المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
الثلاثاء 12 آب 2025 18:55:31
استقبل دير سيدة النياح في بقعتوتة للراهبات الباسيليات الشويريات أيقونة رقاد والدة الإله، التي تعود إلى ديرها، بعد غياب طويل دام زهاء 85 عاما.
واعتبرت الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات الأم ندى طانيوس في بيان أن "عودة أيقونة رقاد والدة الإله إلى ديرها سيدة النياح، في بقعتوتة، هي فرحة تتجدد وتاريخ يعود"، وقالت: "تتميما لكلمات نشيد عيدها القائل، في ولادتك حفظت البتولية، وفي رقادك ما تركت العالم يا والدة الإله، هكذا، لم تترك أيقونة رقاد السيدة العذراء مقامها، بل عادت إليه مرفوعة على الأكف وبالترانيم والتهاليل".
أضافت: "بفرحة عارمة وامتنان كبير، استقبل دير سيدة النياح في بقعتوتة للراهبات الباسيليات الشويريات أيقونة رقاد والدة الإله، التي تعود إلى ديرها، بعد غياب طويل دام زهاء 85 عاما".
وتابعت: "لم تكن هذه العودة مجرّد استعادة لقطعة فنية أثرية، بل كانت عودة لتاريخ حي متجذر داخل أقبية هذا الدير العريق، لصلوات وتنهدات راهبات كرسن حياتهن لخدمة الله وأمه، وقد سجدن أمام هذه الأيقونة لسنوات طويلة. عادت الإيقونة لتبعث الغبطة من جديد في قلوب العابدات، فكانت لحظة استقبالها مفعمة بالمشاعر الجياشة، حيث استقبلنها بالشموع، والبخور، ودموع الفرح التي امتزجت بالصلوات، قبل أن يزيحنها في أرجاء الدير، ثم يدخلنها إلى داخل الكنيسة ويقمنها في مقامها الأصلي".
وأردفت: "خلف هذه العودة المباركة، تقف مساعي حثيثة وجهود عظيمة، للأب الفاضل نقولا الرياشي، الراهب الباسيلي الشويري، الذي لم يدخر جهدا في سبيل استعادة هذا الكنز الروحي. ولا يمكننا أن نغفل الكرم الأصيل والشهامة الحميدة التي أبدتها نايلة سعادة وعائلتها، مؤمنة ومدركة أهمية إعادة الأيقونة إلى موطنها الروحي وإلى قلوب الراهبات اللواتي كن يصلين ليل نهار منتظرات معجزة عودتها".
وقالت: "يعود تاريخ كتابة الأيقونة إلى عام 1770، أي بعد ثلاث سنوات فقط من تأسيس دير سيدة النياح في عام 1767، مما يربطها بتاريخ الدير ارتباطا وثيقا. وتجسد مشهد رقاد العذراء مريم، كما وصفته التقاليد البيزنطية الشرقية، حيث يلتفّ الرسل حول سريرها، ويظهر المسيح في الوسط حاملا روحها النقية على شكل طفلة بيضاء. فيها من جمال الألوان، ودقة التفاصيل، وعمق الرموز اللاهوتية ما يجعل منها تحفة فنية وروحية لا تقدر بثمن، لا بل يجعل منها قصة خلاص تكتب إنجيلا خامسا لحياة هذه الأم الفائقة القداسة".
أضافت: "فقدت الإيقونة في عام 1940، ويحكى أنها جالت في أماكن وبيوت عدة، يقال إنها أخذت أيضا إلى فرنسا، ثم أعيدت إلى لبنان. وأخيرا، عرضت في معرض سرسق. وهناك، شاءت العناية الإلهية أن تتعرف عليها الأخت كلود نصر من الراهبات الباسيليات الشويريات، لتنطلق منذ تلك اللحظة مساعي العودة".
وتابعت: "أن يضيع أثر إيقونة نفيسة وأن تزور البيوت والمتاحف، وأن تقيم في آخر المطاف في بيت سيدة فاضلة كريمة الخلق ومعطاءة، التي ما أن عرفت حقيقتها حتى تكرمت بإعادتها الى ديرها، فهذه معجزة من معجزات العذراء، وحدث يتكلم عن نفسه ويدعونا إلى أخذ العبر والتحلي الدائم بالرجاء. لقد تحققت المعجزة في يوم 7 آب 2025، بالتزامن مع عيد رقاد السيدة المعروف بعيد انتقال السيدة في 15 آب. وبهذه المناسبة السعيدة، سيُصار إلى تكريمها وتعظيمها، تأكيدا على مكانتها الرّوحية الكبيرة".
وشكرت "رهبانية الراهبات الباسيليات الشويريات - رئيسة عامة ومجلس مدبرات وجمهور راهبات، وخصوصا جمهور دير سيدة النياح (بقعتوتة)،الله على هذه العطية النادرة والثمينة".
كما شكرت "كل المساعي الحثيثة لإعادتها والعطاء السخي لعائلة جاك سعادة"، سائلة الله "أن يعوض الجميع بالنعم والبركات والقداسة".
ودعت "الجميع إلى زيارة الدير والتبرك منه ومن الأيقونة المباركة، حيث تقام احتفالات خاصة لتكريمها وتعظيمها في مناسبة عيد رقاد والدة الإله الكريم".
ووزعت برنامج الاحتفالات بحسب الجدول الآتي:
الخميس 14 آب 2025:
5,00 مساء: صلاة الغروب وتبريك القرابين ورتبة جنّاز العذراء.
8,00 مساء: قداس بحسب الطقس البيزنطي.
الجمعة 15 آب 2025:
8,30 صباحا: قداس أول بحسب الطقس الماروني.
11,00 قبل الظهر: قداس العيد الاحتفالي بالطقس البيزنطي يترأسه قدس الأرشمندريت جورج النجار والرئيس العام للرهبانية الباسيلية الشويرية".