زيلينسكي يتفقّد قوّاته... و"اعتراضات جوّية" متبادلة بين موسكو والغرب

مع تأكيد كييف أمس تحقيق تقدّم محدود في شرق البلاد وجنوبها في إطار الهجوم المضاد الذي باشرته قبل شهرَين بهدف تحرير المناطق المحتلّة، تفقّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوّاته على الجبهة الشرقية، حيث خاض الأوكرانيون معارك شرسة لاستعادة أراضٍ من الروس حول مدينة باخموت التي دمّرتها الحرب.

وكشف زيلينسكي أنّه زار «كتائب تُنفّذ مهمّات قتالية في منطقة دونيتسك»، حيث «ناقشنا مع القائد مشكلات يواجهها الجنود واقتراحات لمعالجتها»، فيما شكر عبر منصة «إكس» للولايات المتحدة «برنامجاً جديداً» للمساعدة العسكرية بقيمة 200 مليون دولار، وتشمل ذخيرة ودفاعات جوية ومعدّات لإزالة الألغام، وذلك بعدما أظهرت مراجعة محاسبية توفير مزيد من التمويل.

وفي الأثناء، أشارت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار إلى تحرير 3 كيلومترات مربّعة في قطاع باخموت الأسبوع الماضي، موضحةً أنّه «جرى حتّى الآن تحرير 40 كلم مربّعاً بالإجمال على الخاصرة الجنوبية لمحيط» المدينة.

وفي ما يتعلّق بالجبهة الجنوبية، حيث تُحاول القوات الأوكرانية منذ أسابيع رصد نقاط ضعف في خطوط الدفاع الروسية المحصّنة بحقول ألغام وخنادق وحواجز مضادة للدبابات، لم تدلِ ماليار بتفاصيل، مكتفيةً بالكشف عن تحقيق تقدّم.

وفي خيرسون الجنوبية، أفادت نائبة الوزير عن «عمليات» تقوم بها «بعض الوحدات» الأوكرانية على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، التي انسحب إليها الجيش الروسي في تشرين الثاني 2022، ما حوّل النهر إلى خط الجبهة.

في المقابل، ادّعت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي أنها «نجحت في صدّ» هجمات في منطقة كوبيانسك، حيث أعلنت تحقيق مكاسب الأسبوع الماضي وحيث أمرت أوكرانيا نتيجةً لذلك بإخلاء عشرات البلدات الصغيرة.

من جهة أخرى، أعلنت قيادة العمليات الجنوبية الأوكرانية تعرّض أوديسا على البحر الأسود ليل الأحد - الإثنين لهجوم بواسطة 15 مسيّرة و8 صواريخ من طراز «كاليبر»، موضحةً أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت المسيّرات غير أن شظاياها ألحقت أضراراً بسوبرماركت حيث أُصيب 3 من موظّفيه بجروح، فيما أفادت البلدية عن إصابة دور حضانة بشظايا.

وفي الرواية الروسية، ذكرت وزارة الدفاع أنها دمّرت خلال الليل موقع بناء مسيّرات بحرية استخدمتها أوكرانيا لضرب الأسطول الروسي في البحر الأسود، من دون تقديم تفاصيل إضافية، في حين أكدت «الدفاع الروسية» أمس أن «أنظمة الدفاع الجوي الروسية رصدت ودمّرت مسيّرات» نسبتها إلى كييف «فوق منطقة بيلغورود».

ومع توالي المآسي بسبب العدوان الروسي، شُيّع فتى في الثامنة أمس في منطقة إيفانو فرانكيفسك (غرب)، الواقعة على بُعد مئات الكيلومترات من خط الجبهة، والتي نادراً ما تتعرّض للقصف. وقضى الطفل حين سقط صاروخ فرط صوتي من طراز «كينجال» على منزل بعدما كان يستهدف مطاراً.

توازياً، قام وزير المال الألماني كريستيان ليندنر بأوّل زيارة له إلى كييف أمس منذ بدء الغزو الروسي، لتأكيد وقوف ألمانيا إلى جانب أوكرانيا. وشدّد على أنّه «يجب ألّا تخسر أوكرانيا هذه الحرب». وفي وقت لاحق، أوضح رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال أنه عقد «اجتماعاً مهمّاً» مع ليندنر في كييف، وشكر الحكومة الألمانية على دعمها.

وفي سياق الدعم الأوروبي لكييف، أعلنت الحكومة النروجية ومجموعة «كونسبرغ» للدفاع والفضاء أنهما ستُزوّدان أوكرانيا منظومات جديدة مضادة للطائرات المسيّرة بتمويل من حلفاء كييف، لتعزيز دفاعاتها ضدّ هذه الأسلحة التي تستخدمها روسيا بكثافة.

ومع ازدياد التوتّر الجيوسياسي بين موسكو والغرب الذي يرفع من منسوب «الاحتكاكات الجوّية» بين الطرفين، زعم الجيش الروسي أنه أرسل مقاتلة لاعتراض طائرة حربية نروجية كانت تقترب من حدود روسيا فوق بحر بارنتس في المحيط المتجمّد الشمالي، معلناً في بيان آخر أن العديد من قاذفاته الاستراتيجية ومقاتلاته نفّذت «طلعات مخطّطاً لها» فوق المياه الدولية في بحور البلطيق وبارنتس والنروج، وكذلك في سيبيريا الشرقية ومناطق أخرى.

وفي سياق متّصل، أرسلت بريطانيا مقاتلات للردّ على قاذفتَين روسيّتَين حلّقتا شمال جزر شيتلاند في اسكتلندا، بحسب وزارة الدفاع البريطانية، في وقت اعترضت فيه القوات الجوية الدنماركية قاذفتَين روسيّتَين رُصدتا فوق الدنمارك، وهما تُحلّقان في اتجاه المنطقة التي تُراقبها أمستردام لصالح الناتو.