علوش: حزب الله يعتبر ان اي زواج مع اي فريق خارج ولاية الفقيه هو زواج متعة

كما حزب الله كذلك الرئيس سعد الحريري يحاولان الحفاظ على ما تبقى من "ربط نزاع" بينهما استمر لسنوات، وتوّج بالمساكنة في الحكومات..
فحزب الله الذي سعى دون كلل من اجل عودة الحريري الى السراي الحكومي حتى اصطدم بالرفض التام، يبدو وكأن الحريري يرد التحية بالمثل، اذ في كل اطلالاته ومواقفه يوجه سهامه الى كل الاطراف على الساحة اللبنانية ولا يسلم منها الحلفاء، الا ان الساهم الحادة لا تصيب حزب الله.
في موازاة ذلك، يتردد في اروقة حزب الله كلام عن امتعاض من اداء التيار الوطني الحر في التعاطي مع اكثر من ملف.... وصولا الى اعتبار البعض ان "الحالة العونية لم تعد تغطي الحزب بل باتت جزءا من المشكلة التي يعاني منها البلد. ويظهر في موازاة ذلك، وكأن حزب الله يبحث عن حليف جديد... فهل يحي علاقته مع الحريري كونه وعلى الرغم من كل ما حصل في الفترة الاخيرة ما زال الاقوى سُنيا.

بين الواقع والخيال
اعتبر القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش ان هذه القراءة بقدر ما قد تكون واقعية، قد تكون ايضا ضربا من الخيال، شارحا ان تجربة المهادنة كانت ناجحة بالنسبة لحزب الله بالرغم من كل الاضرار التي تسببت بها للحريري، معتبرا ان قراءة التقارب مجددا لها الكثير من المحاذير، خصوصا وان اي تعاون بين الجانبين في هذه اللحظة، سيعيق قدرة الحريري على مساعدة الحزب. وقال: اذا كان حزب الله يتطلع الى التوجه نحو شريك سُني فان الحريري سيفقد قاعدته السُنية اكثر فاكثر، هنا يمكن القول انه لا يوجد شريك سني لحزب الله، بل انه فقط الحريري.
وتابع: اذا كان الهدف تبييض الوجه مع المجتمع الخارجي فأيضا سيشكل الامر سببا اضافيا ليفقد الحريري قدرته لمساعدة الحزب على المستوى الخارجي لان الحرب اصبحت مفتوحة. لذلك هذا الخيار خيالي في هذه اللحظة السياسية غير المؤاتية.
الا ان علوش، قال: لكن هذا لا يعني ان الحريري مستمر في تحييد حزب الله على امل ان يجد فيه شريكا ولو مضمرا في المرحلة المقبلة.

ليس لدرجة التضحية بالذات
وسئل: هل التيار الوطني الحر بات يشكل عبئا  على حزب الله، اجاب علوش: الحزب يعتبر ان اي زواج مع اي فريق خارج ولاية الفقيه هو زواج متعة، حين ينجز المطلوب من هذه العلاقة، فليس لديه مشكلة بالانقلاب، وان كان يحفظ بعضا من الجميل لكن ليس لدرجة التضحية بالذات.
ورأى ان التحديات التي يواجهها حزب الله تتخطى التحالف مع اي طرف على الساحة اللبنانية، وليس فقط التيار الوطني الحر، معتبرا ان البحث عن شريك سني في هذه اللحظة لا ينفع كثيرا كبديل للحليف المسيحي او كاضافة اليه.
واضاف: ربما اذا وجد الحزب شريكا سُنيا ولو من "تحت لتحت" يستطيع ان يخلق نوعا من التوازن مع "الفرعنة" التي يمارسها التيار الوطني الحر، فانه لن يتأخر، مشيرا في الوقت عينه ان التيار يجد نفسه في ولاية الفقيه، لكنه مستمر في هذا التحالف طالما يستطيع ان يبتز حزب الله بانتظار ما سيحصل في المرحلة المقبلة، لذلك التيار يتصرف على اساس ان حزب الله سيوافقه في كل شيء.
اذاً، تابع علوش: قد يكون هناك فائدة لحزب الله بان يوازن علاقته مع التيار الوطني الحر من خلال علاقة مع جانب آخر ليس بالضرورة ان يكون سنيا، مع العلم ان العلاقة مع اي جانب سني تخدمه اكثر من اي طرف آخر، خصوصا وان علاقاته مع اطراف مسيحية اخرى لا تشكل الوزن المطلوب، وتحديدا مع النائب السابق سليمان فرنجية.