خبز متوفّر في مناطق و"مقطوع" في مناطق أخرى!

تتفاقم الأزمات وتكثر، وبات على اللبناني التأقلم معها رغم كل المصاعب التي يواجهها، وكأن "لعنة" هذا العهد ما زالت تلاحقنا في كل زمان ومكان، حتى دخلت في عمق أمننا الغذائي وباتت تهدّد قوتنا اليومي.

 

"الخبز مقطوع"، جملة نسمعها منذ فترة على لسان أصحاب الأفران، وفي المقابل يظهر وزير الاقتصاد أمين سلام كل فترة بتصريحات ينفي فيها انقطاع الطحين والخبز ويطمئن المواطنين، حتى انفجر البركان ووقعت المصيبة وانقطع الخبز فعلياً.

تشهد الأفران يومياً طوابير تمتد من منطقة الى أخرى تحت أشعة الشمس القاتلة من أجل شراء ربطة خبز، فيتسابق البعض للوصول قبل الآخرين حتى وصلنا الى مرحلة عراك وتشاجر أمام الأفران ما دفع بالبعض الى مناشدة القوى الأمنية للحضور وتنظيم صفوف المحتشدين.

هذه الأزمة يفترض أن تكون في لبنان كلّه، والطحين المدعوم يفترض أن يؤمّن الى كل الأفران وعلى الأراضي اللبنانية كافة، فما سبب الاستثناءات "يا معاليك"؟ وكيف لجماعة حزب الله الاستحصال على الطحين المدعوم وتصنيع الخبز وبيعه بكميات كبيرة في الضاحية الجنوبية وكأن الحال بألف خير؟

 

شاهد عيان تواصل معنا، وفي حديث لـ KATAEB.ORG، روى لنا أنه شاهد اليوم وبأمّ العين عندما كان متوجهاً الى مكان عمل زوجته في منطقة حارة حريك - الضاحية الجنوبية، عشرات المواطنين خارجين من فرن وهم يحملون أقلّه 4 الى 5 ربطات من الخبز في أيديهم.

 

ومن باب المصداقية والاستفسار، حاولنا الإتصال مرات عدة بالفرن، لكن لم يردّ أحد على اتصالاتنا.

 

في سياق متصل، أشار نقيب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف في حديث لموقعنا الى أن المطاحن فتحت أبوابها وهي تقوم بتسليم الطحين الى الأفران بحسب الحصة المتفق عليها لكل فرن.

ورداً على سؤال حول توزيع الفرن المذكور أعلاه كميات كبيرة من ربطات الخبز، أجاب: "ربما هذا الفرن واقع في منطقة غير شعبية وليس عليه ضغط كباقي الأفران".

 

لكنه من المعروف أن منطقة حارة حريك تعتبر من المناطق الشعبية وبطبيعة الأحوال الطلب على الخبز مرتفع فيها كما باقي الحاجات اليومية والمعيشية.

 

فبئس هذا الزمن الذي وصلنا اليه! حتى في هذه الأزمات هناك "إيد وإجر"، وهناك إكتفاء ذاتي مدعوم من الخارج في بعض المناطق على حساب الشعب اللبناني الذي يئنّ ويموت جوعاً وعطشاً واختناقاً.

 

أسئلة برسم المعنيين عموماً ووزير الإقتصاد أمين سلام خصوصاً: كيف لحزب الله أن يمتلك ويخزّن طحيناً مدعوماً في مناطقه؟ ومن هو المسؤول عن تهريب الخبز الى سوريا بهدف إرضاء الخارج وتجويع اللبنانيين؟