"رسالة تحذير قوية"... الإثنين على طاولة قمة المناخ

قبل شهور من انطلاق قمة المناخ "COP28" بدولة الإمارات، ينتظر خبراء المناخ الإثنين صدور ما يوصف بأنه "أهم وأخطر تقرير" عن تغير المناخ.

ومن المتوقع أن يحمل هذا التقرير تحذيرا شديد اللهجة من الخطر الوجودي للاحتباس الحراري.

ويجمع التقرير الذي سيصدر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بالأمم المتحدة، قرابة 142 عاما من علوم المناخ، بداية من عام 1880 وحتى 2022، ومن المتوقع صدوره في 10 آلاف و750 صفحة، وسوف يعرض بالتفصيل التغييرات المرصودة والمتوقعة في نظام مناخ الأرض، والتأثيرات الماضية والمستقبلية مثل موجات الحر المدمرة والفيضانات وارتفاع منسوب البحار، وطرق وقف التلوث الكربوني الذي يدفع الأرض نحو حالة غير صالحة للعيش.

ومنذ إنشائها في عام 1988، أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي هيئة حكومية دولية يعمل بها مئات العلماء الذين يعملون لديها على أساس تطوعي، 6 تقييمات من 3 أجزاء، كان آخرها في 2021-2022.

وتشير مقدمة التقرير الجديد، الذي سيصدر الإثنين، إلى استمرار انبعاثات غازات الدفيئة العالمية في الازدياد، حتى مع تحذير العلم من أن العواقب المميتة تأتي عاجلا وبأقل مستويات الاحترار مما كان يُعتقد سابقا.

ومنذ أواخر القرن الـ19، ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بأكثر من 1.1 درجة مئوية، وهو ما يكفي لتضخيم كارثة الطقس في كل قارة.

ويقول مجدي علام، الأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب لـ"العين الإخبارية"، إن "هذا التقرير الجديد، هو بمثابة رسالة تحذير قوية للحكومات قبل "COP28" في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بدولة الإمارات، لإخبار الحكومات عما يجب فعله خلال السنوات الحاسمة".

وبموجب معاهدة باريس لعام 2015، وعدت الدول بشكل جماعي بوضع حد للارتفاع في متوسط درجة حرارة الكوكب عند "أقل بكثير" من 2 درجة مئوية، وعند 1.5 درجة مئوية إذا كان ذلك ممكنا، ولكن تحقيق هذا الهدف يبدو غير ممكن، بل بالعكس يتجه العالم نحو الأسوأ، كما يوضح علام.

وكان تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في عام 2018، قد أشار إلى أن "ميزانية الكربون" للبقاء تحت حاجز 1.5 درجة مئوية هي أقل من 300 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون، وهو بالكاد سبعة أضعاف الانبعاثات السنوية الحالية.

ومن جانبه، يعتبر محمد الحجري، الباحث بمركز بحوث الصحراء بمصر، التقرير المنتظر شديد الأهمية لسببين، أولهما أنه يصدر قبل قمة "COP28"، لتكون محتوياته مادة ثرية للنقاش خلال القمة، كما أنه سيكون المنتج الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لعدة سنوات، وأحد المصادر الرئيسية للمعرفة التي يجب مراعاتها في التقييم العالمي الأول لاتفاقية باريس.

ويقول لـ"العين الإخبارية": "مقدمة التقرير تكشف عن تهديد يلوح في الأفق، وهو (الحرارة القاتلة)، وعن أهمية الحاجة إلى الالتزام بأهداف اتفاقية باريس".

ويضيف أن تجاوز حاجة الـ1.5، الذي وضعته الاتفاقية، والوصول مثلا إلى 1.8، وهو سيناريو متفائل، يمكن أن يعرض نصف البشرية، بحلول عام 2100، لفترات من الظروف المناخية التي تهدد الحياة الناتجة عن التأثيرات المزدوجة للحرارة الشديدة والرطوبة، وهناك توقعات رهيبة بالمثل بالنسبة للصحة ونظام الغذاء العالمي والإنتاجية الاقتصادية.

ومن القضايا الأخرى، التي يثيرها التقرير، الحديث عن أفضل طريقة لإزالة الكربون من الاقتصاد العالمي، ويقول محمد عز الدين، أستاذ العلوم البيئية بجامعة أسيوط (جنوب مصر) لـ"العين الإخبارية": "ستكون هناك رسالة تؤكد على الحاجة إلى التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري، والحديث عن الحلول التكنولوجية لاحتجاز الكربون".

ويضيف: "كل هذه القضايا تعطي زخما لهذا التقرير الذي يصدر قبل شهور من COP28".