المصدر: المدن
الاثنين 20 تشرين الأول 2025 15:35:01
أكدت مصادر مطّلعة لـ"المدن" أن الاجتماع بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تمحور حول ملف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، استناداً إلى المبادرة التي طرحها عون والتي سبق وأن تلقاها من الأميركيين قبل نحو شهر تقريباً. وبحسب المعلومات، لا يوجد اعتراض لبناني مبدئي على خيار التفاوض، إنما النقاش يتركز على الشكل والآلية، حيث يجري حالياً التباحث حول صيغة هذه المفاوضات وكيفية إدارتها.
وتشير المصادر إلى أنّ أي خلاصة نهائية لا يمكن أن تتبلور قبل أن يتضح للبنان ما إذا كانت إسرائيل تملك فعلاً توجهاً واضحاً إزاء العملية التفاوضية، وما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للقيام بدور الضامن لوقف العدوان الإسرائيلي، باعتبار ذلك شرطاً أساسياً لأي مسار تفاوضي جدي. وبحسب المصادر فإنّ اللقاء جاء في سياق تبادل الأفكار، والتباحث حول شكل التفاوض، وهو ما يعكس توجهاً لبنانيّاً واضحاً، بعدم الرغبة في الذهاب إلى الحرب، بل التمسك بالخيار الديبلوماسي عملياً، والانخراط في التفاوض المدروس، شرط الاتفاق على إطار هذه العملية التفاوضية.
واستكمالاً للمشاورات التي بدأت الأسبوع المنصرم، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اكتفى بالقول إن "اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس". في وقت يزداد فيه الضغط على لبنان بموضوع حصرية السلاح، وما صدر اليوم عن الموفد الأميركي توم بارّاك يُعد الأخطر لناحية تلميحه إلى مواجهة محتملة بين حزب الله وإسرائيل.
وحسب معلومات" المدن" فإن لبنان لم يتلقَ تفاصيل إضافية لما هو معروض عليه، وأن التباحث بين الرئيسين بحث إمكانية أن يتم التفاوض من خلال لجنة الميكانيزم وليس بالضرورة ضمن أي صيغة جديدة لكن الموضوع لا يزال موضع بحث. وحسب المصادر فإن اجتماع بعبدا بين بري وعون شكّل بداية البحث الفعلي الذي يفترض أن يستكمل بين الرؤساء الثلاثة بانتظار أن تتوضح صورة تفاصيل العرض الأميركي للبنان ريثما يكون قد رفع الحظر الأميركي مادياً عن سفر الموفدين إليه.
مصادر سياسية أبلغت "المدن" إن الصيغة التي طرحت للبحث أن يجتمع الرؤساء للخروج بموقف موحد، لكن رفض رئيس الحكومة نواف سلام للاجتماع الثلاثي خشية عودة الترويكا فعّل الاجتماعات الرئاسية الثنائية، وأن البحث الرئاسي سيتواصل من خلال الموفدين إن لم يكن مباشراً.
ويتوقع أن تُستكمل اللقاءات على خط الرئاسات الثلاث، قبيل جلسة الحكومة الخميس المقبل، والتي من المفترض أن يُحسم في الساعات المقبلة جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، التي ستنعقد على الأرجح في القصر الجمهوري. وكان لافت ما تحدث عنه رئيس الحكومة نواف سلام في وقت سابق، حيث شدد على "أهمية تجاوب الإدارة الأميركية مع المبادرة التي أطلقها عون لفتح ثغرة يمكن التأسيس عليها لتطبيق القرار الدولي 1701، بوصفه أساساً لتثبيت اتفاقية الهدنة المعقودة بين لبنان وإسرائيل عام 1949، بما فيها الالتزام بترسيم الحدود الدولية بين البلدين".
وهو ما يعيد فتح الباب أمام قنوات التفاوض غير المباشرة مع إسرائيل، في وقت تصعد فيه أميركا وتيرة الضغط على لبنان، وهو ما ترجمه كلام الموفد الأميركي بارّاك اليوم، الذي قال "إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الذراع العسكرية لحزب الله ستواجه حتماً مواجهة كبيرة مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ونقطة ضعف حزب الله المدعوم من إيران". بارّاك تحدث أيضاً عما اعتبره "وقت لبنان للعمل"، تزامناً مع "وصول سفير الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى بيروت الشهر المقبل"، والذي وصفه بارّاك بأنه "سفير ترامب الجديد والموهوب للغاية في لبنان، ميشال عيسى، والذي يأتي لمساعدة لبنان في عبور هذه القضايا المعقدة بثبات. الآن هو وقت لبنان للعمل".
وإلى جانب الضغوط الأميركية، تزداد وتيرة الضغط الإسرائيلي على لبنان مؤخراً، من خلال استمرار الغارات والاغتيالات، واستهداف المنشآت المدنية، بالإضافة إلى منع إعادة اعمار القرى والبلدات. يُضاف إليها المناورات العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش الإسرائيلي أمس، بالقرب من الحدود مع لبنان.