عقارب الساعة توحدت مجددا: لا لل social phobia؟!

دقت الساعة 12 ليلا، ساعة كمثيلاتها بالنسبة لمتبعي التوقيت العالمي وساعة جديدة لمتبعي التوقيت الشتوي. عادت العقارب وتوحدت مجددا بعد اسبوع حافل بالالتباسات والضياع، وصمتت البلبلة التي سادت في الايام الاخيرة بعد ان خلفها رجلان يعتبران نفسيهما سيّدي الوقت، فوضعاه في خدمتهما بدلا من ان يضعا نفسيهما في خدمة الوقت ويسارعان بانقاذ الشعب وخلاصه.

ليل اليوم، دقت الساعة، ولكن ما كان جدوى هذه المغامرة في الوقت؟ بعضهم قال ان تسوية جرت في كواليس دقائق الايام الاخيرة، اما بعضهم الآخر فاعتبر ان  تقريرا صادرا من صندوق النقد هو ما تم اخفاؤه من خلال هذه اللعبة السخيفة. هذا بلغة السياسة، اما  بلغة الشعب فقد بين هذا القرار عن ما وراءه من اضطرابات، كشفت عن الكثير والكثير من المخاوف المكبوتة والتي ظهرت علناً فجأة في المجتمع، فالناس، مسيحيون كانوا ام اسلام، اعتادوا العيش معا والمشاركة معا منذ ايام مضت، وها "السياسيان الكبيران" يريدان وضع البلاد على شفير الانفجار من خلال اشعال الفتنة بينهم ورمي اصداء قنابل حرب اهلية جديدة، لم يعلموا كيف خرجوا من اذيالها منذ سنوات ليست ببعيدة. فهل كان المقصود خلق رهابا جديداً في نفوسهم؟ 

تقول المعالجة النفسية ديالا حضيض انه داخل الذاكرة الاجتماعية لدي اللبنانيين، تنطوي مشاعر مكبوتة، ومنها الخوف من الآخر، وهو عبارة عن خوف من تهديد منطقة الامان التي يعيش داخلها الانسان. وتحديدا في مجتمعنا، حيث يزداد ذلك كلما طغى على النفس مثيرات شديدة تعود وتوقظ احداث حصلت في الماضي مثل الحرب الاهلية وسواها.
واعتبرت ان اللعب على الوتر الطائفي قد ينشأ عبر اي لحظة من خلال اي محفز او تأثير ومن هنا جاء اللعب بالتوقيت او بعقارب الساعة كمحفز لاطلاق مخاوف جديدة من انقسامات لا يريدها اي لبناني فأي شخص لا يحب ان ينعزل عن محيطه وبيئته سيما وان الانسان كائن اجتماعي بالدرجة الاولى.
الا ان التوقيت يبقى مجرد عاملا امام التراكمات التي يعاني منها اللبنانيون، فهؤلاء باتوا في ضيقة من امرهم بسبب الازمات المتلاحقة والمخاوف التي اضيفت اليهم مع امر الهزات وسواها، من هنا هذا الرهاب ليس وليد اليوم.

في هذا الصدد، هل يمكن القول ان هذا الامر خلق ما يسمى بالرهاب الاجتماعي او السوشيال فوبيا؟

تعتبر المدربة الحياتية جنى عيسى ان لا علاقة لهذا الامر بالرهاب الاجتماعي، فالرهاب الاجتماعي او سوشيال فوبيا يعني الخوف من التحدث امام الآخر لا الخوف من الآخر وهو وليد عوامل اجتماعية وحوادث مؤلمة حصلت وتكررت مع الوقت حتى صدقها العقل الباطني، ومع تراكمات الحواس الخمس وانعدام الشعور بالثقة بالنفس اصبحت معرقلة لاداء الفرد امام الاشخاص وتواصله مع الآخرين. 
الا ان ما يجمع الرهابين، وفقا لعيسى، انهما قابلان للتعديل واعادة البرمجة عبر التفكير المنطقي السليم والوعي الذاتي والادراك الايجابي، وكل هذا يتطلب وقتا وتمرينا جديا على معرفة ذواتنا بالدرجة الاولى ما يسمح لنا بمعرفة الآخر وتقبله بالدرجة الثانية.