دبلوماسي فرنسي: مفاوضات النووي في طريق مسدود

أعلن مصدر دبلوماسي فرنسي، الخميس، أن المحادثات بين إيران والدول الكبرى بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 هي حالياً في طريق مسدود، مبدياً تشاؤمه إزاء احتمالات إحراز تقدم.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود"، كاشفاً أن اتفاقاً كان جاهزاً في مارس، لكنه "لم يعد في متناول" الأطراف المعنيين بسبب خلاف على وضع الحرس الثوري الإيراني.
كما أضاف: "نحن متشائمون. إيران ارتكبت خطأ باستنفاد الوقت"، وفق فرانس برس.

"استفزازات مكثفة"
أما تعليقاً على إعلان باريس أن فرنسيين أوقفا في إيران، قال المصدر إن عدم إحراز تقدم في الملف النووي يتزامن مع "الاستفزازات المكثفة" من طهران.

كذلك أوضح: "حالياً هناك اهتمام بالعودة إلى الاتفاق لكن الوضع لن يبقى كذلك".

لا علاقة له بالاتفاق النووي
تأتي تلك التصريحات بعد أن أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، في وقت سابق أن رفع هذه الفرقة الأمنية (أي الحرس الثوري) التي تتمتع بنفوذ عسكري واقتصادي واسع في إيران وفي المحيط الإقليمي أيضاً من قائمة الإرهاب أمر لا علاقة له بالاتفاق النووي الإيراني، ولا يجب بالتالي أن يربط بالمحادثات.

وأوضح مستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت، لصحيفة "ذي ناشيونال"، أن "عرضاً واضحاً قدم للإيرانيين بعد أسابيع من المفاوضات المضنية".
"الكرة في ملعب طهران"
كما أضاف أن "الكرة الآن باتت في ملعب طهران". وشدد على أن الإدارة الأميركية متمسكة "بمبدئها الأساس في المفاوضات ألا وهو عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي".

إلا أنه أكد في الوقت عينه أنها مستعدة لترك الطاولة (في إشارة إلى المفاوضات الهادفة إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي).

وتابع موضحا "لدينا ما يكفي للمضي قدمًا فيما يتعلق بعودة خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA، لكن طهران لم تستجب لذلك بعد".

دور محوري
يذكر أن الدبلوماسي إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي لمفاوضات الاتفاق النووي، كان وصل، الثلاثاء، إلى العاصمة الإيرانية من أجل بذل آخر الجهود الساعية لإنقاذ الاتفاق النووي بعد جمود في المباحثات استمر لأسابيع عدة. وأكد في تغريدة على حسابه على تويتر بعد لقائه المفاوض الإيراني علي باقري كني أن "العمل على سد الفجوات المتبقية لهذا التفاوض مستمر".
وكان مورا قد لعب دورا محوريا في تسهيل المحادثات التي انطلقت في أبريل الماضي (2021) في العاصمة النمساوية فيينا، بالنظر لرفض الوفد الإيراني الحديث مباشرة مع أميركا. وسافر آخر مرة إلى طهران في أواخر مارس الماضي قبل أن يتجه إلى واشنطن.

ومنذ أواخر مارس الماضي (2022) غرقت المباحثات في حالة من الجمود، بعد تعثر التوصل إلى توافق حول عدد من المسائل العالقة، ومن ضمنها "الحرس الثوري"، فيما تبادل الطرفان تحميل المسؤولية.