عين قانا في العتمة.. الأهالي والبلدية ينتفضون

دفعت أزمة الكهرباء القاسية في بلدة عين قانا أعضاء البلدية نحو الاستقالة، في خطوة لافتة، بعدما صار من الصعب إيجاد مخرج لها.

منذ أسبوع تقريباً وعين قانا وكل القرى التي تتغذّى من الخط رقم 3 الآتي من المعامل الكهرومائية التابعة لمصلحة الليطاني، تعيش في العتمة، وتواجه شحّاً حادّاً في المياه. فهذه القرى غير مربوطة بشبكة مولّدات كهربائية ولا توجد طاقة تغذّي الآبار، ما دفع بأهالي عين قانا للاعتصام في ساحة البلدة، في خطوة اعتبروها تحذيرية، فالخطوات التصعيدية ستكون سمة البلدات التي تتغذّى من الخط رقم 3، ولو أدّى الأمر إلى عصيان وقطع طرقات، على ما أشاروا إليه في تحركهم.

قبل سنة تقريباً، بدأت الأزمة مع الخط رقم 3، بعد تقنين للتيار الكهربائي، وخفض التغذية من 24 إلى 18 ساعة، وقتها اعترض الأهالي، وطالبوا بإعادتهم إلى الخط رقم 1 الذي تتغذّى منه جباع وعين بوسوار.

وقبل أسبوعين، انفجرت الأزمة مجدّداً مع دخول القرى في العتمة وانقطاع المياه عن البلدة نهائياً، وهو أمر عدّه الأهالي «إجراماً في حقّهم»، ما دفع بهم نحو الاعتصام ورفع الصوت على ما قال عبد ملّاح، داعياً إلى «مواجهة انقطاع التيار الكهربائي، وقد بات يؤثر على حياتنا»، لافتاً إلى أنه «جرى سحب الكهرباء نحو بعض قرى الشوف وشرق صيدا، وتحديداً القرى السياحية، وحرمت منها القرى الفقيرة».

لم يهضم أبناء عين قانا هذه «المصيبة»، وصفوها بأنها «الكارثة الكبرى»، وقد حلّت عليهم في عزّ الحرّ، حاولوا عبر التحرك إيصال صوتهم للمعنيين كافة، ودعوا الأحزاب إلى القيام بدورها «انتخبناكم لتخدمونا، وليس لتتركونا للمعاناة. قالها المحتجّون، ووجدوا في خطوة استقالة البلدية رسالة قاسية وورقة ضغط في وجه المعنيين، والأحزاب معاً.

مختار البلدة علي رزق أكد عدم السكوت عن الحق ورفض العيش في الذل، «فنحن الذين نرفع شعار هيهات منّا الذلّة، لن نسمح بذلنا ونطالب بإعادتنا إلى الخط رقم واحد، لا يمكن أن نرى جباع مشعّة بالكهرباء ونحن على العتمة، إما تنعم كل القرى بالكهرباء أو لا كهرباء للجميع».

مصادر في بلدية عين قانا قالت: «إن خطوة الاستقالة جاءت بمثابة ورقة ضغط في وجه الأحزاب لتتحمل مسؤوليتها، لا يعقل أن تعاني 20 ألف نسمة، استنفدنا كل مقوماتنا، بتنا عاجزين عن تأمين أي شيء، وجاءت أزمة الكهرباء ومعها المياه لتفجّر الوضع، فالبلدة بلا كهرباء منذ 3 أسابيع بعدما سحبت نحو الشوف وسبلين وشرق صيدا. والبلدة غير مجهّزة لمواجهة الأزمة، وآبار المياه معطلة في انتظار الكهرباء. كان هناك وعد بالحصول على 10 ساعات تغذية مع اعتماد نظام تقنين داخلي تلتزمه شركة الكهرباء، ولكنهم نقضوه». «تقع الأزمة اليوم على الخط رَقَم 3 الأكثر ضغطاً»، يقول رئيس مصلحة مياه الليطاني الدكتور سامي علوية، و»المشكلة في الحمولة الزائدة عليه، فبات لا يحتمل هذا الضغط، فتنقطع الكهرباء، والقرى المربوطة به خارج محطة الأولي، خرجت من الخدمة».

يقرّ أنّ «المشكلة مزمنة، وبدأت قبل اسبوع مع برقية كهرباء لبنان التي طلبت توزيع الإنتاج على البلدات المستفيدة من محطات الليطاني، بما أننا ننتج 37 ميغاواط، وهذه الخطوة تبدو إمّا لحض الأهالي على دفع الفواتير التي امتنعوا عن دفعها، وإمّا لتأمين الكهرباء لمناطق أخرى. أياً يكن الأمر، انعكست هذه الخطوة على تغذية المناطق من خط جزين وإقليم التفاح، راشيا والبقاع الغربي وبدأت صرخة الناس تعلو».

ووفق علوية فإنّ «37 ميغاواط كانت تكفي، وتزيد، ولكن هناك عملية تسيّب وسرقة وعدم وجود عدادات وكثافة سكانية ونزوح، ما أدّى إلى زيادة الاستهلاك أكثر من 50 في المئة، في وقت كانت تكفي المنطقة 25 ميغاواط فقط». ومن وجهة نظره، لا يمكن رفع الإنتاج فحينئذ لا تكفي المياه 60 يوماً، إذ أحتاج يومياً مليون متر مكعب من المياه، وهو أمر غير وارد».

ويضيف علوية: «كان هناك اتفاق مع شركة الكهرباء وشركة مراد يقضي بتقنين التيار الكهربائي، ولكن عدم الاتفاق داخل كهرباء لبنان أدى إلى الأزمة الحالية. لا يمكن معاقبة الناس على هذا النحو، وفي الوقت عينه لا يمكن للناس المطالبة بـ20 ساعة تغذية ولا تدفع الفواتير».

وعصراً قطع أهالي عين قانا وكفرحتى والقرى التي تتغذى من الخط رقم 3، طريق عين المير- جزين، في خطوة تحذيرية، ووعدوا بالتصعيد ما لم يتواجد حل للأزمة.