"سيّد" الخضراوات وصديق لـ "الدايت" وفاخر.. اليكم فوائد الهليون البري!

النباتات البرية هي تلك التي تنمو بشكل طبيعي في البيئة، دون أي تدخل من الإنسان في عملية الزراعة، وتحظى بشعبية كبيرة في العديد من الثقافات حول العالم، حيث يتم استهلاكها كمصدر غذائي مغذٍ وصحي. وتمتاز بتنوعها الكبير وقدرتها على التكيف مع البيئات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي على مجموعة متكاملة من الفيتامينات والمعادن، وتؤدي دورا هاما في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض. وتتميز بقوتها على الازدهار بشكل سليم بدون الحاجة الى العناية الزراعية المكثفة، وتستخدم كغذاء للإنسان والحيوانات، نظرا لقيمتها الغذائية العالية.

الى جانب ذلك، تمتلك النباتات البرية الصحية الألياف الغذائية التي تعزز عملية الهضم، وتساهم في الشعور بالشبع لفترات أطول، والمركبات العضوية الأساسية التي تدعم الصحة وتقوي مناعة الجسم. لذلك تعد مصدرا جيدا لمضادات الأكسدة التي تقي الجسم من التلف الناتج من الجذور الحرة وتحمي الخلايا من الأضرار، وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان.

الهليون "ملك الخضراوات"

الهليون البري هو نبات عشبي معمر ينتمي إلى عائلة الزنبقية، ويأتي بثلاثة ألوان: الأبيض والبنفسجي والأكثر شيوعاً اللون الأخضر، ويحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة مثل الفيتامينات والمعادن والألياف، مما يجعله غذاءً صحيا ونافعا للجسم. كما يعتبر من الاصناف الشهية والمفيدة في الطهي، ويدخل في تحضير العديد من الوصفات والوجبات الصحية واللذيذة. ويمتاز بنكهته المميزة وقوامه الطري، ويمكن تنظيم طريقة طهيه حسب الذوق الشخصي، بالبخار أو الشواء أو القلي. لذلك يعد هذا النبات إضافة رائعة للأطباق النباتية واللحوم، ويمكن تناوله كطبق جانبي أو طبق رئيسي.

وجبة صحية

قالت اختصاصية التغذية كريستال باشي لـ "الديار" ان "الدراسات المخبرية التي أجريت على الحيوانات، وتحديدا الفئران، بينت قدرة الهليون الخارقة في محاربة بعض أنواع السرطانات، وهو مفيد في علاج داء السكري من النمط الثاني، ومدر للبول، ويساعد في تخفيف كميات البوتاسيوم والفوسفات والكلور الموجودة بمعدلات عالية في المياه داخل الجسم. وعلى الرغم من عدم توافر معلوماتٍ كافية حول سلامة استخدام الهليون بمقادير كبيرة، إلا أنّ تناوله بالكميّات المتوافرة في الغذاء، يُعد غالباً آمناً حتى بالنسبة للنساء الحوامل، ولكن من الممكن أن يسبّب حساسيةً لبعض الأشخاص عند تناوله كخضر".

وأشارت الى "دراسة أعدّت في العام 2018 وجاءت تتمة لدراسة بدأت في العام 2012 و2018، حيث اظهرت "التأثير الإيجابي للهليون في الهرمونات، وخاصة هرمون "البرولاكتين" والهرمونات التي تزيد من انتاج حليب السيدة المرضع".

وتابعت "الدراسات التي أجريت على الحيوانات بيّنت "ان الهليون يخفف من مستوى الدهون بالدم خاصة الكوليسترول، ويقلل الالتهابات والعناصر التي تدل على وجودها مثل "السيتوكين"، كما يحسن من ردة فعل الجهاز المناعي".

 

العناصر الغذائية

واوضحت: "الهليون ثري بالفوليك (B9) المهم للحوامل، الذي يحمي من الإصابة بأمراض القلب، كما يخفض من خطر الإصابة بالخرف خاصة عند كبار السن، كما يقلص من خلل الانبوب العصبي الذي يؤدي الى مجموعة مضاعفات، بما فيها الإصابة بتشوهات "السنسنة المشقوقة" عند حديثي الولادة. أيضا غني بفيتامين (A) الذي يعمل على حماية العين والبشرة، وفيتامين (C) الذي يعتبر أساسي لأنه يحمي الجسم من السرطانات". واشارت الى "ان هذه العناصر تحافظ على صحة القلب والجسم بشكل عام. وهذا النبات مترف بفيتامين (K) المهم لتخثر الدم وصناعة العظام، ويحتوي على البوتاسيوم بنسب مرتفعة الذي يخفّض ضغط الدم بطريقتين: عن طريق استرخاء جدران الأوعية الدموية، وإفراز الأملاح الزائدة عن طريق البول".

أهمية مضادات الاكسدة

للوقاية من الادواء!

وتابعت "بالإضافة الى كل ما تقدم يحتوي الهليون على العديد من مضادات الأكسدة المهمة والاساسية، التي تحصن جدار الشرايين وتحارب البكتيريا لا سيما تلك الموجودة في الأمعاء، وهذه الكمية العالية من مضادات الاكسدة مثالية للأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم، كونه يطري المعدة خاصة بالنسبة الى أولئك الذين لديهم مشكلة امساك مزمنة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المضادات تخفض من التأثيرات الضارّة للجذور الحرَّة وتراكمها، إضافة إلى تقليل خطر تعرض خلايا الجسم للتلف والإجهاد التأكسدي الذي يُحفز الشيخوخة، ويرفع امكانية الإصابة بالالتهابات المُزمنة والسرطان وغير ذلك من الأمراض".

الإصابة بالحصى الكلوية

واردفت "يعد تناول الهليون من المسببات المحتملة لزيادة خطر الإصابة بالحصى الكلوية، لذلك أنصح الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكلى أو لديهم تاريخ مرضي بهذه الحالة، بتقليل استهلاكهم للهليون أو تجنبه تماما بهدف الوقاية".

اضطراب الجهاز الهضمي

ولفتت الى "وجود بعض المركبات الكائنة في الهليون التي يمكن ان تسبب تهيجا للبطن والأمعاء، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الغازات والانتفاخ والإسهال. لذلك ينبغي  للأشخاص الذين يعانون من أي انزعاج او حساسية معينة تفادي قضمه، لتوقّي آثاره السلبية على جهازهم الهضمي".

طريقة حفظه

واستكملت باشي "يمكن تركه لمدة 3 أيام في الثلاجة بعد لفه بخرقة من القماش لحفظ الرطوبة، ويجب غسله جيدا لتنظيفه من الاتربة التي تحتوي على نوع من البكتيريا، التي ينتج منها "الكلوستريديوم" أو "المغزلي" أو "المجزآت المغزلية"، وهي نوع من بكتيريا لاهوائية إجبارية قادرة على إنتاج أبواغ داخلية وتفرز السموم المضرة، لذلك يجب غسل رأس الهليون خصوصا بشكل جيد".

ونصحت في الختام "بشويه بدلا من سلقه، كونه يخسر العديد من مكوناته الغذائية وهو فقير بالوحدات الحرارية، بحيث ان كل كوب من الهليون الأخضر الطازج او المسلوق يحتوي على حوالى 25 سعرة". واكدت ان "هذا النبات منعّم أيضا بالحديد ويشتمل على كمية جيدة من الكالسيوم".