سوق السيارات شمالاً: لا بيع ولا إستئجار

ينتظر تجّار السيارات وأصحاب المعارض في منطقة الشمال هذا الصيف بفارغ الصبر، وصول المغتربين والسيّاح إلى لبنان لعلّه ينعش قطاعهم، أقلّه لجهة الإستئجار، بعد فترة طويلة من الركود امتدّت أكثر من سنة.

وبحسب أصحاب المعارض، أنه ما كادت تنطلق عجلة العمل بعد خمود ثورة 17 تشرين الأول 2019 حتى رُفع الدولار الجمركي، ما جعل عملية بيع السيارات شبه معدومة، أكانت جديدة أم مستعملة، حتى استئجار السيارات متوقف بعدما نشط لفترة محدودة في بداية السنة.

وبالنسبة إلى كلفة استئجار السيارات فهي لم تتغيّر عن أيام ما قبل الإنهيار، وتتراوح ما بين 30 و60 دولاراً لليوم الواحد. ويتوقّع أصحاب المعارض أن يحرّك المغتربون القطاع لجهة الإستئجار. يقول محمد القاضي وهو صاحب معرض سيارات في منطقة الكورة «إنّ الغريق يتعلّق بقشة، وكلنا أمل مع عودة المغتربين هذا الصيف أن ينعشوا القطاع من خلال استئجار السيارات أقله». ويؤكّد أنّ «عملية البيع متوقفة كلياً، فمن بداية 2023 لم أبع أي سيارة جديدة، وأقصد الموديلات من 2010 وحتى 2023، ولا حتى قديمة. فمن يملك سيارة لا يبيعها ولا يحاول أن يجدّدها بشراء موديل أحدث».

ويعزو أصحاب المعارض الركود الحاصل إلى ارتفاع الدولار الجمركي بشكل كبير، وذلك بعد انهيار العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي، حيث صارت تكلفة استيراد السيّارات من ضرائب ورسوم تعادل 70% من سعرها، إلى جانب توقّف المصارف المحلية عن منح القروض المالية للموظفين وأصحاب رؤوس الأموال من أجل شراء السيارات.

يشير مصطفى الزين وهو صاحب معرض في طرابلس إلى أنه هو والعديد من زملائه، لجأوا إلى استيراد بعض السيارات التي تعمل على الكهرباء لعلّ الناس تتلهّف إليها مع ارتفاع أسعار المحروقات، غير أنّ سوق هذه السيارات لم تتحرّك أيضاً لأنهّا باهظة الثمن ويتجاوز سعر الواحدة الـ15 ألف دولار أميركي. ويقول: «أرى أنّ معارض «التوك توك» تنشط أكثر ويزدهر سوقها، وإذا بقينا على هذا الوضع فستصبح أعدادها أكثر من أعداد السيارات على الطرقات. نحن الآن نتوقف في المعارض عن استيراد السيارات الحديثة لارتفاع الكلفة وانعدام البيع ونتخوّف من شراء سيارات مستعملة من أصحابها لأننا غير قادرين على تصريفها بيعاً أو استئجاراً».

ويلفت أحمد خضر وهو مواطن عكاري إلى أنه يملك سيارة مرسيدس 2013، سعرها بحدود 11 ألف دولار، يضعها في أحد معارض طرابلس منذ 5 أشهر لبيعها لأنه يريد شراء سيارة أحدث، بإضافة مبلغ معيّن إلى سعرها، وحتى اليوم لم يتمكّن من ذلك.