سباق محموم… وبراك إلى إسرائيل لمنع التصعيد

بين مطرقة التهديدات والإنذارات والغارات الإسرائيلية على الجنوب ومرات على مناطق ابعد منه ، وسندان مواقف الإنكار والتعنت الأشبه بتقديم الذرائع المتوالية لإسرائيل التي يمعن "حزب الله " في اتخاذها ، يمضي لبنان نحو مزيد من الأجواء الضبابية التي تغلب عليها المخاوف مما يمكن ان يعقب المهل والإنذارات المنهمرة حول مرحلة ما بعد نهاية السنة الحالية.

وشكلت تطورات الساعات الأخيرة تجسيدا حيا لهذه المعادلة القاتمة ان عبر عودة إسرائيل إلى لغة الإنذارات الميدانية وان من خلال المواقف الخشبية التي اطلقها الأمين العام ل"حزب الله " وكانّها مواقف تنتمي إلى عصر انطوى ويتشبث بها الحزب غير آبه لما توفره من مزيد من ذرائع لإسرائيل.   

مع ذلك يمضي المسار الديبلوماسي المتعدد الطرف حيال لبنان نحو محطات وجهود وتحركات إضافية تسابق الوقت والمهل. وفي هذا السياق يصل الخميس المقبل الى بيروت، رئيسُ الوزراء المصري مصطفى مدبولي في زيارة هدفها استكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان، والتي بدأها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات حسن رشاد.

كما تتجه الاهتمامات إلى الاجتماع الذي يعقد في باريس الجاري ويضم الموفدين الفرنسي جان ايف لودريان والأميركية مورغان اورتاغوس والسعودي يزيد بن فرحان وقائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، حيث ستكون خطة حصر السلاح والتحضيرات لمؤتمر دعم الجيش في صلب المناقشات. وفي اليوم التالي في 19 كانون الاول الجاري، يفترض ان تعقد لجنة الميكانيزم اجتماعا في الناقورة بمشاركة الوفد اللبناني برئاسة السفير سفير كرم، والجانب الاسرائيلي والرعاة الامميين والفرنسيين والاميركيين. 

غير ان العامل الجديد الذي برز امس تمثل في كشف وسائل إعلام إسرائيلية أن المبعوث الأميركي توم برّاك سيصل إلى إسرائيل غدا الإثنين "وسيبحث منع التصعيد في سوريا ولبنان".

كما أشارت  إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته الإثنين للقاء مسؤول أميركي حول لبنان . وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية، أن "نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته الاثنين المقبل بسبب اجتماع مع توم برّاك واللقاء يهدف لمنع التصعيد مع لبنان والتوصل لتفاهمات مع سوريا".

سبقت هذه التحركات تطورات جديدة ميدانيا اذ دخلت قوة من الجيش اللبناني للمرة الثانية امس ،  بطلب من لجنة "الميكانيزم" ، الى منزل أنذرت إسرائيل بقصفه في بلدة يانوح، وقامت بتفتيشه تزامناً مع اتصالات اجريت مع الجيش الإسرائيلي من جانب اليونيفيل والميكانيزم لتفادي حصول أي غارة.

وأشارت المعلومات الى أنّ الجيش اللبناني اتخذ اجراءات جدية مع قوات اليونيفيل لمنع ضرب المبنى المهدد  واسفرت عملية التفتيش والحفر في بعض الأماكن داخل البيت عن عدم العثور على أسلحة .ومساء اعلن الجيش الإسرائيلي انه بعدما توجه الجيش اللبناني عبر الآلية مجددا إلى الموقع المحدد قرر الجيش الإسرائيلي تجميد الغارة مؤقتا .

ويذكر انه في وقت سابق امس دخلت دورية من الجيش اللبناني برفقة قوة من اليونيفيل الى المنزل نفسه في بلدة يانوح الجنوبية بهدف التفتيش وذلك بطلب من لجنة "الميكانيزم" وحصل التفتيش برضى الاهالي ولم يتم العثور على أي شيء، فتجدد الطلب بالدخول الى احدى الاملاك الخاصة التي سبق تفيتشها، ما أدى الى سوء تفاهم مع بعض الاهالي سرعان ما تم حله.