سعيد: لبنان ينتظر ما يُرسم له

تخطي العمليات العسكرية المتبادلة على الحدود الجنوبية بين حزب الله واسرائيل قواعد الاشتباك وبلوغها ابعادا غير محسوبة، رفع منسوب التوتر لما يقارب حافة الانفجار، يقابله مستوى اعلى من القلق لدى اللبنانيين من الانزلاق الى حرب واسعة. وفي الموازاة سجل سباق محموم بين تطورات الميدان العسكري والمحاولات الخارجية لاحتواء التصعيد وعدم توسع الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة الى لبنان. فيما برز اخيرا ما تم الاعلان عنه في تل ابيب بأن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي صادق على خطة دفاع وهجوم للجبهة الشمالية وأوعز بالجهوزية لكافة وحدات القوات.  

في ضوء هذه المشهدية بات بديهيا القول ان حالة الحرب على الحدود، وتطوراتها المتسارعة على مدار الساعة، والاتساع الملحوظ لرقعة العمليات العسكرية على طرفي الحدود، والارتفاع المتصاعد في وتيرتها، يبدو انها تجاوزت محاولات التهدئة وباتت لا تترك مجالا للشك في ان لحظة الانفجار الكبير قد دنت وتوقيتها معلق على تطورات الميدان من غزة الى حدود لبنان الجنوبية التي شهدت جولات جديدة من المواجهات العنيفة قبل الوصول الى هدنة الايام الاربعة في غزة. ما حرك قنوات التواصل الخارجي والاميركي خصوصا في اتجاه اكثر من مستوى داخلي، مبدية قلقا بالغا من التدهور ومؤكدة على الضرورة القصوى في ادراك مخاطر التصعيد، ومشددة على ان من مصلحة كل الاطراف الاستقرار على الحدود وعدم الانزلاق الى وضعية لا يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها. 

النائب السابق فارس سعيد يقول لـ"المركزية": ان تطورات الميدان في جنوب لبنان مرتبطة بما يجري في فلسطين المحتلة على ما أكد  الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبالتالي كان من الطبيعي ان تسري الهدنة المعلنة في غزة على ما يجري على الحدود الشمالية لإسرائيل. لذا القاعدة واضحة تماما. هدنة في غزة هدنة في لبنان. سلام في غزة سلام في لبنان. وهو ما تبلغه حزب الله من المندوب السامي الجديد وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان الذي زار بيروت قبل سريان الاتفاق بين حماس واسرئيل. 

ويتابع ردا على سؤال: ان طهران تفاوض اميركا والعالم على حساب الدم العربي، وبذلك تمكنت من حجز مقعد لها على طاولة المفاوضات التي ستعقد حتما بعد انتهاء حرب غزة وتعيد رسم معالم المنطقة على الاقل سياسيا ان لم يكن جغرافيا". مضيفا: "لم يكن توقيت انطلاق طوفان الاقصى مجرد مصادفة انما جاء لتعطيل المحادثات السعودية – الاسرائيلية وبدفع إيراني". 

ويختم: "ان الحرب الاسرائيلية – الفلسطينية ستفضي حتما الى مشهدية جديدة في المنطقة شبيهة بما اعقب انهيار السلطنة العثمانية عام 1920ومجيء الانتداب الفرنسي والبريطاني. اليوم هناك محوران الإسرائيلي والإيراني وطبيعي ان يكون النفوذ لهما في الاقليم. لبنان على مقاعد الاحتياط وليس لاعبا رئيسيا في ما يجري، وهو تاليا ينتظر ما سيرسم له من دور مستقبلي".