المصدر: اللواء
السبت 18 تشرين الأول 2025 02:22:17
تتحول مسألة التفاوض غير المباشر مع اسرائيل لمعالجة مسألة الاعتداءات، وتحقيق الانسحاب من الاراضي اللبنانية، سواءٌ النقاط الـ5 أو غيرها من الأراضي المحتلة، او ما يتعلق بإطلاق الأسرى، والسماح للمواطنين بالعودة لإعادة إعمار منازلهم، وممارسة حياتهم في المدن ما وراء النهر والأقضية والبلدات الحدودية على وجه أخص، استناداً الى اتفاق وقف النار قبل سنة، المؤسس على القرار 1701، تتحول هذه لمسألة الى قضية رأي عام، لدرجة ان نواباً وكتاباً ذهبوا أبعد من التفاوض الى التطبيع او احياء اتفاقيات سابقة..
إيضاح رئاسي
وإزاء ما تحفل به الساحة من كلام من هنا وهناك، أوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية مساء امس، أن موقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من مسألة خيار التفاوض لتحقيق الاستقرار والامن في البلد هو ما كان أعلنه في لقائه مع جمعية المحررين الاقتصاديين، وكل ما يصدر حول هذا الموضوع من تفسيرات او اقتراحات او مداولات هو مجرد تحليلات واجتهادات لا تنطبق مع الواقع.
على أن الموقف الرسمي، اللبناني الذي عبر عنه الرئيس عون، كان على طاولة النقاش خلال زيارة الرئيس نواف سلام الى بعبدا، والتي امتدت الى زيارة الرئيس نبيه بري في عين التينة، في السياق نفسه، اضافة الى التحضيرات الجارية لعقد جلسة لمجلس الوزراء، وما يمكن ان يُدرج على جدول الاعمال، إن انتخابياً، او مالياً، او ادارياً الأسبوع المقبل، ويرجح ان تعقد الخميس المقبل في 23 الجاري.
وأشارت المعلومات أن لقاء الرئيسين عون وسلام تخالله البحث بالمساعي للتوافق على ما طرحه رئيس الجمهورية حول ضرورة التفاوض لاستعادة كل الحقوق اللبنانية. وغادر سلام من دون الادلاء بتصريح،حيث تناول اللقاء عرض لتطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل اعتداءتها على لبنان والجنوب.. وغادر سلام عين التينة بدون الادلاء بأي تصريح.
وحسب المعلومات، جاءت جولة سلام على عون بري في اطارحرص الرؤساء على التنسيق بين المؤسسات السياسية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، ما يعكس تصميم لبنان على الحفاظ على سيادته واستعداده لمواجهة أي تصعيد محتمل، وسط ضغوط اميركية مقابل إصرار لبنان على رفض التفاوض المباشر مع كيان الاحتلال والتركيز فقط على تفاوض غير مباشر لضمان تنفيذ الاحتلال المتوجب عليه بوقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة في الجنوب واطلاق سراح الاسرى.
وجاء تحرك الرئيس سلام، للتنسيق في ما خصَّ الهجمة الاسرائيلية الجوية والبرية على المنشآت المدنية سواء في مصيلح او سيناي. وعلم ان الاجواء اتسمت بالصراحة والايجابية على الرغم من امتناع الرئيس سلام عن الاداء بأي تصريح..
كيف ينظر حزب الله الى التفاوض؟
على جبهة حزب االله، تتحدث مصادر مطلعة على موقفه انه يقف وراء الدولة في كل ما من شأنه ايقاف العدوان، وتحقيق الانسحاب واستعادة الاسرى، ولا ينظر بسلبية لطرح الرئيس عون.
وحسب هذه المصادر فالحزب يتسلح بالبند ١٣ من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّع في تشرين الثاني ٢٠٢٤ لإنهاء عدوان أيلول، للقول ان هذا البند ينص بوضوح على إجراء مفاوضات غير مباشرة بين لبنان والعدو الإسرائيلي.
بكلام أوضح، هذا يعني أن فكرة التفاوض غير المباشر ليست تنازلاً سياسياً من الحزب أو من الدولة اللبنانية، بل هي جزء من التفاهمات التي أنهت الحرب ووافق عليها الجميع في حينه، بمن فيهم حزب الله نفسه، ولذلك يمكن اعتبار هذا البند كمرجع لتفسير موافقة الحزب المبدئية على فكرة التفاوض غير المباشر مع العدو، ولكن شرط أن تتم بعد وقف العدوان، لا تحت ضغط النار.
ولكن كيف سيتعاطى حزب الله مع الطرح الأميركي الذي سرّبته مصادر دبلوماسية وأخرى لبنانية رفيعة المستوى حول ضرورة تشكيل لبنان لوفد «عسكري - مدني» للمشاركة بالمفاوضات غير المباشرة برعاية واشنطن، ودولة عربية أخرى رفضت المصادر الإفصاح عنها:
اكتفت المصادر بالقول ان حزب الله يمكن أن يكرر الموقف ذاته الذي اعتمده في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية لجهة الموافقة على تشكيل وفد عسكري يمكن تطعيمه بتقنيين إذا اقتضت الحاجة لذلك، مع رفضه القاطع لأي تمثيل سياسي في عداد الوفد.