طاقم "النافعة" القديم يعطّل لجنة تقصّي الحقائق

يطرح تمنّع مجلس إدارة هيئة إدارة السير السابق عن حضور إجتماعات لجنة تقصي الحقائق في عمل شركة INKRIPT المشغّلة لخدمات «النافعة»، علامات إستفهام عديدة عما تخفيه الإدارة التي تمت صفقة التلزيم في عهدها، ولمصلحة من حجب المعلومات حولها، ولماذا تعطيل مسار الوصول إلى الحقائق.

فيوم أمس كان الموعد الثالث الذي حددته اللجنة التي يرأسها النائب إبرهيم منيمنة، لطاقم مجلس الإدارة القديم الذي لا يزال ملاحقاً قضائياً، من أجل الإستماع إلى شهادة هؤلاء حول من صوّت منهم على قرار إجراء المناقصة، وكيف أديرت من قبلهم، من وافق منهم، ومن سجّل إعتراضه، وما هي النقاشات التي خاضوها... ولكن مجدداً لم يحضر أيّ من هؤلاء إلى الإجتماع، ولم يتكبد معظمهم حتى عناء تقديم الذرائع هذه المرة، على رغم سلوك لجنة تقصي الحقائق الأصول المتبعة في دعوتهم.

ولما كان الهدف من الإجتماع الإستماع إلى شهادات أعضاء مجلس الإدارة السابق، خلت أجندة اللجنة من البنود، وعليه تأجل إجتماعها للأسبوع المقبل. إلا أن هذه العراقيل كما أكد منيمنة لـ»نداء الوطن» لن تثني اللجنة عن إكمال مهمتها. وهي تسعى من ضمن صلاحياتها المحدودة للذهاب إلى أبعد من المعلومات المتداولة، ومقاطعة ما يتم التوصل إليه من تراكمات الملف، مع الوقائع التي أوصلت إلى تعطيل هذا المرفق في شهر تموز من العام 2023، تمهيداً لإستنتاجات وتوصيات موضوعية ستستكمل بها تقريرها النهائي، على أن ترفع نتيجة عملها للجنة الأشغال، ويستكمل الأمر بحسب النظام الداخلي بطرح الملف أمام لجنة تحقيق برلمانية، بعد أن تهيئ اللجنة بعملها الأرضية المناسبة لذلك.

في الأثناء ستواصل اللجنة محاولاتها للحصول على إفادات من مجلس الإدارة السابق، على ان يدرج عدم تعاونه (إذا إستمر) من ضمن تقريرها. وهي في سعيها للوصول إلى الحقائق ستستمع أيضاً إلى إفادة ممثلي شركة «إنكربت»، إضافة إلى إفادات خبراء في الملف. وفي وقت تواصل شركة «إنكربت» إدارة خدمات «النافعة» منذ أكثر من 18 سنة، إلّا أن الشركة وصاحبها أحيلا من قبل ديوان المحاسبة إلى القضاء الجزائي، لتسببهما بالعطل والضرر، وبحرمان الخزينة مبالغ طائلة من الأموال عندما عطلت «إنكربت» خوادم النافعة في شهر تموز من العام الماضي، كوسيلة ضغط لإستيفاء ما تعتبره حقوقاً مادية لها.

وكان هذا التعطيل منطلقاً لعمل لجنة تقصي الحقائق، والذي سمح حتى الآن بكشف عدة مستويات من المخالفات بدأت منذ إعداد دفتر شروط المناقصة التي أوصلت الى تلزيم «إنكربت» خدمات النافعة واحتكارها.