سلام من صيدا: متمسكون ببسط الدولة سيادتها على أراضيها كافة وضمناً المخيمات ولن نقبل بتأجيل الانتخابات النيابية

في زيارة رسمية هي الأولى له إلى مدينة صيدا، جال رئيس الحكومة نواف سلام على عدد من المرافق الإنمائية والخدماتية في المدينة.

وأكد سلام خلال زيارته صيدا أنّ "الدولة حاضرة وجاهزة للإستماع إلى الناس ومشروعنا بسيط في الحكومة وهو استعادة الدولة".

وقال: "من أشهر ونحن نعمل على مؤتمر دولي لدعم الأجهزة العسكرية والأمنية ونتمنى أن يتحقق في الفترة القريبة، مشيرًا  الى انّنا "بحاجة إلى زيادة عديد وعتاد ورواتب الأجهزة الامنية".

وأكد أنّ "الحكومة ملتزمة بإعادة الإعمار وليست مجرد وعود".

وأضاف: "الركيزة الأساسية لاتفاق الطائف هي الإنماء المتوازن ويجب استعادة فكرته وفي الجنوب اليوم إعادة الإعمار تحتاج لإمكانيات كبيرة لا تملكها الدولة ونسعى لعقد مؤتمر خاص لعملية اعادة الاعمار والتعافي الاقتصادي وسننجح بعقد مؤتمر كهذا والجهود موجودة."

ولفت الى أنّ شكوى الاعتداء على المصيلح أصبحت أمام مجلس الأمن.

وشدّد على أنّ كلامه واضح  في كل مرة بضرورة انسحاب اسرائيل من الجنوب وووقف الأعمال عدائية وضرورة العودة الفورية للأسرى.

ومن بلدية صيدا قال سلام: "صيدا هي "لبنان مصغّر" بتاريخها وتنوعها وبقدرتها على الصمود والنهوض وهي بوّابة الجنوب وشكّلت دائماً جسراً لجميع اللبنانيين.

وأضاف: "نحن متمسكون ببسط الدولة سيادتها على أراضيها كافة وضمناً المخيمات الفلسطينية."

وأكّد أنّ العودة والإعمار توأمان وهذا التزام مني وكونوا على ثقة من العودة القريبة الى بيوتكم في الجنوب والضاحية ونواصل حشد الدعم لوقف اعتداءات اسرائيل.

وتابع: "البيان الوزاري لحكومتنا التزم بالحفاظ على حقوق الفلسطينيين في لبنان مع الاحتفاظ بحقّ الدولة في ممارسة مهامها على كافة الأراضي اللبنانية."

وكان قد وصل عند الساعة التاسعة صباحا إلى المستشفى التركي الحكومي يرافقه كل من وزراء : البيئة تمارا الزين، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الطاقة والمياه جوزف صدي. وكان في استقباله والوزراء نائبا صيدا الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري والنائب شربل مسعد والنائبة السابقة بهية الحريري، رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي ورئيسة مجلس ادارة المستشفى التركي منى الترياقي،وفي حضور نائب رئيس المكتب السياسي ل"لجماعة الاسلامية" الدكتور بسام حمود وفاعليات.

وتوجه سلام والوزراء إلى قاعة المستشفى التركي حيث القت الترياقي كلمة للمناسبة رحبت فيها بالرئيس سلام والوزراء واستعرضت لتاريخ المستشفى التركي منذ تأسيسه والخدمات الصحية التي يقدمها ورؤية المستشفى ومتطلباته. وتوجهت إلى الرئيس سلام:
"دولة الرئيس، يمثل المستشفى التركي الحكومي في صيدا نموذجا حيا للتعاون الدولي البناء، ورمزا للإصرار على البناء والعطاء في مواجهة التحديات. دعمكم الكريم ليس مجرد مساعدة مالية أو إدارية، بل هو استثمار  حقيقي في صحة الإنسان وحياة المجتمع، وفرصة لترك أثر إنساني دائم في قلوب الآلاف من المرضى وعائلاتهم".
 
وتوجهت الترياقي بالشكر الى المنظمات الدولية غير الحكومية والتي ما زالت مستمرة للمساندة في تقديم أفضل رعاية للمرضى.
 
جولة 
بعد ذلك، جال الرئيس سلام والوزراء والحاضرون على أقسام المستشفى حيث قدمت الترياقي عرضا وشرحا عن عمل كل قسم واحتياجاته وعاين عن قرب هموم وشجون الموظفين حيث استمع إلى متطلبات عدد منهم بضرورة إيلاء القطاع الصحي الرسمي في لبنان الاهتمام اللازم". 
 
سوق السمك - مرفأ صيدا 
بعد ذلك، توجه الرئيس سلام والوزراء ونواب وفاعليات المدينة إلى "مرفأ صيدا الحديث"  وقبيل وصوله توقف  في سوق السمك الجديد بالقرب من المرفأ القديم واستمع إلى عدد من الصيادين وأطلع على سير عملية بيع السمك الذي لطالما اشتهرت بها مدينة صيدا".
 
بعد ذلك، جال سلام والوزراء والحاضرين في مرفأ صيدا الحديث وتوقفوا لبعض الوقت امام حوض المرفأ معاينا عن كثب المكان ومن ثم عقد والوزراء اجتماعا في مبنى المرفأ بمشاركة النائب البزري والسيدة الحريري ورئيس بلدية صيدا حجازي وحضور: المدير العام للنقل البري والبحري أحمد تامر، المدير الاقليمي لوزارة الأشغال في الجنوب المهندس هيثم بزي ، مدير المرفأ مالك حسامي، رئيس  الضابطة الجمركية في الجنوب المقدم عمر غاريوس، ومراقب الجمارك كرم حجار ورئيسة مرفأ صيدا القديم ميريام سليمان.     

واستمع الرئيس سلام من الحاضرين إلى واقع المرفأ وخطة تطويره باعتباره مشروعا ومرفقا حيويا للمدينة ليكون مرفأ لوجستيا من خلال الاستثمار بالمساحات الخلفية وضرورة تعيين مجلس ادارة جديد له. 
 
وكانت مداخلة للمدير العام للنقل البري والبحري أحمد تامر، لفت فيها الى "ان هناك مساحة خلفية للمرفأ بمرسوم بتصرف البلدية وامكانية استثمار هذا المرسوم وخلق شراكة مع البلدية من أجل أن يكون لدينا مرفأ لوجستي". 

وقال :" كان لدينا ثلاث مراحل للمشروع بحسب اول مرحلة انفقت الدولة 16 مليون دولار والمرحلة الثانية ست ملايين ونصف مليون دولار والمرحلة الثالثة نحن بحاجة إلى 27 مليون دولار لاستكمال الميناء البحري وبالتالي لا بد ان نكلف احد الاستشاريين الكبار ان يضع مخططا توجيهيا كبيرا مع المنطقة اللوجستية التي من شأنها تأمين فرص عمل وان تدرس بحسب حاجات منطقة الجنوب وان تتكامل مع المرافىء الاخرى".
 
معمل النفايات ومحطة الصرف الصحي 
 
بعد ذلك، توجه الرئيس سلام والوفد المرافق إلى معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق جنوبي المدينة وعاين عن قرب منشآته وأقسام المعالجة والتقى عند مدخله بعدد من المواطنين استمع منهم إلى ملاحظاتهم حول اداء المعمل" حيث اعتبروا ان المعمل لا يعمل وانما يستوفي مبالغ مالية مقابل عدم قيامه بمعالجة النفايات وان الدليل جبل النفايات المتراكم بالخلف، مطالبين اياه متابعة قضية المعمل حتى يقوم بواجبه لجهة معالجة النفايات".

بعد ذلك، عقد الرئيس سلام والوفد اجتماعا مع مدير عام شركة IBC المالكة والمشغلة للمعمل أحمد السيد، في حضور رئيس البلدية حجازي وعدد من اعضاء المجلس البلدي حيث تم عرض شريط مصور حول المعمل واستمع إلى شرح مفصل حول آلية عمل المعمل. كما واستمع من اعضاء لجنة متابعة عمل المعمل إلى عدد من الملاحظات حول عمل المعمل. 
 
وتوجه سلام والوفد المرافق إلى محطة الصرف الصحي وعاين عن قرب أقسامها واستمع من كل مهندسي التشغيل والإشراف وديع قصب وطه عبد النبي إلى آلية عمل المحطة. 
 
استكمال الجولة 
 
واستكمل سلام جولته إلى مستشفى صيدا الحكومي وسرايا صيدا، ومن ثم تنظم البلدية حفل استقبال له يتخلله كلمة لسلام ولرئيس البلدية وعرض موجز عن صيدا وتختتم الزيارة بحفل غداء تقيمه جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية على شرفه في باحة ثانوية المقاصد.

والقى رئيس الحكومة نواف سلام كلمة خلال زيارته بلدية صيدا، جاء فيها:

"يسرّني أن أكون اليوم بينكم في صيدا، هذه المدينة العزيزة التي تمثّل في تاريخ لبنان وحاضره رمزًا للتنوّع والكرم والعطاء، وعنوانًا للالتزام الوطني والإنساني.
كما ويطيب لي أن أعود اليوم إلى مدينةٍ لها مكانةً خاصة في قلبي، مدينةٍ كان ينبغي أن أزورها منذ وقتٍ أطول، لكن أحداث طارئة حالت دون ذلك.
إلا أن صيدا لم تغب عنّي يومًا، فهي بالنسبة لي ليست مجرد مدينة، بل فصل من فصول لبنان، ومعنى من معانيه.
فعندما نذكر صيدا، نذكر المدينة التي أعطت لبنان من تاريخها وروحها، وقدّمت للوطن رجالًا ونساءً حملوا همومه وأحلامه من أقصاه إلى أقصاه. من رياض الصلح وعادل عسيران اللذين خطّا مع الاستقلال أولى صفحات الدولة الحديثة، ومعروف سعد، أبو الفقراء، الذي جسّد نضال الناس من أجل العدالة الاجتماعية، والدكتور نزيه البزري، الطبيب الإنساني الصامد زمن الاحتلال، الى رفيق الحريري، رجل البناء والاعمار، الذي أعاد للبنان مكانته والى اللبنانيين أحلامهم. هؤلاء وغيرهم من أبناء صيدا الأوفياء، تركوا في الوجدان اللبناني أثرًا خالدًا عنوانه الإخلاص للوطن والناس.
وصيدا أيضًا مدينة الرموز الروحية والإنسانية، من العلامة الشيخ عمر الحلاق، ومفتي الاعتدال الشيخ سليم جلال الدين، الى الصديق الكبير الأب سليم غزال الذي عاش التعايش لا شعارًا، بل ممارسة، وكل من جعل من هذه المدينة نموذجًا للعيش المشترك حتى في أحلك الظروف.
إن صيدا لا تكتفي بأن تكون مدينةً من لبنان، بل هي لبنان مصغّر: بتاريخها، بتنوّعها، بقدرتها على الصمود والنهوض، وعلى تحويل الجراح إلى فرص للحياة.
لقد كانت صيدا، وما زالت، بوابة الجنوب إلى الوطن، وبيتًا احتضن الجبل وأهل جزين وكل من قصدها. هي مدينة لا تعرف الإقصاء، بل تبسط ذراعيها للجميع.
منها كان الجنوب يتنفس طريقه إلى بيروت، ومنها كانت الدولة تمتد نحو الجنوب. صيدا لم تكن في يوم من الأيام جدارًا، بل جسرًا، عبَر عليه اللبنانيون من مختلف الطوائف والمناطق ليجدوا فيها الأمن والعمل والعلم، وليتعلموا منها معنى الانتماء للوطن الواحد الموحد، العربي الهوية والانتماء كما بات ينص عليه دستورنا منذ اتفاق الطائف.
وصيدا أيضًا كانت وما زالت حضنًا دافئًا للإخوة الفلسطينيين، الذين لجأوا إليها في نكبتهم، فوجدوا فيها المأوى والأمان. إنّ مخيم عين الحلوة ليس مجرد مساحةٍ جغرافية، بل ذاكرةٌ حيّة للوجع الفلسطيني ولتاريخنا العربي المشترك. فلقد احتضنت صيدا الفلسطينيين لا كضيوف، بل كشركاء في المعاناة كما في الكرامة، وأثبتت أن لبنان وان لم يكن كبيراً في مساحته، فهو كبير في إنسانيته. وفي هذا السياق اسمحوا لي ان اذكر بان البيان الوزاري لحكومتنا قد التزم الحفاظ على كرامة الفلسطينيين المقيمين في لبنان وعلى حقوقهم الإنسانية بالتلازم مع تأكيده على حق الدولة اللبنانية في ممارسة كامل سلطتها على أراضيها كافة ومن ضمنها المخيمات الفلسطينية.
وصيدا اليوم هي مرآة لما نريده للبنان كلّه:
مدينةٌ تنفتح على البحر لتطلّ منه على المستقبل.
مدينةٌ تعرف معنى الصمود، وتعلّم معنى العروبة الصادقة.
أيها الأعزاء،
زيارتي اليوم لصيدا ليست زيارة رمزية، بل جئت لأطّلع على واقع المدينة الاقتصادي والاجتماعي، من أوضاع مرفئها والحاجة الى توسعته كما الى حماية مرفأ الصيادين التراثي، الى أهمية تطوير مرافق المدينة السياحية والاثرية، كما اطلعت على ضرورة تحسين الخدمات الاستشفائية في المدينة ما يعانيه أهلها من أزمةٍ مزمنة في ملف النفايات تحتاج إلى حلّ مستدام يحترم البيئة والإنسان معًا.
صيدا تستحق الأفضل، وهي قادرة على أن تكون نموذجًا للمدينة اللبنانية التي تجمع بين التجارة والصناعة، بين التراث والتنمية، بين القطاع الخاص والدولة. ولطالما كان في هذه المدينة مجتمع مدني نشِط، مبادر، مسؤول، حمل على عاتقه الكثير في غياب الدولة أحيانًا، وحان الوقت اليوم لتتكامل طاقات هذا المجتمع والدولة معًا.
إنّ دعم صيدا إنمائيًا ليس تفضّلًا من أحد، بل واجب وطني، وزيارتي اليوم هي للتأكيد أن التنمية ليست شعارًا بل التزامًا فعليًا ستعمل الحكومة عليه خطوةً خطوة.
أيها الحضور الكريم،
زيارتي إلى صيدا هي أيضًا امتداد طبيعي لاهتمامنا بالجنوب.
فاوّل زيارة لي بعد تشكيلي هذه الحكومة كانت إلى صور والخيام والنبطية. يومها قلت، واكرر اليوم متوجها من صيدا الى كل أهلنا في الجنوب، إنّ العودة والإعمار توأمان لا يفترقان. وهذا التزام ثابت مني ومن الحكومة. لكن الصراحة تقتضي الاعتراف ان ما كنا ننتظره من مساعدات لإعادة الاعمار قد تأخر لاسباب لم تعد تخفى على القاصي والداني ... ولكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار في السعي الدؤوب مع اشقائنا واصدقائنا لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى تأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار والعودة الآمنة والمستدامة لأهلنا إلى قراهم وبلداتهم الجنوبية المدمّرة.
وأمام غطرسة إسرائيل، واستمرار احتلالها لمواقع في جنوبنا، وانتهاكها لسيادتنا، وتملّصها من التزاماتها، تواصل الحكومة حشد الدعم السياسي والدبلوماسي، الإقليمي والدولي، لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما عليها من التزامات، ووقف اعتداءاتها المتكررة على أراضينا وأجوائنا ومياهنا، والانسحاب الكامل من جنوبنا والافراج عن اسرانا.
كونوا على ثقة ان حكومتنا مصرة على التمسّك بحق كل اللبنانيين، ولا سيما أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، بالعودة الكريمة إلى بيوتهم ومنازلهم وإعادة إعمارها، وهي تعتبر أنّ حق العودة والإعمار هذا ليس منّة من أحد، بل هو التزام وطني.
أيها الحضور الكريم،
المنطقة تعيش على وقع تحوّلاتٍ تاريخيةٍ كبرى، تتجاوز حدود الجغرافيا، اذ انها تبدّل موازين القوى وتعيد رسم خرائط المصالح. هذه التحوّلات تفتح آفاقًا جديدة للاستقرار كما تنذر بمخاطر وتحدّيات لا تقلّ جسامة.
في ضوء هذه التطوّرات الإقليمية والدولية، ولا سيّما ما عبّرت عنه اللقاءات الأخيرة — ومنها مؤتمر شرم الشيخ — من مؤشراتٍ على مرحلةٍ جديدة، يؤكد لبنان تمسّكه بموقعه ودوره الطبيعي في محيطه العربي والدولي، على قاعدة المصلحة الوطنية التي يجب أن تبقى البوصلة والميزان لكل السياسات والمقاربات.
فالمصلحة الوطنية ليست شعارًا يُرفع، بل مبدأٌ سياسي وأخلاقيّ يرشد الموقف ويضبط الخيارات.
في الداخل، فهي تعني تغليب منطق الدولة وسيادة القانون على منطق الفئويات والانقسامات،
وفي الخارج، فهي تعني اعتماد كل ما يصون سيادتنا واستقلالنا ويحفظ دورنا العربي وانفتاحنا على العالم.
فلبنان لا يعيش بالعزلة ولا يحيا بالتبعية ... بل بالتوازن وبقدرته على أن يكون مساحة التقاءٍ لا ساحة تنازع.
وما أظهرته هذه المرحلة يؤكّد أنّ الدول التي تُحسن قراءة التحوّلات التي تشهدها منطقتنا هي وحدها القادرة على حماية مصالحها وصون أمنها.
فوحده لبنان القويّ بدولته، بمؤسساتها وبجيشه الواحد، هو لبنان القادر على الدفاع عن ارضه وصون امن ابنائه.
فبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً، كما نص عليه اتفاق الطائف، ليس مطلبًا سياسيًا فحسب، بل هو شرط وجودها كدولة.
وكما نحن ملتزمون حصر السلاح بيد الدولة كما جاء في خطاب القسم لفخامة الرئيس وفي البيان الوزاري لحكومتنا، فنحن ملتزمون ايضاً بمسيرة الإصلاح في كل مجالاتها: المالية، والإدارية، والقضائية. فالدولة لا تُصلَح بالشعارات، بل بإرادة واضحة ومؤسسات فاعلة وقوانين تطبّق على الجميع دون تمييز. فلا أحد يجب ان يبقى فوق القانون، والدستور هو الكتاب، على حد قول الرئيس الراحل فؤاد شهاب، الذي نحتكم إليه في حلّ خلافاتنا. فبه وحده نحمي الحريّات العامة، نصون المساواة المواطنية، نحفظ وحدة الدولة ونحمي امن البلاد.
فلنكمل مسيرة الإصلاح معاً، ولنعمل ايضاً على التمسك بديمقراطيتنا وتجديد حياتنا السياسية فنجري الانتخابات النيابية في موعدها ولا نقبل باي تأجيل لها.
أيها الحضور الكريم،
من صيدا، نعيد التذكير أنّ لبنان لا ينهض إلا باستعادة دولته، وان لا مناعةللدولة إلا بعدالتها، ولا عدالة من دون قانون واحد يطبق على الجميع بالتساوي.
ومن صيدا، نوجّه التحية إلى كل الجنوب، إلى صور والنبطية وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا والعرقوب وقرى الحافة الأمامية، وإلى كل قرية تنتظر العودة والإعمار.
فلنتمسك معًا بما يجمعنا، ولنجعل من صيدا، من هذه المدينة الصامدة الابيّة، منطلقًا للبنانٍ جديدٍ، متصالحٍ مع ذاته، مؤمنٍ بدولته، واثقٍ بشعبه ومستقبله.
وفي الختام، أتوجّه بالشكر الصادق إلى جميع من ساهم في إنجاح هذا اليوم، من النواب الكرام، وفاعليات المدينة وبلديتها، إلى الأجهزة الأمنية والإدارية، وإلى أبناء صيدا الذين أثبتوا مرّة أخرى أنّهم شركاء في المسؤولية الوطنية كما في الانتماء.
فتحيّة إلى صيدا مدينة العراقة والعطاء."

الختام بغداء

واختتم سلام جولته الصيداوية بتلبية دعوة رئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا محمد فايز البزري، الى مأدبة غداء تكريمية اقيمت على شرفه في باحة ثانوية المقاصد.

وتحدث الرئيس سلام فاعتبر ان "المقاصد هي بيتي مع انني لم اتعلم فيها ولست من خريجيها وهذا لأكثر من سبب هناك توأمها في بيروت وبالنسبة لي المقاصد ليست جمعية أو مدرسة بل هي عنوان للنهوض المجتمعي والاسلام المتنوع. انا اليوم نني في بيتي وبين اهلي وهناك العديد من الاصدقاء معي اليوم وهم من خريجي المقاصد".

وقال: "يوجد تحديات كبيرة اليوم أمامنا ولكني واثق  اذا استمرينا بمسيرة الاصلاح التي بدأناها، إن كان بالاصلاحات المالية أو الاداريه او القضائية، سنكون قادرين على انقاذ البلاد، وهذا وحده لا يكفي. نحن نريد بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتيه كما جاء في  اتفاق الطائف، ولا علاقه له بالقرارات الدولية، بل هذا ما تعاهدنا عليه، و تعهدنا في حينها ولا خيار آخر لنا".

واضاف : "اليوم التحديات للاسف أكبر وليست متوقفة فقط على عملية الاصلاح او على بسط سيادة الدولة بقواها الذاتيه، فاليوم لدينا حاجة للإنماء واعادة الاعمار، وانا اعرف ما هي الصعاب التي تواجهنا في مسألة الإعمار ومسألة عودة أهلنا الى قراهم، لأن امكانياتنا ضئيله جدا، وكنا نأمل ان تأتينا الاموال، ولكن للأسف لم تات".

وختم: "وهذا لن يثينيا عن إستمرار العمل من أجل تأمين الأموال المطلوبة للإعمار حتى نمكن أهلنا من ان يعودوا بكرامة الى منازلهم في الجنوب، وسننجح وكلي ثقه من اعادة الاعمار خلال الاشهر المقبلة ودعم الجيش والاجهزة الامنية، مشروعنا هو اعادة بناء الدولة ولن نتراجع، وسنستمر بمسيرة الاصلاح للنهوض بالبلد وإعادة الاعمار والانماء ."