عون وسلام فليحيا الوفاق

من كسر الجليد إلى حرارة التوافق، هكذا انتقلت العلاقة بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. فحضور سلام إلى القصر الجمهوري صباح الجمعة ولقاؤه الرئيس عون أعاد الانسجام بين الرجلين

اللقاء كان ممتازًا، وقد أبدى سلام أمام عون إعجابه بمواقفه الأخيرة لجهة سحب سلاح "الحزب" والتفاوض غير المباشر مع إسرائيل تمامًا كما حصل في ملف الترسيم البحري.

وترى أوساط مقربة من السراي الحكومي، أن سلام رأى في مواقف عون تقدمًا لافتًا وملحوظًا لجهة مبدأ "حصرية السلاح". وقرأ في كلام عون ليس فقط ملاقاةً في منتصف الطريق، بل إن عون تقدّم على سلام في ملف سحب السلاح وحصرية السلاح بيد الدولة والشرعية فقط، لا غير، فهذا الموضوع لم يزعج سلام أبدًا بل بالعكس أراحه وزاده إيجابية وقناعةً بأهمية التوافق بين الرئاسة الأولى والرئاسة الثالثة على ملفات أساس في بناء الدولة.

من هذا المنطلق، اتفق الرجلان على ضرورة تفعيل المساعي لتبني طرح عون والتوافق عليه بين مختلف الأفرقاء، علمًا أن التقارب بين عون وسلام انعكس إيجابًا أيضًا في موضوع الاتفاق على عقد جلسة حكومية الأسبوع المقبل، على الأرجح الخميس، في بعبدا، لبحث مواضيع كثيرة.

وعندما سألت "نداء الوطن" المعنيين ما إذا كان مشروع القانون المعجّل الذي تقدم به وزير الخارجية يوسف رجّي لإلغاء اقتراع المغتربين لستة مقاعد نيابية فقط واستبداله بحق المغتربين بالاقتراع لـ 128 نائبًا، سيدرج على جدول أعمال الجلسة الحكومية، قالت مصادر معنية بوضع الجدول: "بكّير بعد، في وقت، عم نبحث بالموضوع" ورجّحت أن تتظهر الصورة أكثر الإثنين.

وعلمت "نداء الوطن" أن مشروع قانون رجي "المعجَّل" لم يبحثه سلام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقاه في "عين التينة" مباشرةً بعد زيارته "بعبدا" لكنهما بحثا في ملفات كثيرة تتقاطع بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وضرورة التنسيق بين الرئاستين الثانية والثالثة بهذا الخصوص.

أما موضوع دعم طرح "عون" لجهة التفاوض غير المباشر فبحثه سلام مع بري في وقتٍ أكدت مصادر مطلعة لـ "نداء الوطن" أن برّي كان متجاوبًا مع سلام وأكد له أن طرح عون جيد ومرحبٌ به، علمًا أن السيناريو المطروح، بحسب مصادر مطلعة على مواقف عون هو أن تعمد إسرائيل أولًا إلى وقف الأعمال العدائية على لبنان والانسحاب من النقاط الخمس، وبعدها، الذهاب إلى التفاوض غير المباشر معها.

على أي حال، المياه عادت إلى مجاريها بين عون وسلام وما بينهما بري، على أمل أن تكون هذه المياه صافية وألا تتعكر فيكون لبنان الرابح الأول والأخير في النهاية.