فتور في العلاقة مع روسيا والطيران الى بيروت متوقف... هل يشارك عون في القمة؟

تكتسب العلاقة اللبنانية - الروسية أهمية تاريخية، إلا أنها في هذه المرحلة تشهد فتورا واضحا. فما سرّ عدم التواصل أو الزيارات من مسؤولين روس لبيروت والعكس؟ والبعض يذكر أن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عندما كان قائداً للجيش لم يزر موسكو، بينما زار واشنطن مرارا، الأمر الذي ترك استياء عند الروس.

هم يتفهمون أن الجيش اللبناني سلاحه أميركي، وربما هناك اعتبارات لقائد الجيش تملي عليه هذه الخصوصية، إنما في المرحلة الراهنة بعد انتخابه رئيساً، كان يتوقع أن يأتي نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى بيروت، وقد أسرّ لأحد أصدقائه اللبنانيين إنه لم يزر بيروت قبل انتخاب رئيس الجمهورية كي لا يقال إن روسيا تتدخل، وانتخب الرئيس ولم يأت أي مسؤول روسي لزيارة لبنان، ما يعني أن ثمة فتورا لجملة اعتبارات.

الخبير في الشؤون الروسية زياد منصور قال لـــ"النهار" إن "القمة الروسية - العربية تعزز العلاقات بين موسكو والعواصم العربية في كل المجالات".

أما في موضوع زيارة الوفد الروسي برئاسة السفير الكسندر روداكوف لقصر بعبدا وتوجيه دعوة لحضور هذه القمة، فيرد منصور بأنه "كان هناك ترحيب حارّ من رئيس الجمهورية بالوفد الروسي، وسلّمه السفير روداكوف الرسالة ونقل إليه تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تمنى عليه المشاركة في هذه القمة، باعتبار أن ثمة علاقات قوية بين البلدين، وللبنان دور مهم في الشرق الأوسط وتأثير فاعل في كل ما يجري في المنطقة، ورد الرئيس عون بإعرابه عن رغبته في المشاركة، ولكن وفق ما رشح من الوفد الروسي، فقد لا تكون على المستوى الرئاسي، وربما يقتصر التمثيل على وزير الخارجية أو الاقتصاد أو وفد وزاري، وسننتظر حتى منتصف الشهر الحالي، إذ ثمة تطورات كثيرة في المنطقة وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه".

وأشار إلى "توجه لرفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين، ولا سيما أن لبنان يستورد الحديد والخشب وسلعا أخرى، وما يهمّ الروس أن لبنان لم يصوّت في القرارات الدولية بما يضر موسكو في إطار الحرب الروسية - الأوكرانية، وبالتالي لا انعكاسات سلبية على هذا المسار وخصوصاً بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران. فالموقف اللبناني كان واضحاً ولم يسئ إلى الدور الروسي على الإطلاق من خلال ما قامت به موسكو من مساعٍ لوقف الحرب".

أما عن الفتور الذي يعتري هذه العلاقات، فقال منصور "إن العلاقة جيدة، لكن الروس طلبوا المزيد لتعزيزها والقيام بمبادرات أخرى، ولا سيما أن الطيران الروسي رحلاته متوقفة إلى بيروت، وذلك مرتبط بموضوع تزويد الطائرات المحروقات وبأمور أخرى، خصوصاً أن ذلك يؤثر على العائلات اللبنانية والطلاب الذين يدرسون في الجامعات الروسية، ناهيك بعلاقات القربى والروابط الاجتماعية، وهذا ما يجب النظر إليه لما له من تأثيرات سلبية على مستوى العلاقة، وندرك أن لبنان توجهاته غربا، وتحديداً مع الولايات المتحدة الأميركية، لذلك أرى أن الرئيس اللبناني قد لا يشارك في القمة، وهذا موقفي الشخصي، وقد يكلّف أحد الوزراء، إنما حتى الساعة الأمور ثمة تريث في انتظار ما قد يحصل من تحولات في المنطقة".

وختم بأن "لبنان ينتظر حجم المشاركة العربية ليحدد خياراته السياسية، وليس هناك أي ضغوط أميركية على الإطلاق، وخصوصاً أن ثمة مفاوضات بين واشنطن وموسكو قطعت أشواطا متقدمة، ناهيك بمعلومات خاصة تفيد أن الاتصال الذي جرى منذ يومين بين الرئيس الروسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد قطيعة طويلة، كان صريحاً جداً وتناول سلاح "حزب الله" والوضع اللبناني، لذلك ننتظر هذه التحولات لنبني عليها على صعيد المشاركة والعلاقة الروسية-اللبنانية بشكل عام".