سُحبت من أسواق العالم: بيضة كيندر في لبنان آمنة؟

كتبت عزة الحاج حسن في المدن:

حين يخفّض التجار في لبنان سعر السلعة بأكثر من 60 في المئة من قيمتها، تتبادر إلى الأذهان فوراً أسئلة وعلامات استفهام حول صحة المنتج وسلامته، فما بالكم حين يكون المنتج من فئة الكماليات بالنسبة إلى الشريحة الأوسع في لبنان.

نتحدث هنا عن Kinder Eggs (بيض الكيندر) وهو عبارة عن بيض مصنوع من الشوكولا والحليب، ويحوي في داخله ألعاباً صغيرة الحجم. تُعد بيضة الكيندر الجاذب الأول للأطفال من دون منازع، بين كافة أنواع الشوكولا الأخرى، حتى تلك العائدة إلى الشركة نفسها المصنّعة لجميع منتجات كيندر، شركة Ferrero.

خفض السعر في لبنان
ولأن شوكولا الكيندر مستورد وتكلفته عالية نسبة إلى باقي أنواع الشوكولا، سلكت أسعاره في لبنان منذ بداية الأزمة المالية مساراً صعودياً سريعاً جداً، حتى أنها لم تعد بمتناول الأطفال باستثناء شريحة ضيقة منهم، باعتبارها من السلع الثانوية أو الترفيهية، وقد تجاوز سعر بيضة الكيندر في لبنان 50 ألف ليرة.
أما الأسبوع الفائت، فبيعت بيضة الكيندر في العديد من متاجر ومحلات العاصمة بيروت بسعر يثير الشكوك والقلق، وبلغ نحو 18 ألف ليرة فقط، أي بسعر يقل عن سعرها الأساسي بأكثر من 60 في المئة، فارتفع الإقبال من قبل الأطفال على شراء بيضة الكيندر، وهو أمر طبيعي بهذه الحال. لكن ما الذي يجعل التجار يبيعونها بأسعار مخفّضة بهذا الشكل؟
إنها "السالمونيلا".

فقد سحبت الشركة المصنّعة لبيض الكيندر Ferrero كميات كبيرة من منتجاتها من الأسواق البريطانية والفرنسية والدول الأوروبية منذ أيام، كإجراء احترازي بعد الاشتباه بوجود بكتيريا السالمونيلا في شوكولا الكيندر، ومع ظهور أعراض التسمم الغذائي على أكثر من 60 شخصاً معظمهم من الأطفال.

تحرّك دول أوروبية وعربية
بعد إعلان وكالة معايير الغذاء البريطانية أن مجموعة من "بيض الكيندر" قد سُحبت من الأسواق ونبّهت النّاس لعدم تناول بعض المنتجات، حذت العديد من الدول حذوها وسحبت المنتجات من الأسواق، ومن بين تلك الدول استراليا وعدد من الدول الأوروبية، حتى بعض الدول العربية تحرّكت بالإتجاه عينه.
فأوعزت السلطات المغربية إلى الجهات المعنية بسحب بيض الكيندر من أسواق المغرب، إلى حين يتم التأكد من خلوها من بكتيريا السالمونيلا المسممة والتي قد تسبب الوفاة. وكما المغرب كذلك أعلنت السعودية عن بدء سحب كميات بيض الكيندر من الأسواق، من أجل فحصها، بدورها أعلنت حماية المستهلك المصرية بدء العمل على جمع شوكولا بيض الكيندر من الأسواق كإجراء وقائي. وذلك من أجل فحصها والتأكد من سلامتها وخلوها من البكتيريا.

وماذا عن لبنان؟ بيض الكيندر لا يزال مكدساً في المتاجر والأسعار مخفّضة جداً، هل من متابع لقضية السالمونيلا وخطورتها على صحة أطفالنا؟

لبنان يتابع ولا يسحب الكيندر
تتابع وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان قضية الاشتباه بإصابة بيض الكيندر بالسالمونيلا، من دون أن تتحرّك لسحبه. ووفق مصدر رفيع من الوزارة، فإن وكيل شوكولا الكيندر في لبنان لم يستورد بيض الكيندر منذ عامين بعد ارتفاع سعرها تماشياً مع الدولار. أما بيض الكيندر الذي يدخل لبنان منذ عامين وحتى اليوم فيعود إلى تجار آخرين، منهم يستورد الكيندر مع مواد غذائية ومنهم مع أنواع أخرى من الشوكولا. وهذه المستوردات من بيض الكيندر حسب وزارة الاقتصاد يتم فحصها عند الحدود قبل دخولها إلى لبنان، ويقول المصدر "ورغم ذلك سنقوم بأخذ عينات عشوائية من الأسواق لفحصها من جديد، على الرغم من التأكد من صحتها، فقط لتأكيد المؤكد".

من المستغرب أن يتم سحب المنتج من الأسواق في غالبية الدول إلى حين التحقق من صحته، في حين تعمد السلطات في لبنان إلى أخذ عينات لفحصه من دون سحبه. وهنا لا بد من السؤال: ماذا لو تبيّن من الفحوص إصابة الكيندر بالسالمونيلا، من سيحمي الأطفال الذين تناولوه وتهافتوا على شرائه بعد خفض السعر من 50 ألفاً إلى 18 ألفاً؟ ومن يحمي الأطفال الذين تناولوا بيض الكيندر غير الخاضع للفحوص على الإطلاق قبل دخوله إلى لبنان، وهي الكميات التي تدخل تهريباً من تركيا عبر الحدود الشمالية، والتي يدوّن عليها باللغة التركية فقط. وهذه البضاعة، بشهادة تجار، لا تخضع لأي نوع من الرقابة.
باختصار: بيض الكيندر في لبنان آمن إلى حين يثبت العكس. أما في باقي دول العالم فإنه غير آمن إلى حين يثبت العكس!

ما هو السالمونيلا؟
والجدير بالذكر أن السالمونيلا هي بكتيريا تصيب الأمعاء من خلال المياه الملوثة أو الطعام الملوث، وتشمل أعراض السالمونيلا الإسهال، وتشنجات المعدة، والغثيان، والقيء، والحمى، والصداع.