سويف: نصلي ليتحرر لبنان من إيديولوجيّاتٍ تسعى الى تغيير اختباره التاريخي وتغيير طرابلس

خلال القداس الالهي،ألقى صاحب السيادة عظة شدّد فيها على روحانية العيد و صاحب العيد معتبرا ان   "مار مارون، رجل الله المليء بحبّه وبالحقيقة، ترك كل شيء ليتبع يسوع المسيح ويكون مثله (حبّة حنطة تموت في الأرض)، لتثمر إنسانيّةً ورحمةً وشفاءات".

مؤكدا ان مار مارون تبع الله اولا "تبعه بعد أن التقى به وشُفيَ هو أوّلاً، فأفاض الله عليه نعمة شفاء الناس."

مشيرا الى انه "على مثال شفيعنا، كنائسنا وأديرتنا مدعوّة كذلك لتكون الواحة الرروحية و الانسانية حيث تتواصل موهبة الشفاء، شفاء الإنسان بكلّيّته، نفساً وروحاً وجسدا"

وكذلك  أيضا "كنيستنا المارونيّة، على مثال قدّيسها، مدعوّة في مسيرتها أن تكون حاضرة في لبنان وفي الشرق الأوسط وفي العالم، حضوراً شافياً، مرافقاً، حضوراً يتّسم بالعمق الإنساني والحوار الثقافي لنشر الحبّ والتفاعل مع الأديان الأخرى"

و خلال العظة دعوة لافتة لسويف متوجها فيها الى الكهنة  طالبا منهم عدم منع القربان عن الناس قائلا:     " أدعو نفسي وأدعوكم ألّا نمنع شعبنا من القربان، فرسالتنا هي أن نحمل المسيح الى شعوبنا".

و في عيد مار مارون صرخة من قلب طرابلس لتضميد جراح الوطن،اذ رأى راعي ابرشية طرابلس

 انه" في لبنان، نريد أن ينعم الإنسان بالسلام والطمأنينة والإزدهار. إذ أنّ من حقّ كلّ مواطنة ومواطن العيش بحريّة وكرامة. فرسالة لبنان هي لقاء جميع أبنائه في الإخوّة والإحترام المُتَبادَل، إنّها الثقافة اللّبنانيّة التي ترسم ملامح هويّة هذا الوطن الحبيب".

مضيفا ان "طرابلس المجروحة هي صورة واقعيّة عن هذا الوطن، إذ تجسّد في قيَمها الروحيّة والإنسانيّة والوطنيّة خصوصيّته. فلا يجوزَنَّ أن تؤخَذ المدينة الى مكان آخر غريبٍ عنها، من هنا وَجُبَ إنصافها إجتماعيّاً وتنمويّاً".

و معتبرا ان "لبنان مجروحٌ ومتألّم، فتعالوا نرفع دعاءنا الى الله حتّى يهب وطننا نعمة الشفاء.

 لبنان مسلوبٌ ومخطوف، تعالوا نصلّي لكي يتحرّر من أيادٍ وأصواتٍ وإيديولوجيّاتٍ تسعى أن تغيّر اختباره التاريخيّ.

 لبنان مقيّد بممارسات وذهنيّات تناقض نظرته الوجوديّة الى الحياة وعيشه الوطني الواحد المنفتح والمشترك.

على لبنان أن يعود ليكون هذا النموذج الحضاري الذي تنشده اليوم الأمم والعالم بأسره، عالم (الأخوّة الإنسانيّة) حيث الجميع إخوة."

و في ختام عظته ذكّر سويف" بدعوة البابا فرنسيس في تجديد إنسانيّتنا بناءً على المحبّة الشاملة على اختلاف أدياننا التي يجب أن تكون في خدمة الإنسان".

كما برسالة قداسة الحبرالاعظم للمسؤولين في لبنان يوم أمس  خلال استقباله السلك الدبلوماسي  التي طالب فيها ان "يتعهّد جميع القادة السياسيّين والدينيّين، واضعين جانبًا مصالحهم الخاصّة، بالسعي لتحقيق العدالة وتنفيذ إصلاحات حقيقيّة لصالح المواطنين، فيتصرّفوا بشفافيّة ويتحمّلوا مسؤولية أفعالهم