السلاح... ويروحوا يبلطوا البحر"... تكاد هذه الكلمات وحدها تختصر معادلة "حزب الله" بالنسبة إلى مسألة نزع سلاحه، وتسليمه إلى الدولة اللبنانية.
هذا الكلام الذي أتى على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد يوحي أن لا فائدة من أي حوار مع هذه الفئة، حول ملف حصرية السلاح الشرعي.
فأي حوار يؤمل منه إذا كان الرأي المسبق مؤكدا عند "حزب الله"، ومفاده أن الموت أفضل من تسليم السلاح؟ فهل يمكن أن يُحكى بعد عن طاولات حوار؟
في الأساس، كل طاولات الحوار السابقة أجهضت على يد "حزب الله" وبلسان أعضائه، من الأمين العام للحزب مرورا بنواب كتلة "الوفاء للمقاومة" وانتهاء بقيادي الحزب الذي رفض طاولات الحوار السابقة، أو أفشلها، منذ عام 2006.
يومها، لم يتفق المتحاورون على أيّ بند، وطار الحوار من ساحة النجمة.
كتب "حزب الله" في "ورقة التفاهم" ما حرفيته: "حماية لبنان من الأخطار الإسرائيلية من خلال حوار وطني يؤدي إلى صياغة استراتيجية دفاع وطني يتوافق عليها اللبنانيون"، فيما هو نسف كل الإستراتيجيات، ورفض أي رؤية وطنية لجمع سلاحه، لا بل أفشل، وعلى مراحل، كل المحاولات اللبنانية التي سعى إليها أكثر من طرف، وأشهرها كان "إعلان بعبدا".
وعلى الرغم من تكرار "حزب الله" أنه لن يرضى بتسليم سلاحه إلا عبر حوار وطني واتفاق داخلي، كان إفشال طاولة بعبدا على يد الحزب حصريا، حين أعلن محمد رعد نفسه جهارا: "بلّوه وشربوا ميتو"، في إشارة إلى "إعلان بعبدا" الذي إقرّ حينها!
ففي البند 12 من هذا الإعلان ورد الآتي: "تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة وتجنيبه الانعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة (...)".
وهل من دليل أقوى بعد على دور "حزب الله" في إفشال الحوارات!