المصدر: النهار
الكاتب: رضوان عقيل
الجمعة 15 آب 2025 07:02:21
لن تحدث زيارة المسؤول الايراني علي لاريجاني تبديلا في مواقف الافرقاء في الداخل حيال التعاطي مع سلاح "حزب الله". فمن يؤيد طهران تلقى من موفد السيد علي خامنئي جرعة دعم سياسية ومن يخالفه سيزداد تشبثا في خياراته والتصدي لمشروعها. غادر لاريجاني بيروت في انتظار قدوم الموفد الاميركي توم براك في الايام المقبلة وسيبقى اللبنانيون على انقسامهم العمودي رغم كل الاخطار التي تهددهم مع ترقب كيفية ترجمة الحكومة قرار حصر السلاح في يد الجيش وتنفيذ خطته المنتظرة بدءا من أيلول المقبل.
وخلفت زيارة الرجل صاحب الاختصاص في حقلي الفلسفة والرياضيات والملم بأفكار حزب تودا (الشيوعي) خلاصات مطمئنة عند من يلتقي معه في مقاربة طهران في المنطقة حيث تركت محطته ارتياحا عند الثنائي وخصوصا "حزب الله" الذي تعرض لزلزال في السنتين الاخيرتين لم يشهد فصولا ساخنة في هذا الحجم منذ نشأته عام 1982 ولا يقلل من الامتحانات الصعبة التي تواجهه اليوم وفي المستقبل.
في لقائيه مع الرئيس نبيه بري والامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم وضعهما في واقع ايران وما تعرضت له في مواجهتها الاخيرة مع اسرائيل وكيف خرجت من هذه العاصفة حيث يعتبر ان معركة بلاده كانت مع اميركا ولم تكن في وجه اسرائيل فحسب. وان شعبه شهد التفافا حول الجمهورية والدفاع عنها من الشرائح التي تلتقي مع النظام و تلك التي كانت تقف في المعارضة "حيث تغلبت الروح الوطنية على كل التوجهات والقوميات".
في تقييم بري الذي كان يقول في لحظة الاشتباك الحربي بين طهران وتل ابيب ان ايران "ستخرج منتصرة" وان العامل الجغرافي ومساحتها الشاسعة يصبان في مصلحتها" انه يعوّل هنا على موقعها في الاقليم وخصوصا مع السعودية وضرورة الحفاظ على علاقاتهما مع حرصهما على وحدة بلدان المنطقة حيث يتفقان هنا على رفض مشروع اسرائيل في المنطقة التي تعمل على تشكيل دويلات مذهبية وخصوصا في سوريا. وكان لاريجاني واضحا بان بلاده تعلمت من الاخطاء التي اصابتها والخروقات الامنية لتفاديها في المستقبل حيث يقول لسان حاله ان هذه المواجهة لم تنته بعد.
وعرّج ايضا على محاولات اميركية واقليمية لخطة تقضي بتقليص النفوذ السياسي للشيعة في العراق ولو ان اوضاعه تختلف عن طبيعة سوريا والتحكم بها. وردا على سؤال يقول بري ان ما تريده ايران "هو وحدة لبنان وعدم التفرقة بين مكوناته" وان الشغل الشاغل عند اللبنانيين "يجب ان يركز على تحرير المساحات التي تحتلها إسرائيل". في غضون ذلك يرى الحزب ان زيارة لاريجاني "كانت ممتازة وأدت المهمة المطلوبة ومنها رغم كل الاعتراضات عليها. ونحن راضون على ما حققته وسنبقى نراه صديقا للبنان. وعلى الذين اعترضوا على مجيئه كان عليهم رفع اصواتهم واظهار حفاظهم على سيادتهم عندما كان كبار جنرالات اسرائيل على ارض محتلة في الجنوب تزامنا مع الزيارة".
وفي الشق الفلسطيني ثبت لقاء لاريجاني مع الفصائل التي تلتقي مع طهران بحضور ممثل ل"فتح" ان ايران "لن تترك الفلسطينيين" وان هذه العلاقة قابلة لترسيخها اكثر مع تصاعد اطماع المتطرفين في تل ابيب بقيادة بنيامين نتنياهو وترسيمه لخريطة "اسرائيل الكبرى" واسقاطها على بلدان المنطقة. ويقول مسؤول فلسطيني انه لم يلمس تغييرا في مواقف طهران بعد الحرب الاخيرة وانها "ما زالت على ثوابتها حيالنا وقادرة على المواجهة مع تشديدها على استمرارها في دعم الفلسطينيين رغم كل الضغوط الملقاة عليها ".