خطّ باريس – الرياض مستنفر لبنانياً وهذه أبرز السيناريوهات رئاسياً

علمت "النهار"، من مصادر سياسية موثوقة أن حراكاً سعودياً فاعلاً سينطلق في الأيام القليلة المقبلة من خلال لقاءات واتصالات للمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، الذي تمت ترقيته إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي، مما يعطيه دفعاً إضافياً في التواصل والتنسيق مع فرنسا، حيث كانت له إلى جانب السفير وليد بخاري، سلسلة محطات ولقاءات في الإليزيه. ولا يُستبعد أن يزور العلولا بيروت إذا ما استدعت الأمور قيامه بهذه الزيارة، على أن يواكبه دور للسفير السعودي في لبنان وليد بخاري الذي سيلتقي، وفق المعطيات المتوافرة، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، خصوصاً بعد زيارة لودريان للسعودية، إن لم يطرأ أي تبديل على أجندته. وهناك في المقابل، تواصل بين الدول الخمس المعنية بالاستحقاق الرئاسي، ولا يخفى وجود تباينات حول بعض المرشحين الرئاسيين، بحيث ما زالت قطر ومصر متمسّكتين بقائد الجيش العماد جوزف عون، ولكن إن حصلت تسوية على مرشّح آخر، فذلك يأتي في إطار إجماع هذه الدول فيما تتسرب معلومات عن لقاءات جرت بين بعض الجهات السياسية والحزبية المتنافسة وهما من طرفي الممانعة والمعارضة، ولكن ذلك يأتي في إطار التواصل والتنسيق على عناوين كثيرة مسيحية ووطنية، لكن بالمحصلة فان ذلك يفتح باب الحوار والتلاقي، وخصوصاً أن "الثنائي الشيعي" ما زال متمسّكاً، بخلاف ما يقال، بفرنجية، ولا فيتوات عربية ودولية على أي مرشح يتوافق عليه اللبنانيون بمن فيهم رئيس تيار "المردة". لذلك، فإن الأيام المقبلة من خلال بعض المحطات في باريس والرياض، من شأنها أن تبلور مشهدية الرئاسة، مع التطور المستجد في الحوار الأميركي - الإيراني، الآخذ في التفاعل، والذي لا بد من أن ينعكس إيجاباً على الشأن الداخلي وفي صلبه موضوع الرئاسة، ولا سيما أن لواشنطن موقعاً مؤثّراً على الساحة اللبنانية، ويدعو أكثر من سياسي مخضرم لمواكبة لقاءاتها، والتوقف عندها مليّاً، بحيث ثمة من يغرّد في البلد خارج سرب هذه التحوّلات.

وتردف المصادر لافتة إلى أن أكثر من سيناريو تتداول به الدول المعنية بالملف الرئاسي، وهذا ما يحضّره لودريان عبر سلة شاملة، بالمشورة والتنسيق الكامل مع الرياض، على أن يتوّج عبر اجتماع للقاء الخماسي حيث أكد لودريان في أحد لقاءاته في بيروت، رغبته في انعقاد هذا الاجتماع على مستوى وزراء خارجية البلدان الخمسة لإقرار خريطة الحل النهائية، على أن تُعرض لاحقاً على المسؤولين اللبنانيين، حيث قنوات الحل معهم مستمرة عبر متابعة ومواكبة من قبل السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، إلى السفير بخاري. وهنا، ينقل أن أبرز السيناريوهات المطروحة تتمثّل بتسوية محورها أن يأتي أحد المرشحين الطبيعيين ل#رئاسة الجمهورية، ولكن ليس كالصيغة التي طُرحت في السابق، أي فرنجية رئيساً والسفير نواف سلام رئيساً للحكومة، وفي المقابل، فإن الخيار الثالث يبقى قائماً من خلال قائد الجيش العماد جوزف عون.

ويبقى أخيراً، أن الهدوء المسيطر على الجبهة الرئاسية مرفقاً بدعوات للحوار قد يتطوّر في الأيام المقبلة بعدما بات الجميع في صورة ما يُحضّر للبلد في الخارج من حلول يمكن أن تؤدي إلى انتخاب رئيس أقصاه في أواخر أيلول، وإذا نضجت آليات الحل، فإن انتخاب هذا الرئيس العتيد قد يحصل في أي توقيت.