المصدر: Kataeb.org
الخميس 18 أيلول 2025 17:54:36
دعا رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب اللبنانية، مروان عبدالله، للتحدث كلبنانيين ووضع معيار "جيش العدو الإسرائيلي" أو ما يسمى بـ"الجيش الإسرائيلي" جانبًا ولنضعه في الجنوب، قائلًا: "معيار الانتصار والهزيمة، ومعيار الفرح والحزن، معايير نعيشها نحن كبشر، وسواء أكنا مقاتلين أم صغارًا نُقتل، وهناك معايير موجودة في هذا العالم، الفرح هو عندما يكون الإنسان سعيدًا فيشعر بالراحة، والحزن هو عندما يتأثر بشيء ما فيشعر بالحزن، كذلك الأمر بالنسبة للانتصار والهزيمة، فالانتصار هو عندما يكون لدى الإنسان هدفٌ معيّن، ويتمكن من تحقيقه، ولو بكلفة معينة، أما الهزيمة فهي عندما يكون له هدف معين، لكنه لا يستطيع الوصول إليه، فيخسر.
وشدّد على ضرورة الإتفاق على معيار الانتصار والهزيمة.
وفي حديث عبر "red tv" سأل: "اليوم، إذا كان "حزب الله" يعتبر أننا قد حققنا "الربح"، فليُظهر لنا أين هو هذا الربح؟ هل هو ربحٌ جغرافي؟ لا، هل هو ربحٌ عددي؟ لا، هل هو ربح في العتاد؟ لا، هل هو ربح تكنولوجي؟ لا.
أضاف: "كنا نتحدث قبل قليل عن عملية "البيجرز"، ويُقال إنها كانت ضربة قوية للحزب، حيث تم استهداف أدوات يستخدمها، كانت مُصنّفة كأدوات سرّية لا يُفترض أن تُكشف، لكنها كُشفت وأُعطيت للعدو، إذًا، دعونا نتفق قليلًا، كي نتمكن من التقدّم في هذا النقاش، على هذا المعيار، وبالتالي، من الواضح أنه لا يوجد شيء اسمه "انتصار" في الحرب الأخيرة بين "حزب الله" و"إسرائيل".
وأسف للتدمير ليس فقط لـ"حزب الله"، الذي جلب الدمار لنفسه، بل للبنان أيضًا، ونحن – كلبنانيين – دفعنا الثمن، رغم أننا لسنا شركاء: لا في قرار الحرب، ولا في قرار التسليح، ولا في قرار التبعية للمشروع الإيراني في المنطقة، ولا في قرار أن نحمل السلم بالعرض، وندفع بلبنان إلى أزمات منذ تأسيس إسرائيل حتى اليوم، مشيرًا الى أنّ لبنان، البلد الوحيد الذي ما زال يحمل السلم بالعرض، ويدفع الثمن عن كل المنطقة العربية.
وأكّد أنّ حزب الله أنشأ مشروعًا، وبنى فكرة خاصة به وبيئته، وجرّنا جميعًا مكرهين إلى هذا المسار، حتى وصلنا إلى هذه الحرب المدمّرة التي نرى نتائجها اليوم وبالتأكيد، ما حصل هو خسارة مدوّية لـ"حزب الله"، وللأسف، اللبنانيون هم من دفعوا الثمن وبيئة "حزب الله" بالتحديد، هي من دفعت الثمن: دمارًا، قتلى، جرحى، وكل ما يمكن أن نتخيله.
وأوضح عبدالله أنّ في فترة قصيرة جدًا، سقطت فكرة "حزب الله"، فكرة أنه قادر على احتلال القدس، أو الدخول إلى الجليل، وكل هذه الأوهام التي روّج لها، ولم يمرّ شهران حتى محَت إسرائيل الوجود العسكري لـ"حزب الله"، مؤكدًا أنّ الحزب نفسه انسحب من الحكومة التي كان يسيطر عليها لتسليم الساحة، واليوم، نحن كلبنانيين نتحمّل تبعات هذا الواقع.
ولفت إلى أن بعض الشباب قرارهم الشهادة ولكن لماذا يجب أن نفرض هذا الخيار على بقية اللبنانيين؟
وأشار الى انّ هناك كلمة قالها أحدهم، ربما أوافقه فيها، وهي أن "الخاسر هو لبنان، لكنه قالها من زاوية أخرى، هو يعتبر أن كلنا مُنيْنا بهزيمة، أما أنا فلم أُمنَ بهزيمة، بل فُرضت عليّ خسارة، فرضها طرف في لبنان، اسمه "حزب الله"، هو من قرّر أن يأخذني إلى الحرب، أنا لم أشارك في قراره، لا مجلس الوزراء صوّت على هذا القرار مع أنه الجهة التي تمتلك صلاحية الحرب ولا مجلس النواب صوّت عليه، لقد جرّنا إلى الحرب."
ورفض اعتبار أن لبنان خسر لأن اللبنانيين لم يقرّروا شيئًا أصلًا، وهذا هو الأمر الأول.
أما ثانيًا، ففي ما يخص ما يُسمّى بالاستراتيجية الدفاعية، أو الوطنية، نسمع كلامًا جميلًا عنها ولكن أي دولة في العالم تُبنى على عناصر معيّنة، لدينا جيش، لدينا حكومة، لدينا شعب، لدينا جغرافيا، هذه هي مقوّمات الدولة، وهذا هو ما يُبنى عليه كيان الدولة. فاليوم، عندما نتحدث عن استراتيجية دفاعية أو وطنية، يجب أن تكون قائمة على الجيش اللبناني ومؤسساته الشرعية، وبعدها، إذا قرّرنا أننا نريد تحرير الجنوب، فلنحرّر كل لبنان وأنا كذلك أواجه خطرًا قادمًا من سوريا، فلماذا لا نحرّر الشمال أيضًا؟
وتابع: "دعونا نحرّر كل الشعب، وندعم الجيش اللبناني، نستدعي الاحتياط، ونخوض المواجهات من خلال الجيش، فلماذا نلجأ دائمًا إلى ابتكارات خارجة عن النُظم العالمية، في سويسرا مثلًا، كل الشعب يتسلّح وقت الحاجة، ويدافع عن بلده، لكن ليس من الطبيعي أن يمتلك السلاح فصيل ديني أيديولوجي تابع لدولة خارجية ونقول هذا لأننا نعطي شباب الجنوب صفات معينة، وكأنهم يمثّلون كل الجنوب، بينما هم لا يمثّلون جميع أبنائه، فلنصغ استراتيجية معهم، نعم، لكن بالتوافق، أما أن يُفرض علينا هذا الأمر، فبالتأكيد هذا مرفوض."
وفي موضوع الاستراتيجية أشار الى انّنا نريد أن نقرّر ما الذي سندافع عنه، وأردف: "أنا، كممثل لحزب الكتائب اللبنانية، ونحن حزب من مؤسسي الكيان اللبناني، ضد مشروع "إسرائيل الكبرى" المفروض علينا، ضد مشروع "ولاية الفقيه" و"إيران الكبرى"، ضد مشروع "سوريا الكبرى"، أنا ضد كل شيء اسمه "كُبرى"، ونحن اليوم نريد أن نحافظ على لبنان الكبير، سائلاً: "هل أصبح الحفاظ على لبنان الكبير أمرًا مرفوضًا أيضًا؟"
وأكّد أنّنا لا نريد أن نُبقي على مجرد "وجود" للكيان اللبناني، بل نريد أن نصنع كيانًا حقيقيًا، ثابتًا، راسخًا، ونريد أن نُقوّي مؤسسات الدولة، لا أن نُضعفها أو نستبدلها بمشاريع خاصة أو سلطات موازية، فالدولة القوية لا تُبنى إلا بمؤسساتها، وعلى رأسها الجيش اللبناني، المؤسسة الوطنية الشرعية الوحيدة المخوّلة بالدفاع عن الوطن ومن أراد أن يُقاتل ويُدافع عن لبنان، فليدخل الجيش، من أراد أن يخدم وطنه، فليكن جزءًا من مؤسسات الدولة: من قوى الأمن الداخلي، إلى الدفاع المدني، إلى المؤسسات الرسمية كافة، فهناك الكثير من الوسائل لخدمة لبنان تحت سقف الشرعية، ولا حاجة إلى اللجوء إلى فصائل مسلحة خارجة عن الدولة، ولسنا بحاجة إلى فصيل ديني، أيديولوجي، تابع لدولة خارجية، يمتلك أجندات محلية وإقليمية، ويفرض علينا سلاحه، وعلينا فوق ذلك أن نعترف به.
وأشار الى انّ السلاح لم يُعطِ لبنان أي قوة تفاوضية حقيقية، بل ما نراه اليوم هو دمار، ودماء، وانهيار، نُقصف يوميًا، نُقتل على الطرقات، نستهدف في منازلنا، تُفجّر الطرقات، وتُراق دماء شبابنا، فأين القوة؟ أين السيادة؟ وأين النصر الذي يُبنى عليه تفاوض؟
وقال: "خضنا حربًا امتدت لشهرين، فماذا فعلنا بإسرائيل؟ لم نحقق مكاسب حقيقية، بل تكبّدنا خسائر بشرية واقتصادية واجتماعية هائلة، ولا توجد نقطة قوة فعلية للتفاوض عليها، بل إسرائيل تضربنا يوميًا، ونحن نتفرّج ولا نريد أن نعيش في حرب دائمة، نحن شركاء في هذا البلد، ومن حقنا أن نكون شركاء في قرار السلم والحرب، فهذا ليس مشروعًا إسرائيليًا، بل هو أولًا مشروع لبناني، نحن نطالب بأن تكون الدولة اللبنانية وحدها المسؤولة عن قرار الحرب، عن التفاوض، عن السلم، وعن كل قرار يخص اللبنانيين جميعًا ولبنان ليس شخصًا واحدًا، ولا منطقة واحدة، ولا فصيلًا واحدًا، بل هو جميع اللبنانيين، على كامل الأراضي اللبنانية، وهؤلاء كلهم شركاء في القرار الوطني، لا يمكن تهميشهم أو تجاوزهم."
وشدد على انّ السلاح الخارج عن الشرعية ليس مصدر قوة للبنان، بل مصدر ضعف وانقسام، فنرى اليوم أن كل دول المنطقة تنعم بالهدوء والاستقرار، إلا نحن، لأننا ما زلنا نحمل "السلّم بالعرض"، وندفع ثمن صراعات الآخرين، وآن الأوان للحوار مع "الشباب" وليس من الخطأ أبدًا أن نجلس مع هؤلاء الشباب الذين يتبنّون هذا الخيار، بل من الضروري أن يُحاورهم أحد، ويقول لهم: "لا تأخذونا إلى حيث لا قدرة لنا على الذهاب، أنتم دخلتم في مشروع أكبر من طاقتكم، مشروع ليس من ضمن إمكانياتكم ولا من ضمن قراراتنا كشعب".
وفي ما خص موضوع تفجير أجهزة البيجرز ورغبة المصابين في هذه العملية بمتابعة القتال، اعتبر عبدالله أن عليهم أن يفكروا بمستقبلهم وأن يتوقفوا عن متابعة الحرب.
أما بالنسبة للحرب الأهلية فقال: "نحن حاربنا سوريا عندما كانت في أرضنا ولم نذهب الى دمشق لمحاربتها، مشدداً أنه يجب ألا نتحدث عن ظروف حرب 1975 كلما تناول الحديث ما يجري اليوم على الساحة". ولفت الى أن الكتائب اقترحت عقد لقاء مصارحة ومصالحة ولديها كل الاستعداد للجلوس على الطاولة ومناقشة ما جرى في الماضي للخروج بحلول.
أما بالنسبة للمشكلة الحدودية بين لبنان واسرائيل فهناك سؤال يطرح وهو أن الدولة اللبنانية فاوضت على الحدود البحرية عام 2022 وجرى الاتفاق مع اسرائيل على تقسيم الموارد ولكن لماذا لم يجر تقسيم الحدود البرية؟
وأضاف: "نحن لم نقل يومًا أننا لا نريد للبنان أن يسترد أرضه ولكن مشكلتنا هي مع الطريقة التي سوف تسترد فيها الأرض."
وأوضح عبدالله أن على الدولة اللبنانية أن تقوم بالتفاوض مع الجهة المعنية لاسترداد الأرض، كما شدد على ضرورة ترسيم الحدود البرية مع سوريا موضحاً ان المنطقة المتنازع عليها في المياه بين لبنان وسوريا هي أكبر 3 مرات من المنطقة التي كان متنازعًا عليها مع اسرائيل، وأكد أن الأمور يجب أن تعالج من خلال الدولة.
وأوضح عبدالله أن أي جهة أو دولة أو كيان يتعدى على شبر أرض من لبنان هو عدو لنا، معتبرًا أن علينا أن نبدأ بمعالجة الأمور بالديبلوماسية لاسترداد الأرض وحل المشكلة.
أما بالنسبة لما يجري الحديث عنه حول مجوعات تتدرب في حماة ومجموعات تدخل من سوريا فتمنى أن يعتبر هذا بمثابة إخبار وأن يتم ارساله الى النيابة العامة لكي يصار الى معالجة الأمر بالقضاء، مؤكدًا أن كل ما يجري في مطار حماة يتم بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
وعن سؤال حول إضاءة صخرة الروشة وأي لبنان نريد، أوضح عبدالله أنه بالنسبة لإضاءة صخرة الروشة بصورة السيد حسن نصرالله فإن أي فعالية رسمية أو شخصية رسمية يمكن وضع صورتها على صخرة الروشة شرط ألا يكون الحدث فئويًا أو حزبيًا ويجب ألا تستعمل صخرة الروشة للتعبير عنه لأي جهة انتمى، وما نرحب به على صخرة الروشة هو إضاءة علم لبنان أو علم أي دولة صديقة في مناسبة معينة كما أن الدولة الصديقة تضيء علم لبنان على معالمها في مناسبات معينة ولا بد أن نعترف أن بعض الأحزاب تجد مرجعيتها في الخارج.
ولدى سؤاله عن حيازة حزب الكتائب اللبنانية للسلاح أكد عبدالله أن حزب الكتائب ليس لديه أي سلاح باستثناء حراس المراكز الحزبية أو مرافقي النواب.
وأكد أن علينا أن نتفق على طريقة تخوّلنا السير الى الأمام ولكن على كل طرف أن يحدد أي مستقبل يريد وأي طريقة عيش يريد ومن هنا ضرورة القيام بلقاء مصارحة ومصالحة كي لا نبقى في الماضي وعلينا أن نتفق على بناء دولة وكيان نكون فيه شركاء متساوين لدينا نفس الواجبات والحقوق، أما بالنسبة للانتخابات النيابية فاعتبر أن اعتماد لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي هو خطأ في علم الانتخابات وهو أكثر مشروع طائفي.