المصدر: النهار
الكاتب: سمير تويني
الجمعة 28 تشرين الثاني 2025 15:44:34
تشهد الساحة اللبنانية العديد من التحركات الدبلوماسية لدرء أخطار اشتعال حرب بين لبنان وإسرائيل وباريس من الدول التي تسعى من خلال اتصالاتها بالأطراف الدولية والاقليمية إلى منع التصعيد العسكري الذي تشهده الساحة اللبنانية. وفي هذا السياق عرض الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية باسكال كونفافرو الموقف الفرنسي الرسمي من التطورات التي تشهدها الساحة اللبنانية خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي.
وفي سياق الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لنظيره الفرنسي جان نويل بارو نهار الاربعاء الماضي استعرض الطرفان آخر المستجدات على الساحة اللبنانية واوضح كونفافرو أن "الملف اللبناني شكل جزءاً من المناقشات وكانت بالفعل مناقشة معمقة جدا من حيث الجوهر". وأشار إلى أن مسألة نزع سلاح "حزب الله" "طرحت ضمن الشق المتعلق بالقضايا الاقليمية". وتابع": "كما تعلمون فاننا نرى انه في اطار وقف اطلاق النار الصادر في 27 تشرين الثاني- نوفمبر 2024 ينبغي ان يتم نزع سلاح حزب الله، وان تتمكن القوات المسلحة اللبنانية من الانتشار جنوبا وفرض السيادة الكاملة للدولة اللبنانية في جنوب البلاد".
اما بالنسبة الى اعتبار فرنسا ان وتيرة ونوعية عمليات الجيش اللبناني في جنوب لبنان ضد "حزب الله"مرضية بالنسبة الى باريس؟ يقول الناطق "ان باريس منذ البداية الي جانب اللبنانيين من اجل تعزيز القوات المسلحة اللبنانية حتى تتمكن من فرض السيادة وذلك في اطار قرار الحكومة الصادر في 5 أيلول- سبتمبر الماضي ليتمكن الجيش من التقدم جنوبا بشكل اكبر."
وحول بادرة حسن النية اي انسحاب اسرائيل من احدى النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان يشير "لقد دعونا اسرائيل، وهذا ما نؤكد عليه عندما نناقش هذه الملفات مع شركائنا الاقليميين او في المحافل الدولية، الى الانسحاب من النقاط الخمس التي ما زالت تحتلها في جنوب لبنان وذلك لضمان التطبيق الكامل لوقف اطلاق النار الصادر في 27 تشرين الثاني- نوفمبر 2024".
واضاف الناطق "على الصعيد الامني والمؤسسي اطلق لبنان مؤخرا خطة لاعادة احتكار الدولة للسلاح، وهذا ما ندعمه ونسعى لتشجيعه بالتعاون مع شركائنا السعوديين والاميركيين. ونقدم اقصى دعم ممكن للقوات المسلحة اللبنانية في هذه الظروف التي تعد صعبة جدا على الارض." وفي هذا السياق عبر "عن قلق فرنسي من الغارات الاسرائيلية وادانها لانها تؤدي الى قتل المدنيين في الجنوب".
اما بالنسبة الى تقدير باريس للوضع الميداني والمخاوف من اشتعال حرب جديدة بين الحزب واسرائيل؟ وهل تعتبر باريس ان مستوى التهديد وصل الى هذا الحد؟ وهل سيصمد وقف اطلاق النار؟ أجاب الناطق: "نحن قلقون بشأن الوضع الميداني ونرغب في بذل كل ما هو ممكن لضمان صمود وقف اطلاق النار." وتابع في هذا السياق تحققت بعض التقدمات رغم استمرار التحديات ومنها وفرت الية المراقبة اطارا لتجنب التصعيد، وكانت هناك عودة للقوات المسلحة اللبنانية الى بعض المواقع في الجنوب، بالطبع ليس بالكامل لكن حصل ذلك بنسبة معينة، وجرى تفكيك بعض المواقع الغير مصرح بها، والتزم لبنان باعادة احتكار الدولة للسلاح." وتابع "لكن التحديات لا تزال قائمة فالوضع هش للغاية والالية ما تزال ترصد انتهاكات متكررة لوقف اطلاق النار والجيش الاسرائيلي ما يزال يحتل النقاط داخل الاراضي اللبنانية".
واضاف: "لذلك تدعو فرنسا الى احترام صارم للاتفاق وتنفيذ كامل للالتزامات من جانب جميع الاطراف، وتعزيز دور القوات المسلحة اللبنانية في التقدم جنوبا ، والعمل على ترسيخ وقف اطلاق النار، ليشكل ركيزة لدعم اعادة بناء الاقتصاد.اللبناني وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية.
أما بالنسبة الى الغارات الاسرائيلية اليومية على قرى الجنوب واعلان الرئيس اللبناني جوزف عون ان الاحتلال الاسرائيلي لخمسة نقاط في جنوب لبنان والاعمال العدائية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي يمنع الجيش اللبناني من الانتشار في كامل الجنوب؟ اجاب " فيما يتعلق بالغارات اننا ندين جميع الضربات التي تؤدي الى مقتل المدنيين، وندعو اسرائيل الى الانسحاب من النقاط الخمس. نحن قلقون من تصاعد الغارات الاسرائيلية على لبنان والتي تتعارض مع وقف اطلاق النار الصادر في 27 نوفمبر 2024. لذلك ندعو جميع الاطراف الى احترام وقف اطلاق النار.
اما حول المؤتمر المفترض عقده في الرياض لدعم الجيش اللبناني وهل تم تحديد موعد له؟ قال: "هذا بالفعل جزء من المشاريع المطروحة، لدعم القوات المسلحة اللبنانية بالتعاون مع شركائنا السعوديين. لا املك تاريخا يمكنني الاعلان عنه لكننا بالفعل نعمل على التحضير لهذا المؤتمر لدعم القوات المسلحة اللبنانية. وهذا سيسمح باعادة تاكيد احتكار الدولة للسلاح خصوصا في ظل احتمال انتهاء ولاية اليونيفيل عقب تصويت مجلس الامن في اب - اغسطس الماضي".