عن سردية الحزب ودور الجيش في حماية الحدود!

اثر توغل وحدة بريّة اسرائيلية داخل بلدة بليدا امس، وقتل موظف في مبنى البلدية، طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، من قائد الجيش العماد رودولف هيكل تصدي الجيش لأي توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين.

واللافت في طلب الرئيس عون انه يتزامن مع الحجة التي يطلقها "حزب الله" لعدم حصر السلاح بيد الدولة هي عدم قدرة الجيش على مواجهة اسرائيل. فهل تصحّ هذه المعادلة؟ وهل من شأن هذه التطورات أن تؤدي الى مواجهة بين الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية؟
العميد المتقاعد بسام ياسين يؤكد لـ"المركزية" ان "مهمّة الجيش الاساسية والطبيعية حماية الحدود أكان بطلب من رئيس الجمهورية أم بدونه"، معتبرًا ان "قيام الجيش بدوره في الجنوب يعزز ثقة المواطنين فيه ويضعه مجددًا في موقعه الطبيعي. الموضوع ليس مواجهة اسرائيل بل حماية الحدود ومنع التعدي على المواطنين.

ويستغرب ياسين الضجة التي أثيرت على طلب من هذا النوع من قبل رئيس الجمهورية، مشدّدًا على أن الرئيس كان قائدا للجيش ويعلم ان هذه مهمته، وكذلك الامر بالنسبة الى قائد الجيش الحالي، وبالتالي هذا الموضوع لا يتعدى الإطار الاعلامي، لأن في الأصل تُناط بالجيش مهمة حماية الحدود، فهو يتقاضى رواتبه ويبذل تضحيات ويقدم شهداء وجرحى لهذه الغاية".

ويتابع: "قد يكون رئيس الجمهورية طلب ذلك من قائد الجيش بانتظار القرار السياسي، وتبعات تدخّل الجيش في أي عملية ضد الاسرائيلي، كي يكون هناك قرار سياسي يحمي الجيش، يمكن فهم الموضوع من هذا الباب، إلا أنه لا يحتاج الى كل هذا التضخيم".

وتعليقًا على الضجة التي أثيرت حول حادثة بليدا، يقول ياسين: "الجنوب كلّه تدمّر ولم يتحرّك لبنان، الجنوب يتعرض يوميًا لمئات الحوداث التي تشبه بليدا. أتمنى أن يستفيق اللبنانيون ويدركون أن لا يجب أن ننتفض على كبسة زر أو ان ننام أيضًا على كبسة زر. الاعتداء هو اعتداء بغض النظر عن مكانه وزمانه".

وعن الخوف من المواجهة مع اسرائيل، يجيب: "وإن يكن، لنواجه ولنستشهد، لكن ليفهم اللبنانيون أننا نحن من نحميهم وليس أي أحد آخر. لنذهب الى أقصى حدّ ونشتبك، لأن الاسرائيلي كغيره من الارهابيين الذين كنا نشتبك معهم، وقد اشتبكنا معه كجيش. لا ننكر ان هناك تضحيات ستقدم، لكن هل هناك معركة من دون شهداء؟ في النهاية، هذا المواطن الجنوبي الذي نطلب منه العودة الى أرضه ونقول له "سأحميك، وستسلّم سلاحك لأن الدولة ستحميك"، إذا لم أقم بحمايته كيف سيصدّقني ويثق بي؟"

ويختم: "نحن مستعدون لتقديم الشهداء دفاعًا عن أرضنا كي تبقى ثقة المواطنين بالجيش في محلها".