المصدر: المدن
الكاتب: رنا البايع
الجمعة 16 أيار 2025 17:54:22
مثل الأفلام البوليسية، ترصدت مجموعة مسلّحة دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي كانت تقلّ سجيناً، وهجمت عليها وسط اطلاق النار، وحررت السجين وفرت به إلى جهة مجهولة.
هذا ما حصل يوم أمس الخميس في بلدة مشمش العكارية. فقد اعترضت هذه المجموعة المسلحة، والتي كانت على متن سيارة بيك أب من نوع تويوتا، الدورية التابعة لمخفر مشمش التي كانت في صدد نقل السجين أسامة محمد طالب إلى مفرزة حلبا.
بحقه مذكرات توقيف
وفي التفاصيل، أوقفت المجموعة المسلّحة دورية الدرك مطلقة النار في الهواء لإرهاب العناصر الأمنية. وأقدم الشبان الأربعة على سحب السجين من داخل سيارة الدرك وفرّوا به إلى جهة مجهولة. وعلى الأثر باشرت الأجهزة الأمنية التحقيقات لتعقّب العصابة والسجين المهرّب ولمعرفة هوية جميع المشاركين في عملية التهريب.
ووفق المعلومات، السجين من بلدة فنيدق وعائلته ملقبّة بالطرشة. وكان متوارياً عن الأنظار وبحقّه مذكرات توقيف عدّة. وكانت دورية الدرك في مشمش بصدد نقله إلى حلبا للمثول أمام القضاء المختص بتهمة إطلاق النار في إشكال عائلي حصل منذ شهرين، وأصيب خلاله أحدهم برصاصة في رجله.
وتفيد المصادر أن المجموعة، التي نفّذت العملية، مؤلفة من أربعة أشخاص غير ملثّمين وجميعهم من فنيدق، وعلى رأسهم أخو السجين علي محمد طالب، وهم ليسوا من مشمش كما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول المصادر أنّ العملية لم تكن مخططّة أو منسقّة سابقاً كما أشاع البعض. فالسجين أوقف منذ يومين فقط لا غير. وما حصل فعلياً، أنه لدى توقيفه أقدمت المجموعة المسلحة على مراقبة كيفية نقله حتّى وصوله الى فصيلة درك مشمش. بعد انطلاق الدورية إلى حلبا، ولدى وصولها عند مفرق معبور الشركة، أي على بعد حوالي كيلومترين من مخفر مشمش، تمّ اعتراض آلية الدرك وتهريب السجين الى جهة مجهولة.
انفلات أمني في المنطقة
وكانت العملية أثارت موجة غضب واستياء لدى آل عياش (زهرمان ) الذين استنكروا ما حدث مع ابنهم المعاون أول خالد عياش، الملقب ب"أبو رجب" أثناء تأدية واجبه الوظيفي اذ كان على رأس الدورية وتعرض لإطلاق نار مباشر من الكمين المسلح. ودعت العائلة الأجهزة الأمنية والسياسية التدخل السريع وحلّ هذا الإشكال فوراً منعاً للفتنه داخل فنيدق.
ووفق المصادر، توجه السجين الهارب، على الأرجح، مع المجموعة إلى بلدته فنيدق في الجرود حيث الطرقات وعرة والوصول صعب إليها. والجهات الأمنية على علم بذلك لكنّها تتنظر الأوامر للقيام بالمداهمات. ويقول المصدر نفسه أنّ السجين قد يسلّم نفسه خلال ساعات إذا ضغط عليه ووعد بإطلاق سراحه لاحقاً بكفالة، علماً أنّ عائلته معروفة في فنيدق وبعض أفرادها لديه مشاكل مع القانون.
تبدو العملية المسلّحة هوليوودية بمشهديتها اذ تقف القوى الأمنية المسلّحة لا حول ولا قوة لها أمام بطش العصابات التي تحرّر مطلوباً وتفلت ببساطة من قبضة الأمن وترحل الى جهة آمنة بعيداً عن يد القانون.
ويقول مصدر من البلدة أنّ الانفلات الأمني في مشمش وفي بعض البلدات المجاورة أصبح متمدّداً وخطيراً اذ يكاد لا يمرّ يوم من دون حادثة. وكان آخرها منذ ثلاثة أيام في مشمش حيث تعرّض محمود الحولي لطلق ناري في صدره من ابن شقيقه إثر إشكال عائلي، ما أدّى إلى دخوله مستشفى الحبتور الذي أعلن البارحة عن وفاته.