وجهت بلدية عين إبل رسالة الى الكاردينال باولو بورجيا، سفير الكرسي الرسولي في لبنان، جاء فيها:

تحية تقدير واحترام، وبفيض من محبّة المسيح ورجاء إنجيله.

إن بلدية عين إبل، وباسم أهلها مقيمين ومغتربين، وباسم المسيحيين الصامدين على حدود الجنوب اللبناني، تتشرّف بأن ترفع إلى مقامكم الكريم هذا الطلب، راجيةً أخذه بعين الاعتبار في التحضيرات المتعلّقة بالزيارة المرتقبة لقداسة الحبر الأعظم إلى لبنان.

حضرتكم،

إن بلدة عين إبل الواقعة في أقصى الجنوب اللبناني تحمل في تاريخها البعيد والقريب رمزية روحية ووطنية عميقة. فهي من البلدات التي مرّ بها السيد المسيح له المجد أثناء تجوّله في تخوم صور وصيدا، فصارت شاهدةً على حضوره وجذور الإيمان في هذه الأرض. كما أنّ عين إبل دفعت عبر عشرات السنين أثمانًا كبيرة دفاعًا عن وجودها وهويتها، وتحمّل أهلها بصمود وإيمان موجات الحروب والاعتداءات، ولا سيّما خلال الحرب الأخيرة.

ورغم كل الظروف، بقي أهل البلدة ثابتين، متجذّرين في أرضهم، متمسّكين بشهادتهم المسيحية التي لم يتخلّوا عنها رغم قسوة الأيام، مؤمنين بأن وجودهم في هذه المنطقة الحدودية هو رسالة ورسالة مقدّسة.

إنّ عين إبل تشهد اليوم نهضة روحية فريدة مع اقتراب انتهاء مشروع بناء أعلى برج مُكرَّس للسيدة العذراء في الشرق – برج أمّ النور، الذي بات في مراحله الأخيرة. إنّ بركة قداسة الحبر الأعظم لهذا المقام ستمنحه عظمة روحية إضافية، وتجعله منارة إيمان ورجاء لأبناء المنطقة ولجميع الزائرين.

كما أن زيارة الحبر الأعظم لعين إبل، في هذا التوقيت تحديدًا، ستكون نعمة كبيرة لنا نحن أبناء البلدة. فهي تُثبّتنا أكثر في أرضنا، وتشدّ عزيمتنا على البقاء والصمود، وتؤكّد أنّ الكنيسة لا تنسى أبناءها الذين صانوا إيمانهم وسط الصعاب، بل تمتدّ إليهم بيد البركة والتعزية.

ومع إدراكنا الكامل أنّ برنامج الزيارة البابوية قد لا يسمح بالتوقّف في جميع المناطق، فإننا نلتمس من قداستكم — عبر سفارتكم الكريمة — أن يذكر عين إبل وسائر القرى المسيحية الجنوبية في صلواته الخاصة. فهذه القرى حملت أثقال الحروب، ودفعت ثمناً كبيراً للبقاء، وما زالت تواجه تحديات يومية كي تستمر شاهدة للمسيح في أرضها. إن ذكرًا واحدًا من قداسة البابا، أو صلاة يخصّ بها أبناء هذه المنطقة، يشكّل لنا دعماً روحيًا لا يُقدّر بثمن، حتى إن لم يكن ممكناً أن تشملنا الزيارة. فمجرد أن يتذكّرنا قداسته في صلاته يعطينا قوة ورجاءً لمتابعة رسالتنا

حضرة الكاردينال،

إننا نرفع إليكم هذا الرجاء بصدق ومحبة، راجين منكم إدراج عين إبل في جدول الزيارة البابوية المرتقبة، أو على الأقل أن تحملوا إلى قداسة البابا صوت أهل هذه الأرض الذين ينتظرون بركته بفرح كبير وقلوب مليئة بالإيمان.

وتفضّلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.

بلدية وأهالي عين إبل وبإسم المسيحيين الصامدين على الحدود.