"شربل" يقرع الأجراس... أوقِفوا طبول الحرب

في تشرين الأوّل عام 1977، رُفع الراهب اللبناني شربل مخلوف قدّيساً على مذبح الكنيسة. منذ ذاك التاريخ، تحوّل ناسك المحبسة (عنّايا) سفيراً سماوياً حاسماً وواضحاً للبنان الحقيقي. صورة مُشرقة للبلد الحزين والمشوّه بمسؤوليه، الذين جعلوه مغارة للصوص ومنصّة للحروب ورذيلة بين الشعوب. اليوم، وفيما تدقّ طبول المعارك جنوباً وينزلق الوطن رويداً رويداً نحو الجحيم، قُرعت أجراس الكنائس على امتداد أراضيه فرحاً برفع أيقونة القديس شربل (موزاييك) في حاضرة الفاتيكان، في الطبقة السفلية الأولى من بازيليك القديس بطرس، وتحديداً قرب مدفن البابا بولس السادس، الذي أعلن قداسة الطوباوي شربل في احتفال مهيب بالفاتيكان قبل 47 عاماً.

وبعد رفع اللوحة، ترأس مندوب البطريركية المارونية لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا، قداساً استذكر فيه صفات القديس وصلّى فيه على نية لبنان. وحضر الاحتفال كلّ من عميد مجمع الكنائس الشرقية كلاوديو غوجيروتي، رئيس الرهبانية اللبنانية – المارونية هادي محفوظ، كاهن البازيليكا الكاردينال ماورو غامبيتي وسفير لبنان في الفاتيكان فريد الخازن.

وواكبت الحدث بقاعكفرا بلدة القديس وسائر رعايا الجوار في نطاق الوادي المقدس. فوسط قرع الأجراس في كنائس المنطقة وأديارها، وفي حديقة البطاركة في الديمان وفي عمق وادي قنوبين، رفعت الصلوات والتراتيل الدينية، عملاً بتوصية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وتوافد اللبنانيون إلى دير مار مارون في عنّايا احتفالاً بالمناسبة الكبيرة. وفي قرى الجنوب ورغم حدّة المعارك ودوي القصف، دُقّت الأجراس و»رُبّعت» فرحاً ورجاءً. بالأمس، كان الوطن بين مشهدين: الحرب ولبنان.