المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
الأربعاء 23 تموز 2025 19:42:36
دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى إلى العمل على وأد الفتنة بين الطائفتين الدرزية والسنية، مشددًا على أهمية الحوار العقلاني لتبديد الهواجس وطمأنة أبناء السويداء، محمّلاً الدولة السورية المسؤولية الأولى عمّا جرى، سواء في اندلاع الأحداث أو في احتوائها.
وفي مقابلة مع قناة "المشهد"، أعرب الشيخ عن حزنه العميق تجاه ما يحدث في جبل العرب، مشيرًا إلى أن أبناء الجبل لم يعتدوا على أحد، بل دافعوا عن أرضهم وكرامتهم، منتقدًا سوء إدارة الأحداث وغياب التفاهم الذي أدى إلى سقوط قتلى وانتهاكات جسيمة.
وأكد أن الاتفاق الأمني الذي جرى مؤخرًا كان يجب أن يُعقد قبل سقوط الضحايا، وأن الدولة لم تُحسن التعامل مع المخاوف المشروعة لأبناء السويداء، مشددًا على ضرورة بناء شراكة واندماج حقيقي في مؤسسات الدولة.
ونفى أبي المنى مزاعم ذبح أو إعدام للبدو في مضافات درزية، مؤكداً أن هذه أفعال لا تليق بتقاليد الدروز، واعتبر أن هناك أخبارًا كاذبة وأشرطة ملفّقة تُستخدم لإشعال الفتنة، ما أدى إلى تصعيد غير مبرر من بعض أبناء العشائر.
وأشار إلى أن ما حصل من اعتداءات على كرامات الشيوخ وصور سلطان باشا الأطرش يدل على وجود أحقاد وتطرف يتسلل تحت عباءة الأمن العام، متسائلًا إن كانت هناك جهات متطرفة داخل مؤسسات الدولة.
وشدد على أن الشيخ حكمت الهجري لم يكن معتديًا بل مدافعًا عن الجبل، وأن مسؤولية الدولة هي طمأنة المكوّنات السورية لا إخضاعها. وأكد أن الدروز تاريخيًا لم يكونوا غزاة أو معتدين، بل مدافعين عن أرضهم وهويتهم، ودفعوا أثمانًا باهظة عبر الأجيال.
ورفض أبي المنى أي اغراءات بالحماية من إسرائيل، مؤكدًا أن الأخيرة لا تهدف إلا إلى مصالحها وأنها تتخلى عن حلفائها عند الحاجة، داعيًا إلى الواقعية والحكمة بدلًا من الخطابات المتشنجة.
وفي ختام حديثه، أوضح أنه لا يملك مفتاح الحل لكنه يعمل مع وليد جنبلاط وشيوخ العشائر على نزع فتيل الفتنة، داعيًا إلى الصبر والتحمل رغم ما حلّ بعائلته شخصيًا، مؤكدًا أهمية الحوار والمصالحة لبناء مستقبل سلمي.
كما تلقى اتصالات تضامن من الوزير السابق بسام المولوي والمفتي مالك الشعار، أشادا فيها بمساعي شيخ العقل وجنبلاط في درء الفتنة وتجاوز الأزمة.