ساسين: لدى حزب الله قرار استراتيجي بشل الدولة وكل مؤسساتها وإنهاء كل ما يسمّى نظامًا ديمقراطيًا

رأى مستشار رئيس حزب الكتائب المحامي ساسين ساسين أن لدى حزب الله قرارًا استراتيجيًا بشلّ الدولة وكل مؤسساتها وإنهاء كل ما يسمّى نظامًا ديمقراطيًا.

ولفت في حديث لصوت لبنان إلى أن وزير الداخلية حدّد مواعيد الانتخابات البلدية وقام بواجباته كوزير، لكنه يعرف ويعلم علم اليقين أن الإدارة السياسية المتحكّمة بقرار لبنان وسياسته الداخلية والخارجية وبقرار الحرب والسلم والتعبئة العامة قرّرت عدم إجراء الانتخابات البلدية، معتبرًا أن هناك أمرًا واقعًا فارضًا نفسه على اللبنانيين هو السلاح الموجود بيد فريق معين يُملي على اللبنانيين القرارات وينفّذ ويفعل ما يريد وجعل الدولة تنتهي بمعنى الدولة ومؤسساتها ليحلّ محلّها بدويلته والتي أصبحت أقوى بكثير من الدولة.

وعن أن الرئيس نبيه بري واضع مفتاح المجلس بجيبه قال: "هذا هو الظاهر أما الفعلي فهو ليس بري لأنه يتلقى وبقناعتي هو منفذ لما يمليه عليه صاحب القرار وهو أقوى بكثير منه، مشيرًا إلى أن بري مسيّر من حزب الله والقرار اليوم بيد حزب الله وإن عدنا إلى قناعات بري فلا مانع لديه بالسير بانتخابات بلدية وغيرها".

أضاف: "دائمًا يقال الثنائي الشيعي لكن بقناعتي الشخصية هناك أحادية بالقرار الشيعي يأخذها حزب الله وتنفذ تحت مسمّى الثنائية".

وعن سبب رفض حزب الله إجراء الانتخابات البلدية رأى ساسين أن حزب الله لديه قرار استراتيجي بشل الدولة نهائيًا وكل مؤسسات الدولة وإنهاء كل ما يسمى نظامًا ديمقراطيًا، فلو كان يريد للدولة ان تستمر لما كان أخضعها لقرار الحرب والسلم الذي يأخذه ولما كان ليعطل انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومات المتعاقبة ولكان أعطى القرار لفتح المجلس النيابي وانتخاب الرئيس، وهو لا يريد إجراء الانتخابات البلدية لأنه لا يريد أن تمارس المؤسسات عملها ضمن الأنظمة والقوانين اللبنانية ريثما يتمكّن من السيطرة الكاملة على القرار اللبناني بكل مفاصله.

وقال ساسين: "إن تحدثنا عن حالة الحرب في الجنوب فقد أجريت في السابق انتخابات بلدية في مناطق دون أخرى وجميعنا يعرف أن ثلث البلديات محلول كليًا والثلث مشلول كليًا والثلث الثالث لا قدرات ولا إمكانيات لديه وهناك نزاعات داخلية، ونحن اليوم بأمسّ الحاجة لتتفعّل المؤسسات كي تمارس دورها على الساحة الداخلية خصوصًا في ظل ما نشهده من فلتان أمني نراه داخل القرى والأحياء والبلديات عاجزة عن ممارسة دورها، مشددًا على أن قرار عدم إجراء الانتخابات البلدية يتحمل مسؤوليته بالمرتبة الأولى حزب الله".

وعن مقايضة حصلت في انتخابات نقابة المهندسين مقابل تغطية جلسة التمديد للبلديات، رأى ساسين أنه اذا كان فعلا تمت المقايضة بين مركز نقيب المهندسين والانتخابات البلدية فهذه المقايضة ستنعكس سلبًا على مواقف من قام بها. وأردف: "التيار الوطني الحر أصابته الشرذمة ورئيس التيار بحاجة للوقت لسببين: "الأول ليتمكن مع الوقت من التخلص من العقوبات الأميركية، ثانيًا ليستجمع إن كان قادرًا محازبيه بسياسته التي يتبعها لكن هناك شك بإمكانية الاستعادة لأن خطابه متضارب ببعضه وغير متناسق".

أضاف: "يهمه الوقت لسببين: "جبران باسيل ليس الذي كان قبل عام ونصف أي عندما كان الجنرال عون في سدة الرئاسة فقد كان "سلطة" الأمر غير الموجود اليوم وهو يفتش عن دور يحميه أولا ويبقيه ضمن المعادلة ليبقى موجودًا بالمنحى السياسي وهذا يفسر عدم تبنيه السير بفرنجية فهو سيفتش على دور ليجمع نفسه بالمرحلة المقبلة وليبقى في السلطة وضمن هذه الصورة نرى مواقف تترنح يسارًا ويمينًا".

وعن مشاركة التيار في جلسة التمديد للبلديات سأل: "هل الفراغ سيكون فقط في المتن وكسروان؟ الفراغ سيطال كل لبنان وهو يؤذي الجميع وليس فريقًا واحدًا".

وأكد ساسين أن حزب الله لا يريد رئيسًا للجمهورية كائنًا من كان حتى سليمان فرنجية لسبب واضح، فإن حصلت مفاوضات إقليمية ودولية فالشخص الوحيد المكلّف بموجب الدستور بالمفاوضات هو رئيس الجمهورية وإن لم يكن موجودًا فالمفاوض هو الرئيس نبيه بري أي حزب الله.

وعما يحصل في غزة قال: "إسرائيل دخلت بمعركة وجود وهي أخذت وقتًا لتستوعب ما حصل في 7 اكتوبر فقد هدّدها بكيانها ووجودها واستخباراتها بكل ما للكلمة من معنى، لافتًا إلى أننا اليوم نعرف أن الخطر الذي دخل إلى إسرائيل كان من حماس التي دمّرت غزة".

ورأى أن المشكلة وقعت على الشعب الفلسطيني الذي لم يعد لديه مسكن وطبابة ومستشفيات ولا يأبه القادة عن هذا الشعب بذلك بل يهمهم أن غزة موجودة فيما غزة لم تعد تشكل خطرًا على كيان إسرائيل.

ولفت الى أن ما هو ظاهر حتى اللحظة أن الخيار العسكري غالب على المسار التفاوضي ولا نعرف ما الذي يستجد مستقبلًا ولولا المستجدات أو التبليغات لما كان هوكستين ليأتي بزيارة خاطفة بل كان أعد زيارة بجدول أعمال واسع، إذًا الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها إما الاتفاق أو الحرب الكبرى.

وعن توسيع رقعة الحرب على لبنان قال: "إسرائيل دولة غاصبة ولا تحتاج لحجج فكيف إن أعطيناها الحجة؟"

وأشار الى أن حزب الله ربما يسعى لتطبيق القرار 1701 لكن كما يفهم ويريد لأنه لو هذا القرار طُبّق وفقًا لمضمونه لا بد من أن يرافقه تطبيق الـ1559 الذي يقضي بجمع السلاح وحصريته بيد الدولة وهذه النقطة العصيّة أمامه على تطبيق الـ1701، لأنه سيتراجع الى ما بعد الليطاني بعتاده وصواريخه فأين سيحصل صراعه ومعركته؟ ستحصل في الداخل وهذا الداخل سيودي بنا إما الخضوع للدويلة وإما المواجهة، مشيرًا إلى أن  رئيس الكتائب سامي الجميّل بزياراته المكوكية إلى العواصم الغربية طالب بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته كي لا يؤثر التطبيق الجزئي ويودي بنا الى حروب داخلية.

 وأضاف: "بكل فخر رئيس الكتائب كان السبّاق والوحيد الذي نبّه إلى القرار 1701 مع ما قد يستجرّه على الداخل اللبناني في حال تطبيقه جزئيًا بأن لا تكون بيروت جائزة ترضية لشمالي إسرائيل."

وعن الانتخابات الرئاسية ذكّر أن رئيس الكتائب أعلن أن هناك فريقين لديهما مرشح وانسحب مرشحنا ميشال معوض إفساحا في المجال لتسوية معينة إنما حزب الله لم يتخذ الخطوة نفسها.

وعن الحوار برئاسة بري قال: "لا يمكن الدعوة لحوار لفرض الشروط علينا وحول مرشحك للرئاسة فأنت تملي ما تريد علينا في ظل حوار مقنّع، معتبرًا أن هناك عدم قناعة لدى الفريق صاحب القرار الواحد بجدوى انتخاب رئيس، ومضيفًا: "في المرحلة الحاضرة لن يتخلّى حزب الله عن مرشحه وفي اليوم الذي يقرّر إجراء حوار يكون قد تخلى عن فرنجية".

وتابع: "هناك مجلس وإن كنت ضنينا بالنظام البرلماني فلننزل الى المجلس ونلعب اللعبة الديمقراطية وننتخب رئيسًا".

ورأى ان الانتخابات ستحصل عندما تنضج التسوية الإقليمية فهناك لعبة بين إسرائيل وإيران قوامها من جهة إيران لبنان الذي يدفع الثمن ويرسل الصواريخ والمسيّرات فهل يمكن فصل هذا الأمر عن السياسة الإيرانية فالسيد حسن يقول إنه تابع لفيلق القدس.

وعن الخيار الثالث وما إذا كان العماد جوزاف عون يمثل هذا الخيار قال ساسين: "الجنرال عون لا يمكن إلا أن يكون ابن مؤسسة، فمسيرته كانت واضحة وناصعة وإلا لما تولى قيادة الجيش ولا يمكن إلا أن نصنّفه كشخص وطني مؤسساتي". زعن وثيقة بكركي شدد على أنها تنادي بسيادة لبنان وتنفيذ القرارات الدولية واحترامها لكن لا يمكن تسميتها وطنية إلا عندما تلاقي القبول الوطني إنما الهدف منها وضع عناوين وأطر معينة تحت عنوان سيادة لبنان والعمل وفق الدستور مع العلم أن هناك ثغرات يجب أن تعالج.

وعن قضية النزوح السوري اكد انها تشكل عبئًا كبيرًا على لبنان منذ سنوات لكن المشكلة التي نعاني منها هي عدم وجود المؤسسات لأن ضبط هذا الوجود يحتاج لمؤسسات فاعلة وناشطة ومن جهة ثانية ليكون لدينا مثل هذه المؤسسات لا بد من رئاسة الجمهورية وحكومة تعمل بكل قدراتها، مؤكدًا أننا اليوم نحن بوضع استثنائي جدًا ولو كان لدى المكوّنات التي تتحكّم بالقرار حسّ وطني لكانوا سهّلوا انتخاب رئيس جديد وتشكيل وحكومة وإجراء الانتخابات البلديات والتعيينات.

وسأل: "كيف تعالج مشكلة الوجود السوري من دون المؤسسات؟ من ثم فإن الحكومة لا تملك المصداقية الدستورية نتيجة أنها مستقيلة وتصرّف الأعمال وتلعب دور رئاسة الجمهورية فيما لا يجوز لها ان تتخذ القرارات".

وفي ذكرى الإبادة الأرمنية والسريانية تمنى ساسين أن تنتهي هذه الإبادات ذلك أننا نشهد على إبادة جديدة في الشرق الأوسط سواء ما يقترفه المتقاتلون في فلسطين واسرائيل او ما يجري على الحدود اللبنانية وأردف: "الله يلطف بكل الناس ويبعد الأذى عنه".