ريتا بولس: "مصالحة الجبل" بمبادرة الرئيس الجميّل دليل على أن مشروعنا وطني لا تقسيمي

أسفت عضو المكتب السياسي الكتائبي المحامية ريتا بولس لأن الإعلام لم يسلّط الضوء على دور فخامة الرئيس أمين الجميّل في موضوع "مصالحة الجبل".

وقالت في حديث خاص ضمن برنامج "الحكي بالسياسة" عبر صوت لبنان 100.5: "بالعودة الى المرحلة التي سبقت "المصالحة" اي الاحتلال السوري وفترة كمّ الأفواه وزرع الانشقاقات وترسيخها بين اللبنانيين، عندها كان المبادر الأوّل في طي صفحة الماضي هو الشيخ أمين الجميّل الذي اعتبر أن الانتقال من مرحلة الحرب الى السلم يجب أن تسبقها مرحلة اقرار ومصالحة ومصافحة."

أضافت: "بعد فترة الانقسام والإقتتال في الشوف بادر الرئيس الجميّل للانتقال الى البناء وزرع السلام من خلال اطلاقه "الوثيقة الوطنية التاريخية" ووثيقة الحوار مع وليد جنبلاط التي تضمنت طيّ صفحة الماضي بما فيها من مآسٍ من أجل بناء مجتمع مستقر وكان هدفها "لتكن هذه المصالحة من الشوف الى مصالحة بين اللبنانيين"."

واشارت بولس الى أن هذه الوثيقة التي أطلقها الرئيس الجميّل كانت تمهيدًا لتقريب وليد جنبلاط والطائفة الدرزية والسنية من التجمّع المسيحي أي من "لقاء قرنة شهوان" وبعدها التحالف الكبير الذي أنتج ثورة 14 آذار والتي كانت السبب الرئيسي في طرد الاحتلال السوري.

ولفتت الى أن هذه المصالحة كانت أساسية وضرورية ونجحت بتحقيق عودة آمنة لأبناء الشوف الى قراهم والعيش بسلام ولكن "المطلوب تثمير وتفعيل هذه المصالحة من خلال ترسيخ فكرة العودة الى القرى والبلدات."

وتابعت: "على المسيحي في الشوف أن يؤمن بدوره وحضوره وتفاعله مع أبناء الشوف وعلى زيارة الراعي أن تُطلق مبادرة التمسّك بالأرض والحفاظ على الهوية خاصة بعد تواجد بؤر أمنية وتجمعات سكانية مسلّحة".

وأكدّت بولس أن مشروع الكتائب كان وسيبقى الـ 10452 ومبادرة الرئيس أمين الجميّل واطلاقه لوثيقة الحوار يدّل على أن مشروعنا هو وطني وليس تقسيميًا، أمّا في ما خصّ مشروع حزب الله فهو عقائدي يتعدّى مساحة لبنان ويسعى الى الغاء الهوية اللبنانية مؤكدة "أننا سننبذ ما يريده وسنواجهه بالطرق المناسبة".

وعن العلاقة مع "حزب الله" قالت:  "الطلاق" ليس بين المكونات الطائفية انما بين الهوية اللبنانية والهوية التي لا تشبه الشعب اللبناني التي يحاول فرضها حزب الله ومن ضحّى بأعز شهدائه دفاعًا عن الهوية اللبنانية لن يقبل بأقل من 10452."

وأردفت:  "أولى بوادر المواجهة التي نقوم بها كانت خلق "جبهة معارضة موحدّة" منعت وصول مرشح فريق "الممانعة" الى سدة الرئاسة، وإن توحيد الجهود بين أفرقاء المعارضة لا يزال مستمرًا، والهدف اليوم الاساسي هو مواجهة قبضة "حزب الله" على الدولة ومؤسساتها وعلى القضاء اللبناني."

وشدّدت بولس على أن حزب الكتائب متمسّك بالطرق والوسائل السلمية والديمقراطية، وطالب بتطبيق الدستور ولكن الفريق الآخر تجاوزه، مشيرة الى أنه لا يحق للرئيس بري أن يدعو ويترأس جلسات حوار لأنه من الأوائل الذين خالفوا وخرقوا الدستور.

 

وأكدت أننا لسنا مع الحلول البديلة عن الدستور اللبناني، ولينتقلوا الى الطرق الديمقراطية بدلًا من الهرطقات والبدع التي يخلقونها لإلهاء الشعب اللبناني بها.

وعن زيارة الراعي الى الشوف، رأت أن المشهد اليوم يُزعج الفريق الآخر كما أزعجه مشهد ثورة 14 آذار عند تلاقي اللبنانيين على اخراج الاحتلال السوري فحاربوها بالاغتيالات كذلك مشهد 17 تشرين عند تلاقي اللبنانيين جميعًا على "لقمة العيش" فحاربوها بالقمع والترهيب.

 

وأكدّت أن حزب الكتائب يسعى دائمًا الى الحفاظ على "المشهد الوطني الجامع"، قائلة: "أكرر أن المصالحة لم تكن "مسيحية درزية" انما مصالحة بين اللبنانيين وهذا ما أكدّه رئيس حزب الكتائب في زيارته الأخيرة الى كليمنصو."

وقالت: "نحن ضد اي بدعة لا تنسجم مع الدستور، انمّا مع جلسة انتخابية واذا هناك جلسات حوار فليترأسها رئيس الجمهورية."

وتابعت: "لا حلّ خارج اطار الدستور فنحن بحاجة الى خطة إنقاذ والهدف من دعوة بري للحوار هو فقط لإلهاء اللبنانيين وتضييع الوقت".

وأكدّت بولس أن الحاجة اليوم باتت ملّحة لتطبيق الدستور بحذافيره والعودة للعمل المؤسساتي.

وعن موقف باسيل من اللامركزية الادارية، تساءلت بولس:  "لماذا لم يطرح جبران باسيل "اللامركزية الادارية" عندما كان في السلطة؟" واعتبرت أن طرحها اليوم في ظل الانهيار الاقتصادي والمؤسساتي هو فقط "للمناورة".

أضافت: "لنناقش اللامركزية داخل مجلس النواب وليس مع حزب الله".

وشدّدت على أن حزب الكتائب رافض لكل مبادرة خارجية تأتي خارج اطار الدستور أو تُحمل فكرة "رئيس معلّب" انما مع كل مبادرة تعمل على تشجيع تطبيق  القوانين والدستور.

وعن المخاوف الأمنية، اعتبرت أنه في ظل سيطرة هذه الطبقة الحاكمة كل شيء يجوز، فالاغتيالات والقمع والترهيب لا يزال يُمارس حتى اليوم.

وعلّقت بولس على أحداث عين الحلوة، معتبرة أن الدولة غائبة والمخيم هو عبارة عن بؤرة أمنية معروفة بالاشخاص وهي تمتد الى خارج المخيم والتخوف الحاصل هو انتقال الاشتباكات الى مخيمات أخرى.

وفي رسالة الى أهالي الشوف، قالت: "علينا الحفاظ على 10452 والهوية اللبنانية فلنتمسك بأرض الشوف بالرغم من كل التحديّات."