عون يزور واشنطن قبل هيكل وسلام يؤكِّد أن قانون الفجوة المالية يحرص على الودائع والمصارف

يُسِّجل لبنان حضوراً متقدماً ومرحباً به دولياً في مواجهة الانكار الاسرائيلي لإلتزامات التوقيع على قرار وقف اطلاق النار. استناداً الى القرار الأممي 1701 ويتمثل الانكار والرفض باستمرار العمليات والتوغلات والاغتيالات، من دون اقامة أي اعتبار دبلوماسي، سوى الرغبة بإرهاب لبنان والجنوبيين، بذرائع لا أساس لها من الواقعية أو الوثوق..

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» انه صحيح ما من موعد محدد لزيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى الولايات المتحدة انما هذا لا يعني انه لن تكون هناك زيارة قريبة له.

واشارت الى ان تقرير قيادة الجيش بشأن حصرية السلاح والمراحل المتبقية قيد الإنجاز، وأن الموعد المرتقب لمناقشته في مجلس الوزراء في بداية العام المقبل، وتُعدُّ هذه الجلسة اساسية في مقاربة انتهاء المرحلة الأولى وما تحقق منها وما هو المرتجى في هذا السياق وسط تأكيد رسمي على ان الجيش يقوم بجهود جبارة وفق ما كُلّف به.

وعلى خط واشنطن يجري الحديث عن زيارة للرئيس عون قد تسبق زيارة العماد هيكل.

وفي السياق، تتجه الانظار الى محطات يوم أمس، عربياً ودولياً لترقّب نتائج حراك الموفدين بوصول رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي يوم غدٍ الخميس الى بيروت، واجتماع باريس الثلاثي الفرنسي – السعودي- الاميركي ثم الرباعي مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليوم ذاته، وبعده ما سيحمله الجمعة اجتماع لجنة الاشراف على تنفيذ وقف الاعمال العدائية بحضور المندوبين السياسيين اللبناني والاميركي والاسرائيلي، وتردد ان الفرنسي جان ايف لو دريان قد يحضره ما لم ينشغل بإجتماعات باريس. لكن العدو الاسرائيلي واصل استباق اي حراك بعدوان جوي كما حصل امس بالغارات على سيارة بين مركبا والعديسة، وتجاوزه الجنوب الى منطقة الشوف في جبل لبنان بغارة على بيك أب لنقل المياه. وأسفرت الغارتان عن استشهاد مواطنين وسقوط عدد من الجرحى.

وذكرت قناة «الجديد» انه سيُصار الى تعيين عضوين اضافيين سني وشيعي في لجنة الميكانيزم، وأن الشيعي سيكون السفير السابق في لندن رامي مرتضى. وحاولت «اللواء» الاتصال بالسفير مرتضى للتأكد من صحة الخبر. لكن تبين انه غيّر رقم هاتفه. اما العضو السني فسيتم اختياره من بين سفراء سابقين.

لكن مصادر رسمية اكدت لـ «اللواء» ان فكرة تعيين عضوين شيعي وسني مطروحة للبحث، وأن السفير مرتضى طُرح في النقاش للتعيين، وأن الرئيس نبيه بري رحب بالفكرة من حيث المبدأ لكن لم يتخذ بها اي قرار، خاصة ان السفير مرتضى لا زال في الخدمة الفعلية في الادارة المركزية للخارجية وليس سفيراً سابقاً، وتعيينه يعني رفع مستوى التفاوض الى درجة سفير حالي وهذا امر بحاجة الى درس وتروٍّ لأنه قد يثير بلبلة إن لم يكن مشكلة سياسية.

 

عون وهيكل

 

والتقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امس، بقائد الجيش الذي يتوجه الى العاصمة الفرنسية اليوم، وبحث معه حسب معلومات «اللواء» ما سيتم طرحه في اجتماع باريس من تفاصيل حول ما انجزه الجيش في جنوبي نهر الليطاني على صعيد جمع السلاح وازالة المظاهر العسكرية والعقبات امام استكمال انتشاره، وحول العوائق امام استكمال مهمته، والتمهيد للإنتقال الى المرحلة الثانية العام المقبل. الى جانب استعراض حاجات الجيش العسكرية واللوجستية التي سيتم بحثها في الاجتماع والتي ستعرض في مؤتمر دعم الجيش المفترض عقده لاحقاً.

 كما أطلع العماد هيكل الرئيس عون على نتائج الجولة التي قام بها رؤساء البعثات الدبلوماسية والملحقون العسكريون العرب والاجانب امس الاول بالعين المجردة على ما انجزه الجيش لا سيما انتشاره في قواعد وانفاق المقاومة ومصادرة ما تبقى من اسلحة وعتاد، ما ترك انطباعاً جيدا لدى الوفد، لا سيما وأن اعضاءه توغلوا – حسب معلومات «اللواء»- في وادي زبقين الذي يبعد عن القرية مسافة نحو ساعة وشاهدوا انفاق حزب الله الفارغة، كما استطلعوا موقع لحلح المقابل لموقع الاحتلال .

وفي المعلومات ان جولة السفراء والملحقين العسكريين قد تفيد في تأكيد جهوزية الجيش لكل المهمات المطلوبة منه، لكن مع ضرورة دعمه بما يحتاجه بعد من عتاد وسلاح، وهنا تكمن اهمية رفع الدبلوماسيين تقاريرهم الى دولهم بما يدفع الى تسريع عقد مؤتمر الجيش وتوفير احتياجاته.

ورغم كل ما يقدمه لبنان لا زال الجو الاميركي والاسرائيلي يضخ مناخات سلبية وتهديدات وحملات على الجيش اللبناني، حيث أكد مسؤول في البيت الأبيض لمراسل «شمس» أن الولايات المتحدة «تدعم  جهود إسرائيل للقضاء على التهديد الذي تُشكّله حماس وحزب الله».

 وقال المسؤول: «نظراً لفشل الجهود الدبلوماسية في نزع سلاح حزب الله في لبنان، وإذا رفض حزب الله التراجع، يُعتبر العمل العسكري ضروريًا، إذ يُشكّل خطرًا مباشرًا على إسرائيل وعلى الاستقرار الإقليمي. وأضاف أن القضية الأساسية تكمن في نفوذ إيران في المنطقة، ولن يتحقق سلام دائم في إسرائيل ولبنان وغزة إلا بتفكيك الجماعات المسلحة المدعومة من إيران».

  وفي السياق، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» الاسرائيليةعن دبلوماسيين قولهم: أن اجتماع رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو والموفد الاميركي طوم براك، أسفر عن اتفاق لمواصلة الحوار بشأن لبنان.

كما ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية: أن «الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد حزب الله، أقل من وتيرة إعادة بناء الحزب لنفسه، وأن الجيش الإسرائيلي يفهم أن الجيش اللبناني يواجه تحديات في الوصول لمخازن السلاح التابعة لحزب الله في المناطق الشيعية». وبحسب الصحيفة فإنّ «التقديرات الإسرائيلية أن حزب الله لن ينزع سلاحه، لكنه لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات اقتحام واسعة لإسرائيل». كما تضيف الصحيفة أن «الجيش الإسرائيلي يدَّعي أن حركة حماس هي الأخرى تعمل في لبنان، وتسعى لإعادة التموضع وبناء قدراتها».

ورداً على الجولة التي نظمها الجيش اللبناني على المواقع المختلفة جنوب نهر الليطاني، وقرابة الخط الازرق، وشارك فيها عدد من السفراء العرب والاجانب، أعلن الجيش الاسرائيلي رفع جهوزية في النقاط الخمس التي يحتلها في الجنوب، وأن ما يقوم به الجيش اللبناني يقتصر على المناطق المفتوحة، وليس داخل القرى..

ومع ذلك، ذكرت هيئة البث الاسرائيلية أن حزب الله قلَّص انتشاره العسكري جنوب نهر الليطاني وتم نقل الاسلحة الثقيلة والمتوسطة الى مناطق شمال نهر الليطاني.