المصدر: النهار
الأربعاء 5 تشرين الثاني 2025 07:41:52
كشفت رئيسة اللجنة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا (IIMP) التابعة للأمم المتحدة، كارلا كوينتانا، أن لدى اللجنة معلومات وأدلة قابلة للتحقق وموثوقة، تشير إلى أن بعض الأشخاص المفقودين في سوريا ما زالوا على قيد الحياة.
وقالت كوينتانا إن “هذه ليست مهمة مؤسسة واحدة”، مؤكدة ضرورة مشاركة المؤسسات الوطنية والمجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة والدول الأعضاء وأقارب المختفين في هذه العملية. وأضافت أن الموارد محدودة، لكن الجهود تُوجَّه نحو مشاريع ملموسة.
وأوضحت أن المؤسسة تعمل بفريق يضم نحو 40 شخصا، معتبرة أن “مأساة بهذا الحجم لا يمكن حلّها بقوة مؤسسة واحدة”. وذكّرت بأن اللجنة حديثة العهد، إذ تأسست قبل عامين بفضل نضال عائلات المفقودين التي أقنعت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشائها.
وقالت كوينتانا إنه بعد الإطاحة بنظام الأسد بات من الممكن الدخول فعليًا إلى الأراضي السورية، مشيرة إلى أن اللجنة لم تكن قبل عشرة أشهر تفكر في الذهاب إلى سوريا، بينما أصبحت قادرة الآن على العمل الميداني هناك.
وتجري اللجنة حاليًا مناقشات مع الهيئة الوطنية للمفقودين ومع عائلات الضحايا للبدء في تنفيذ مشاريع واقعية، مع استعدادها لتقاسم المعارف والأدوات والخبرات مع الجانب السوري، في سبيل العثور على المفقودين، سواء الأحياء منهم أو الأموات، مشددة على أن العملية يجب أن تتم على المستوى الوطني وبدعم دولي.
وكشفت كوينتانا أن لدى اللجنة معلومات عن أطفال ونساء مفقودين قد يكونون ضحايا للعبودية الجنسية أو الاتجار بالبشر.
وفيما يخص التعاون مع الحكومة السورية، أوضحت أنها التقت وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، وهي على تواصل مستمر مع رئيس اللجنة الوطنية للبحث عن المفقودين أحمد الشرع، لكنها اعتبرت أن التنسيق "تحدٍ كبير"، إذ "لا يوجد مثال آخر في العالم على تعاون مؤسسة دولية ووطنية تبحثان معًا عن مفقودين".
وأكدت كوينتانا أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطب الشرعي أدوات أساسية في عمل اللجنة، ليس فقط لتحديد هوية الموتى، بل أيضًا للمفقودين الأحياء، مشيرة إلى أن “العلم والحمض النووي ضروريان لتحديد هوية الأطفال المفقودين”.
وختمت بالتشديد على أن الثقة عنصر أساسي في نجاح عمل المنظمة، قائلة: “إذا لم نَبْنِ الثقة بين جميع الأطراف، فلن نتمكن من العثور على المفقودين. نحن بحاجة إلى العلم والموارد، لكن قبل كل شيء إلى الثقة والتعاون مع العائلات”.
وأضافت أن الوقت ينفد بسرعة للعثور على المفقودين في سوريا، لكن العملية تتطلب الصبر والمثابرة.