المصدر: نداء الوطن
الكاتب: غاييل بطيش
الخميس 18 كانون الاول 2025 07:50:54
تأتي الأعياد هذا العام على إيقاع القلق، ولا سيما في الجنوب حيث لا تزال القرى الحدودية تعيش تحت وطأة التهديدات الأمنية.
وفي قلب هذا المشهد، تبرز رميش كواحدة من البلدات الجنوبية التي اختارت أن تحتفل رغم كل شيء، متمسكة بأرضها وبطقوسها وأكد رئيس بلديتها حنا العميل، في حديث إلى "نداء الوطن"، أن البلدة لا تزال تعيش أجواء حرب على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الأوضاع الأمنية لم تستقر بعد، ولا سيما في أطراف البلدة.
وأوضح أنه في قلب رميش لا توجد مشكلات تُذكر، إلا أن المزارعين لا يزالون عاجزين عن الوصول إلى أراضيهم، ما حال دون قطاف الزيتون للموسم الثالث على التوالي.
وأضاف العميل أن الوضع الأمني لا يزال ضاغطًا، ورغم كل الظروف الصعبة، أصرّ أبناء رميش هذا العام على إعادة إحياء أعيادهم، حيث أُقيمت القداديس والصلوات، وتم تزيين البلدة لمناسبة عيد الميلاد، على أن يُفتتح يوم السبت "سوق الميلاد".
وأشار إلى أن عدد المقيمين بشكل دائم في رميش يبلغ نحو 6 آلاف نسمة خلال فصل الشتاء، ويرتفع العدد إلى ما يقارب 8 آلاف خلال الأعياد، مع عودة أبناء البلدة المقيمين في بيروت لتمضية فترة العيد في البلدة.
وتابع العميل، الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام يحمل بعدًا إضافيًا، إذ يشكّل مناسبة للصمود والتضامن، مؤكدًا أن صمود أهالي رميش هو أمر بديهي ولا نقاش فيه، إذ لا يفكر أحد بالنزوح عن البلدة مهما اشتدت الظروف أو كبرت المخاطر. وأضاف: "نحن باقون في أرضنا، وسنواصل ممارسة طقوسنا الدينية وإحياء مناسباتنا، كما سنستمر بتنظيم النشاطات في البلدة صيفًا وخلال فترة رأس السنة".
وختم بالإشارة إلى وجود تقصير واضح من قبل الوزارات الخدماتية، لافتًا إلى أن الخدمات المقدّمة لأهالي رميش والقرى المجاورة غير كافية لتعزيز صمودهم. وقال: "نحن ندرك أوضاع الدولة، ولكن هناك حدًّا أدنى من المسؤولية يجب الالتزام به، سواء على صعيد الطرقات أو البنى التحتية التي تكاد تكون معدومة، ما ينعكس سلبًا على حياة المواطنين".