ضربات إسرائيل تشعل الأسواق.. الأسهم تهوي والنفط يقفز

انعكست الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة، التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية في عمق الأراضي الإيرانية، فجر الجمعة، سريعا على الأسواق العالمية، متسببة في اضطرابات شملت وول ستريت، وأسواق النفط، وشركات الطيران، وقطاع الملاحة. 

سوق الأسهم تهوي 
مع افتتاح التداول في بورصة نيويورك، سجلت المؤشرات الرئيسية تراجعات حادة، في رد فعل مباشر على الضربة الإسرائيلية، التي أثارت مخاوف المستثمرين من تصعيد عسكري واسع في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط.

وفقد مؤشر داو جونز 388 نقطة، بينما تراجع ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 44 نقطة، وخسر ناسداك هو الآخر أكثر من 200 نقطة في أولى ساعات التداول. 

ويتخوف المستثمرون من أن تنجر المنطقة إلى صراع طويل الأمد، وهو ما قد يؤثر على حركة التجارة العالمية. 

في المقابل، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربة الإسرائيلية بـ”الممتازة“. وقال في تصريح لصحيفة “وول ستريت جورنال“ إن “الهجوم سيكون تأثيره عظيما على السوق، لأن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا“. 

النفط يشتعل  
كانت أسواق الطاقة من بين الأكثر تأثرا. وقفزت أسعار النفط الخام بأكثر من 9 في المئة، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ خمسة أشهر، في ظل المخاوف من أن تتطور المواجهة إلى صراع يعطل تدفقات النفط عبر مضيق هرمز، الممر البحري الأهم لتصدير النفط. 

وتجاوز خام برنت 78 دولارًا للبرميل، فيما قفز خام غرب تكساس إلى أكثر من 77 دولارًا، في أكبر قفزة يومية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022. 

في ظل هذه الأوضاع، حذر بنك غولدمان ساكس من أن أي ضرر سيصيب البنية التحتية النفطية الإيرانية قد يرفع الأسعار إلى ما يزيد عن 90 دولارًا للبرميل، قبل أن تنخفض تدريجيًا العام المقبل مع استقرار الوضع. 

وقال البنك: “قد ترتفع أسعار النفط بشدة في ظل سيناريوهات التقلبات الحادة، حيث يتأثر إنتاج النفط الإقليمي أو شحنه سلبا على نطاق أوسع“.  

لكن منظمة أوبك قللت من هذه المخاوف، إذ صرّح أمينها العام هيثم الغيص بأن التصعيد بين إسرائيل وإيران لا يبرر أي تغييرات فورية في إمدادات النفط، إذ لا تزال الأوضاع الحالية مستقرة. 

مطبات في قطاع الطيران  
في الجو، دفعت الضربات الإسرائيلية عشرات من شركات الطيران إلى تعليق رحلاتها في المنطقة، أو تغيير مساراتها لتجنب المجال الجوي لإيران، والعراق، وسوريا، والأردن. 

وأظهرت بيانات من شركة “فلايت رادار 24” أن شركات الطيران سارعت مباشرة بعد الهجوم إلى تحويل وجهات الرحلات أو إلغائها للحفاظ على سلامة الركاب وأفراد الطاقم.  

الخطوط الجوية التركية أوقفت رحلاتها إلى دول الجوار حتى يوم الاثنين، بينما علّقت الخطوط الفرنسية، وKLM، ودلتا الأميركية، وعدد من شركات الطيران الأوروبية رحلاتها في المنطقة. 

وانعكس هذا الاضطراب الجوي على أسهم شركات الطيران. فقد هبطت أسهم “لوفتهانزا” الألمانية بنحو 5 في المئة، و”إيزي جيت” البريطانية بنحو 4 في المئة، بينما خسرت شركات الطيران الأميركية دلتا إيرلاينز وأميركان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز بنسب تتراوح بين أربعة وخمسة بالمئة. 

وإضافة إلى إلغاء الرحلات، أثر تعديل المسارات الجوية وارتفاع أسعار الوقود على أرباح الشركات كذلك. 

حالة تأهب في البحر 
في البحر، تسود أجواء من القلق رغم تأكيدات القوة البحرية المشتركة بقيادة الولايات المتحدة بأن مضيق هرمز لا يزال مفتوحًا لحركة الملاحة. 

لكن تقارير من شركات شحن كبرى تشير إلى أن العديد من ملاك السفن يفضلون تغيير مسارات سفنهم والابتعاد عن المنطقة. 

وأظهرت وثائق اطلعت عليها رويترز أن اليونان وبريطانيا نصحتا سفن الشحن التجاري التابعة لهما بتجنب الإبحار عبر خليج عدن وجنوب البحر الأحمر، وإرسال تفاصيل جميع الرحلات عبر مضيق هرمز، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي. 

ويُعد مضيق هرمز شريانًا حيويًا، يمر عبره نحو خمس إجمالي استهلاك النفط العالمي، وهو ما يجعل أي إغلاق محتمل له تهديدًا مباشرًا للاقتصاد. 

وسبق أن هددت إيران أكثر من مرة بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة البحرية ردا على الضغوط الغربية.