عين الحلوة قنبلة متفجرة صاعقها خارجي وتوقيتها مريب

 السؤال المتداول بين متتبعي الوضع الامني في مخيم عين الحلوة بعد عودة الاشتباكات اليه ليس ما اذا كانت الامور باتت قابلة للانفجار الشامل والنهائي، انما حول توقيت ذلك بعدما اكملت الاطراف والمنظمات العسكرية المتواجدة فيه تعزيز مواقعها بالدشم والاسلحة المختلفة، خصوصًا بعدما سيطرت القوى الاسلامية المتطرفة بقيادة هيثم السعدي وبلال بدر على غالبية مقرات "الاونروا" في منطقة الصفصاف وحولتها الى ثكنات عسكرية اثر رفضها كل الاتصالات التي اجرتها اللجنة الوطنية اللبنانية الفلسطينية لتسليم المطلوبين الثمانية المتهمين باغتيال قائد الامن الوطني الفلسطيني في المخيم العميد ابو اشرف العمروشي واثنين من مرافقيه. وعلى الرغم من تمديد مهلة التسليم اكثر من مرة، فان الجماعات الارهابية رفضت الامر ما حمل اللجنة اخيرا على اعطاء الاوامر للقوة الفلسطينية المشتركة للانتشار والتمركز في كل المخيم وتحديدا حيث تواجد الارهابيين ما رفع من حال الاستنفار ووضع الاصبع على الزناد وادى الى ما ادى من قتال دائر منذ ايام. 

رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني هشام جابر يقول لـ "المركزية"،  ان عين الحلوة قنبلة متفجرة صاعقها خارجي وتوقيتها مريب لتحقيق مشاريع تضر بالمصلحة اللبنانية والفلسطينية. الوضع في المخيم يتدحرج حتما نحو الانفجار الشامل والنهائي لكن في غياب الجهة القادرة على الحسم، الخوف من ان يتمدد القتال الدائر منذ ايام الى خارجه خصوصا انه بدأ يطاول ثكنة الجيش المتاخمة له والمراكز العسكرية على مداخله وتخومه ما دفع الجيش اللبناني الى الرد على مصادر النيران بشكل محدود. كما ان الخوف الاكبر من اقدام المجموعات الاسلامية في صيدا والعديد من المناطق اللبنانية على التضامن مع اسلاميي الداخل الذين يتحركون وفق اجندة واوامر خارجية دلائلها كثيرة منها ثمن القذائف التي يطلقونها والتي يبلغ سعر الواحدة منها الاف الدولارات، عدا تقاضي العنصر الواحد قرابة الالف وخمسماية دولار شهريا اضافة الى ان تحركهم على الارض غالبا ما يتزامن مع وصول موفدين على صلة بمعالجة الملف الرئاسي والسياسي ويملكون صاعق التفجير . 

وردا على سؤال توقف جابر عند تداعيات الازمة المالية وانسحابها على سائر القطاعات والمؤسسات محذرا من خطورة الامر وداعيا الى التضامن مع الجيش اللبناني ودعمه لان مسلسل الوضع في عين الحلوة قارب حلقاته الاخيرة التي تستوجب الحسم لان ما يدفعه سكان المخيم والجوار بات غير قابل للاستمرار في ظل موجات النزوح اليومية التي تترافق مع الاشتباكات المتجددة المكلفة التي  يدفع الفلسطينيون واللبنانيون ثمنها من ارواحهم ومالهم في ظل هذا الظرف العصيب حيث لا يجد فيه الانسان ما يسد جوعه.