رئيس وزراء كندا يعتذر لترامب.. بسبب إعلان أثار استياءه

قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، إنه أبلغ رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو بألا يعرض إعلاناً مناهضاً للرسوم الجمركية دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعليق المحادثات التجارية مع كندا.

وأكد كارني أنه اعتذر لترامب أثناء عشاء في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) لأنه شعر "بالإساءة" من الإعلان.

وينتقد الإعلان التلفزيوني، الذي تم إعداده في أونتاريو وتم بثه في الولايات المتحدة، رسوم ترامب الجمركية مستشهداً بخطاب للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان.

وأثار الإعلان غضب ترامب، الذي أنهى محادثات التجارة مع كندا وأعلن عزمه زيادة الرسوم الجمركية على واردات البضائع الكندية بنسبة 10 بالمئة إضافية.

ورأى ترامب أن بث الإعلان التلفزيوني من جانب أونتاريو بمثابة انتقاد لسياسته التي تتعلق بالرسوم الجمركية، وبالتالي قطع المحادثات مع كندا.

وشكا ترامب من أن الإعلان يهدف إلى التأثير على المحكمة العليا الأميركية قبل الجلسات المقررة الشهر الجاري التي قد تقرر ما إذا كان الرئيس الأميركي يحظى بسلطة فرض رسومه الجمركية الشاملة، التي تعد جزءاً أساسياً من استراتيجيته الاقتصادية. وكانت المحاكم الأدنى درجة قضت بأنه تخطى صلاحياته.

وعندما سُئل كارني، اليوم السبت، عن رد فعل دوج فورد رئيس وزراء أونتاريو، على طلبه عدم عرض الإعلان، قال: "حسناً، لقد رأيتم نتيجة الأمر". وأضاف كارني في مؤتمر صحافي في ختام زيارته لآسيا التي استمرت تسعة أيام: "إنه شيء لم أكن لأفعله".

لكن فورد كان قد صرّح في وقت سابق بأن كارني وكبير موظفيه شاهدا الإعلان قبل نشره. وسحب فورد الإعلان يوم الاثنين الماضي، لكنه سمح بعرضه في أول مباراتين من السلسلة العالمية للبيسبول.

ويضم مقطع الفيديو مقتطفات من خطاب إذاعي يرجع لعام 1987 ألقاه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، والذي علق فيه على سلبيات الرسوم الجمركية. ومنذ بداية ولايته الثانية في المنصب، استخدم ترامب كثيراً الرسوم الجمركية ضد الدول على مستوى العالم.

من جهته، قال الرئيس الأميركي إن تصريحات ريغان استخدمت بشكل انتقائي وتم تجميعها على نحو مضلل.

من جانبه، ذكر كارني أنه بصفته رئيس الوزراء في كندا فهو المسؤول عن العلاقات مع الولايات المتحدة، وبالتالي اعتذر رغم أنه لم يوجه ببث الإعلان.

ويذهب ما يربو على ثلاثة أرباع الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة، وتعبر الحدود يومياً بضائع وخدمات بقيمة 3.6 مليار دولار كندي (2.7 مليار دولار أميركي).

وذكر كارني أن كندا عليها أن تحجم عن الاعتماد على شريك تجاري واحد. وأضاف كارني: "يمكننا أن نمضي وقتنا في مشاهدة تروث سوشال، أو يمكن أن تركز كندا على ما يمكنها التحكم به".

وذكرت العديد من المنافذ الإعلامية أن ترامب أبلغ الصحافيين على متن طائرة الرئاسة باعتذار كارني الشخصي الذي تم على ما يبدو على هامش القمة في آسيا. وعندما سئل بشأن ما إذا كان سيستأنف المحادثات التجارية الآن مع كندا، رد ترامب بحسم بالنفي، بحسب صحيفة "تورونتو ستار" الكندية.