ساسين: لحصر السلاح بيد الدولة لتتحرّك بدبلوماسية وهي الأساس فالنار والحديد لا يأتيان بالتحرير

لفت مستشار رئيس حزب الكتائب ساسين ساسين إلى أن النظام الجديد في سوريا يحاول أن يبني دولة مرتكزة على أسس مختلفة عن السابق، وقال في حديث عبر الميادين: "نرى الانفتاح على السياسة اللبنانية من خلال زيارة وزير الخارجية السورية ولقاء وزيري العدل اللبناني والسوري ومناقشة ملف اللبنانيين المعتقلين في سوريا والموقوفين السوريين في لبنان".

وأكد أن الحلول لا يمكن اجتراحها بلحظة فهي تحتاج إلى مسار طويل من البحث ولم نصل الى الحلول الجذرية بعد، إنما ما يرشح عن اللقاءات هو تفاهمات تتظهّر بالواقع ونتمنى أن تؤدي الأمور إلى تفاهمات بين دولتين جارتين تحترم كل منهما الأخرى ولا يمكن أن نقول إن حادثة معينة كالتي جرت أمس على الحدود اللبنانية السورية قد تؤثر على المسار إنما السياسة العامة ستؤدي الى تفاهمات تخدم مصلحة البلدين.

وفي الموضوع السوري وروسيا بسوريا قال ساسين: "كلنا نعرف أن سوريا على مدى عقود كانت كل علاقاتها وإنتاجياتها ومعاملها وتسليح جيشها وآلياتها روسية وكل هذا بحاجة إلى صيانة، فلا يمكن قطع الأمور بلحظة من ثم إن مصلحة روسيا بالإبقاء على قواعدها في سوريا وهذا مهم إنما هذه التفاهمات لا أعتقد أنها قد تخرج من الإطار الدولي المرسوم للعلاقات السورية الروسية، مذكّرًا بأن ما يجري وما حصل من تغيير كان بإرادة أوروبية أميركية تركية وليس بإرادة روسية فهي كانت الداعم الأول للنظام السوري السابق لكن النظام الجديد لا يمكن أن يقيم عداوة مع روسيا، من هنا أفهم الرئيس أحمد الشرع عندما يقول نحن نحترم الاتفاقات الروسية السورية ولكننا سنعمل على تطويرها".

وعن عدم دعوة لبنان إلى قمة شرم الشيخ قال: "لم يكن من المفروض أن يكون لأنه لا يزال على عدواة مع إسرائيل ويتعرض لانتهاكات يومية من قبلها والقمة كانت تضم نتنياهو فكيف يكون لبنان على الطاولة نفسها وهم يتحدثون بسلام ولبنان غير موجود ضمن قائمة هذا السلام؟"

 وأشار إلى أن كان الخطاب واضحًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنزع سلاح المقاومة من لبنان وحصرية السلاح ودعمه الكامل للبنان أي لبنان كان موجودًا من دون أن يتمثل بالقمة وما هو ملفت بعد القمة هو كلام رئيس الجمهورية بأن لبنان صار يجب أن يكون على طاولة المفاوضات نظرًا لما يحصل في المنطقة والذي يؤثر على لبنان .

وأوضح أن رئيس الحكومة أوعز بتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة بموضوع انتهاك المصيلح، وأردف: "كلمة فخامة الرئيس تأتي بإطار أننا مستعدون ولدينا كامل الاستعداد للسلام إنما بدبلوماسية وبحفظ سيادة لبنان ما يعني وقف الانتهاكات الإسرائيلية، إذًا فخامة الرئيس مدرك للموضوع ورئيس الحكومة والحكومة وهي تعمل على إخراج لبنان من الآتون الناري، إنما على باقي الأفرقاء التعاون لنزع فتيل الاعتداءات وضمن هذا الإطار نقول إننا عندما نطالب بحصرية السلاح لا نعني نزعه لمصلحة إسرائيل بل لمصلحة الدولة لتتحرك بدبلوماسية وهي الأساس فالنار والحديد لا يأتيان بالتحرير.

وشدد ساسين على أن حرب الإسناد لم يكن للدولة أي دور فيها، سائلا: "هل سلاح حزب الله قادر على أن يمنع الاعتداءات الإسرائيلية؟"

وأضاف: "الحرب أتت بالاحتلال وعندما يكون هناك دولة كاملة مكتملة قادرة على التعامل مع المجتمع الدولي نطالب هؤلاء بتنفيذ الاتفاق والضغط على إسرائيل لكن المطلوب أن ينفذ الحزب المطلوب منه والمطلوب قيام الدولة وهي لا تقوم بوجود سلاح خارج إطارها."

وشدد ساسين على أن كلام الرئيس جوزاف عون يجب أخذه بالإطار الكامل فهو يدعو إلى قيام الدولة وحصرية السلاح بيدها ويجب ألّا نكون بعيدين عما يجري في المنطقة من تسويات ونزع فتيل التفجير، فالمنطقة تعاني من دمار وتفجير وحروب حصلت بمختلف الأسلحة وعون يقول أمامنا فرصة تتمحور حول أن كل المجتمع الدولي ينظر إلى حل مشكلة الشرق الأوسط ونحن نعرف ان هذه الحلول لا يمكن أن تحصل من دون تضحيات.

واكد ساسين أن كل الحروب تنتهي إلى تسوية سياسية وسلم ونحن أمام فرصة للتسوية وحل لقضية السلاح وفخامة الرئيس يقول علينا ألّا نضيّعها وكل المجتمع الدولي يقول نريد قيام الدولة ونحن الى جانبها بالإعمار ودعم الجيش والدعم الاقتصادي لتقف على رجليها شرط أن تنوجد الدولة، لذلك نسمع الرئيسين يتحدثان يوميًا عن حصرية السلاح وهذا يعني اننا نمشي بتدرج من دون مواجهة داخلية.

وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار وقع عليه وزراء الحزب داخل الحكومة ومنذ اليوم الأول نسمعهم يرددون لن نسلّم السلاح بدلا من إبداء الاستعداد للتحاور مع الجيش والرئيس، فلماذا لا تتظهر المواقف الإيجابية لننزع هذا الفتيل؟

وجزم بأن الدولة القوية القادرة من دون سلاح إلا بيد القوى الأمنية هي التي تحمي جميع الفئات اللبنانية.

واكد ان الجيش اللبناني لديه العقيدة والكفاءة الكاملة لحماية لبنان وقادر ان يكون بكل المواقع ولكنه لا يريد تصادمًا وحربًا داخلية، من هنا نطالب بالاحتكام والتسليم للدولة وان تمارس سيادتها على أرضها ولكن طالما هناك بؤر مسلّحة ومجموعات لا تأتمر بإمرة الدولة فلا أحد سيكون إلى جانبنا.

وعن السيناريو المتوقع رجّح ساسين الحوار اللبناني - اللبناني على قاعدة الدولة وعندها نكون أمام استقرار دائم وليس موقًتا.