المصدر: النهار
الأحد 12 تشرين الأول 2025 07:23:28
لم يكن حجم الخسائر الفادحة الذي خلفته الغارات الإسرائيلية الحارقة والصاعقة على المصيلح وحده العامل الصادم في هذا التطور الخطير بل أيضا في كونه الغارات الأوسع على لبنان منذ اتفاق ٢٧ تشرين الثاني من جهة وفي استهدافاته السياسية والميدانية من المقلب الإقليمي واللبناني. اذ ان تدمير عدد هائل من الآليات في قطاع البناء بدا ترجمة لرسالة إسرائيلية مكشوفة بمنع البناء وإعادة الإعمار على نطاق واسع يتجاوز جنوب الليطاني وهذا امر بالغ الخطورة في دلالاته. كما ان توقيت الغارات الأوسع والأعنف وسط الاستعدادات لتظاهرة ديبلوماسية عالمية ستحصل في شرم الشيخ مطلع الأسبوع احتفاء ببدء تنفيذ اتفاق غزة شكل الهدف الذي يفترض ان يقلق لبنان إلى حدود قصوى أيضا. ما استقرأه معظم المراقبين والمعنيين من الفجر الحارق في المصيلح ان إسرائيل أبلغت لبنان مباشرة عزل أي تأثيرات إيجابية لاتفاق غزة عن الوضع في لبنان بمعنى ترك الميدان اللبناني مفتوحا أمامها ما دام سحب السلاح تماما ونهائيا من حزب الله لم ينجز ولن ينجز قريبا. الأمر الذي يضع لبنان مجددا امام اختبار شديد الحرج والدقة والخطورة ولن تكفيه قطعا مظاهر التضامن وبيانات الاستنكار ما دام المأزق يشتد ميدانيا وسياسيا.