داريل عيسى يؤكد حرص واشنطن على قيادة لبنان من قبل مؤسساته الشرعية

استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عند الاولى والنصف بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ونائب رئيس مجموعة "تاسك فورس فور ليبانون" نجاد فارس، وعرض معه التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة، إضافة الى العلاقات اللبنانية – الأميركية.

وبعد اللقاء، صرح عيسى: "جئت الى لبنان مع صديقي السيد نجاد فارس، وقد أجرينا للتو اجتماعا مطولا مع رئيس الجمهورية الذي أطلعنا على الأوضاع الحالية، وأهدافه واحتياجاته في ما يتعلق بالتعاون مع الولايات المتحدة. كعضو في الكونغرس، فإنني وزملائي لدينا اهتمام كبير بقدرات لبنان في بناء الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية، وفي السيطرة الكاملة والتامة على كل الأراضي اللبنانية. هذا ليس طموحا كبيرا، سأقرأ الجملة الأولى في اتفاقية الطائف من العام 1989 "المبادىء العامة: ان لبنان دولة حرة ذات سيادة والوطن النهائي لجميع مواطنيه". وبفضل قيادة مسؤوليكم، هذا الواقع القديم يحصل اليوم، وكعضو ايضا في الانتشار اللبناني كما هو حال السيد نجاد فارس، نحن فخورون جدا بما يحصل في لبنان، وكأميركيين سنستمر في دعم لبنان اقتصاديا عبر بلدنا وعبر الانتشار اللبناني، وعبر المشاركة بكل الطرق المتاحة".

اضاف: "نحن ندرك أيضا ان لبنان يتخذ الآن قرارات عن نفسه وعن الشعب اللبناني، ولحكومة واحدة ولجيش لبناني وقوات مسلحة واحدة، والعمل الذي يتم، كما قال لنا الرئيس، هو عمل سيستمر، بالإضافة الى عدد من الأمور التي هو بحاجة لها. وأكدت له ان الكونغرس الأميركي والرئيس الاميركي وآخرون ايضا، يدركون ذلك وسندعم ذلك".

وتابع: "في السنوات القليلة الماضية، قمنا بالمساعدة ببناء قدرات الجيش اللبناني، ولكننا نعرف انه يجب القيام بالمزيد، وان هناك شركاء أيضا في الشرق الأوسط يرغبون في المشاركة، وسنشجعهم على ذلك، مع توجيهات رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة. أنا أشعر بفخر كبير بوجودي هنا، كممثل عن الولايات المتحدة، ولكن اعرف أيضا وأدرك تماما ان هذا البلد يرسم طريقه الى الامام، وانه يوم جديد للبنان يتم فيه تحقيق الطموحات التي كانت موجودة منذ سنوات طويلة".

حوار

ثم دار الحوار التالي بين عضو الكونغرس الاميركي والصحافيين:

سئل: أعلن "حزب الله" انه سيعتبر القرار الأخير للحكومة كأنه غير موجود، ماذا لو رفض الحزب تنفيذ المطلوب منه؟ ما هي عواقب ذلك على لبنان؟

أجاب: "لدى لبنان حكومة واحدة، تم تشكيلها ولديها رئيس، وهناك رئيس للجمهورية، وعلى هذه الحكومة ان تقرر كما قررت البارحة، تنفيذ سياسة القوات المسلحة الواحدة، وان الجيش اللبناني هو القوة القانونية لحفظ السلم والامن، ونحن ننظر الى الازدهار الذي قد يأتي من ذلك، ان سكان الجنوب بشكل خاص سيستفيدون من الامن والسلام، وبلا شك على الولايات المتحدة ان تضغط على جميع الجيران في المنطقة لكي يدركوا ان لبنان يجب ان يكون فيه الحق فقط للجيش اللبناني لاتخاذ القرارات، وفي حال حصول أي شيء يجب ان يكون الجيش اللبناني هو المسؤول. ولكن من الخطأ أن يأتي شخص أكان من لبنان، او من دولة أخرى ويقول ماذا يجب ان يقوم به اللبنانيون، هذا غير لائق. ان لبنان يديره الشعب اللبناني وممثلوه المنتخبون، وان الدعم الأميركي لا يرتكز على أي مطالب، بل يرتكز على رغبة بأن يقوم الجيش اللبناني عبر الحكومة، بواجباته وسندعمه بالعتاد والتدريب الضروري، ولكن القرار سيأتي من هذا المكان بالذات، وليس من الولايات المتحدة".

سئل: ما هو تعليقك على ما قاله الشيخ نعيم قاسم حول قرار الحكومة الأخير، وعدم الموازنة بين تطبيق لبنان للاتفاق وعدم التزام اسرائيل به؟

أجاب: "ان العواقب على لبنان، عندما لا يكون له قوة واحدة قد ظهرت خلال السنوات الماضية. فلبنان قد عانى لسنوات طويلة من غياب حكومة واحدة، وهذه هي النتيجة السلبية التي نراها. نحن بالتأكيد سنضغط بقوة، وهذه المسألة سأعمل عليها مع الإسرائيليين ايضا، كي يحصل انسحاب كامل مقابل انتشار الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية وإظهار قدرتها على تحقيق السلام على كل الأراضي اللبنانية، وهذا طموح مهم بالنسبة للشعب اللبناني، أن يسيطر الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية، وان لا يكون جنوب لبنان عرضة للصواريخ وأن لا تطلق الصواريخ منه ايضا، وهذا هو الهدف الذي نسعى اليه".

سئل: هل تعتقد ان باستطاعة لبنان تطبيق قرار الحكومة الأخير المتعلق بسلاح "حزب الله" في حال لم تنسحب إسرائيل من لبنان؟

"أبلغني رئيس الجمهورية ان ما يقوم به، يفعله نيابة عن الشعب اللبناني، وكل قرار سيرتكز على مصلحة الشعب اللبناني. ما هو جيد لإسرائيل هو ان يقوم الشعب اللبناني ممثلا برئيس الجمهورية ومن خلال سيطرة الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية. في المقابل، سنتأكد من ان إسرائيل تدرك ان هناك مرحلة جديدة في لبنان، وان لبنان هو الذي يسيطر على مصيره، ولا ينظر الى سوريا او الى ايران، او الى الولايات المتحدة لاخذ التوجيهات والتعليمات، بل يقوم بما هو في مصلحته. وقد جلت في كل المناطق اللبنانية، وانا آتي الى هنا منذ اكثر من 30 عاما، الشيء الوحيد الذي سمعته هنا، وما اسمعه وانا اتحدث مع اللبنانيين حول العالم، هو اننا لبنانيون اولا ونحن نفتخر بأننا لبنانيون، هذه هوية لا تعرف دينا. والكلام نفسه يجب ان يقال لاسرائيل، ان لبنان عاد، وهو يهتم بنفسه، وهناك صوت واحد يتحدث عن الشعب اللبناني، وهو الحكومة اللبنانية، وانا سأنقل ذلك الى الولايات المتحدة بالإضافة الى لائحة بالامور التي يجب ان نقوم بها لكي نساعد القوات المسلحة اللبنانية والجيش اللبناني للقيام بمهامهم".