رغم انسداد الأفق السياسي... بوادر الأمل تطل من المرفأ

كتبت رانيا شخطورة في وكالة اخبار اليوم:

"ينتظر لبنان على قارعة طريق المفاوضات بشأن الشرق الاوسط، وما سيؤول اليه الملف النووي الاميركي الايراني، بما يوحي ان لا حل على المدى المنظور لا سيما على مستوى تأليف الحكومة، وخير دليل التجاذب الحاصل من خلال وضع الشروط والشروط المضادة التي تجعل المراوحة سيدة الموقف حتى اشعار آخر... ولكن رغم هذه الصورة القاتمة، فان مصادر ديبلوماسية معنية بالملف اللبناني تتحدث عن بريق امل يمكن البناء عليه.

وتقول، عبر وكالة "أخبار اليوم": رغم ان اللبنانيين ما زالوا يلملمون جراح انفجار مرفأ بيروت، الا ان بصيص النور سيأتي من المرفأ عينه، مضيفة "اول ضربة شاكوش في المرفأ، ستعني ان لبنان بدأ الصعود على السلم الخروج من الازمة درجة درجة، وان كان هذا السلم طويلا!"

وتشير الى انه بعد المشروع الالماني الذي تم عرضه منذ ايام، سنشهد هجمة غربية ثم عربية مماثلة حيث ستتوالى العروض والمبادرات نحو اعادة اعمار المرفأ، حيث تعلم الدول المعنية بالملف اللبناني ان اعادة الاعمار التي تبدأ من المرفأ وتنتقل بطبيعة الحال الى الاحياء المهدمة من العاصمة، تعني عودة الحياة الى المؤسسات لا سيما الخدماتية من المصارف، الى المطاعم، فالفنادق، والاستشفاء... وصولا الى المدارس والجامعات.

من هنا تشدد المصادر على ان البلد يحتاج الى حكومة من نوع آخر لا تشبه الحكومات التي سبق وعرفها لبنان، خاصة وان هناك تسابقا حول من سيعيد تشغيل مرفأ بيروت لا بل تطويره.

اما على مستوى السياسة الاقليمية، فلبنان عالق على حبال المناوشات او التجاذبات الاميركية - الاسرائيلية من جهة، والايرانية من جهة اخرى، من اجل الدفع نحو الجلوس الى طاولة المفاوضات. وتوضح المصادر ان طهران تحاول تحسين شروط التفاوض، ولكن معلومات من الخارجية الاميركية تؤكد ان ادارة الرئيس جو بايدن ستكمل في العلاقة مع ايران من حيث انتهى الرئيس السابق دونالد ترامب، بمعنى ان لا تراجعا عن المسلمات في ملف التفاوض.

وهنا، تنفي المصادر ما يرّوج له عن تسليم منطقة الشرق الاوسط (وتحديدا سوريا، لبنان، العراق، اليمن) الى الفريق الشيعي في المنطقة، قائلة: هذا الكلام يعتبر ضربا من الخيال، لان تقسيم المنطقة او توزيعها حصل بين واشنطن وموسكو بدءا من سوريا حيث الوضع الروسي يستتب يوما بعد الآخر، وما استدعاء وفد حزب الله الشهر الفائت الى موسكو الا لتحديد متطلبات وظروف المرحلة التي تقررها روسيا، بمعنى ان امر العمليات لم يعد لا ايرانيا او سوريا – في الداخل السوري- بل انه روسي فقط!

واين لبنان؟ تجيب المصادر: كل المؤشرات والتقارير والمعطيات من اوروبا واميركا والدول العربية تفيد ان لبنان اليوم بمنأى عن اي حرب قد تقع في المنطقة، رغم انه سيبقى على هذه الحالة الانتظارية على المدى القريب والمتوسط، اذ لا بوادر لتشكيل حكومة".