المصدر: المدن
الثلاثاء 9 أيلول 2025 12:39:50
فُقد 5 أشخاص دروز من مدينة السويداء، على طريق دمشق- السويداء الرئيسي، وذلك في وقت تؤكد فيه السلطات السورية العودة التدريجية للحركة على هذا الطريق الواصل بين المحافظتين، وذلك بعد نحو أسبوع على إعادة تشغيله.
فقدان متزامن
وقالت شبكات إخبارية محلية في السويداء، إن الأشخاص الخمسة فقدوا بالقرب من قصر المؤتمرات في دمشق، حيث اختفت السيارة التي كانوا يستقلونها عن الأنظار، مشيرةً إلى أن هناك مخاوف من أن يكونوا قد تعرضوا للخطف أو الاحتجاز على خلفية التوتر المستمر في أعقاب ما شهدته السويداء من أحداث دامية في تموز/يوليو الماضي.
وأوضحت أن المفقودين انقطع الاتصال بهم جميعاً بشكل متزامن، ولم ترد أي معلومات عن مصيرهم، مشيرةً إلى أن جميع المفقودين من المدنيين العاملين في لبنان.
وفي 27 أب/أغسطس، أعلنت وزارة الداخلية السورية استكمال الخطوات الأخيرة لتأمين طريق دمشق السويداء، تمهيداً لفتحه أمام حركة النقل والتجارة.
عودة السيارات المدنية
والأحد، أعلنت محافظة السويداء عن عودة تدريجية لحركة مرور السيارات المدنية على طريق دمشق- السويداء، مشيرةً إلى استمرار دخول الشاحنات التجارية وصهاريج المحروقات إلى المحافظة عبر هذا الطريق.
كما أبدت استعدادها الكامل لتوفير المساعدة للطلاب كي لا تنقطع مسيرتهم التعليمية، وكذلك تعهدت بتأمين "بيئة آمنة ومهيأة تتيح للطلاب أداء امتحاناتهم بكل راحة وطمأنينة، مع مراعاة أعلى معايير الجودة والعدالة التربوية".
وفي بيان آخر للمكتب الصحافي للمحافظة، حمّل "جهات" تفاقم أزمة المحروقات في السويداء وارتفاع أسعارها، نتيجة تحكمها بالكميات الواردة واستغلال نفوذها في عمليات التوزيع.
وقال البيان إنه "من خلال المتابعة الدقيقة والمستمرة لواقع توزيع المحروقات في السويداء، تبيّن وجود خلل واضح في آلية التوزيع، ناجم عن ضعف التنظيم ووجود تجاوزات من بعض الجهات التي باتت تتحكم بالكميات المخصصة، ما أدى إلى استغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية على حساب المواطنين".
دلالات الحادثة
وتعكس حادثة اختفاء الأشخاص الخمسة، فجوة أمنية واضحة في خطوات تأمين الطريق، على الرغم من اتخاد الأمن السوري خطوات عدة في هذا الصدد، مثل إقامة عدد من الحواجز في مناطق عشائر البدو مثل خربة الورد وخربة الشياب ونقاط أخرى.
وقال مصدر من السويداء لـ"المدن"، إنه بالرغم من إعلان فتح الطريق وكذلك إعلان "سلطات دمشق" العودة التدريجية للحركة، إلا أن الحركة لاتزال في حدودها الدنيا، بسبب الخوف من الخطف أو الاعتقال على الطريق من قبل أبناء السويداء.
وأضاف أن الطريق لم يسلكه منذ افتتاحه إلا أشخاص معدودون، لأسباب قاهرة، مثل الحالات المرضية والتوجه للعمل في لبنان، مؤكدةً أن هناك عزوف واضح عن استخدامه في الوقت الحالي، بسبب "الضبابية" في الإجراءات الأمنية.
كما أكد أن الحركة التجارية في حدودها الدنيا بما يشمل حركة شاحنات نقل المحروقات التابعة للحكومة السورية، ما تسبب بارتفاع أسعار المحروقات بشكل جنوني، موضحاً أن سعر ليتر البنزين وصلت لـ80 ألف ليرة سورية (نحو 8 دولارات)، في حين سعره خارج المحافظة نحو دولار وربع. وأشار إلى أن ذلك هو السبب الرئيس بالارتفاع، وليس كما روجت المحافظة.
وشهدت السويداء جنوب سوريا، أحداثاً دامية في 13 تموز/ يوليو، بين الدروز وعشائر البدو مدعومين من بعض الفصائل الموالية للحكومة، تدخلت على إثرها القوات السورية بصفتها قوات فض اشتباكات، قبل أن تدخل إسرائيل على خط المواجهات، وتقصف القوات السورية ومحيط القصر الرئاسي السوري ومبنى قيادة هيئة الأركان في دمشق. وأدى ذلك إلى سقوط أكثر من ألف و500 قتيل، من جميع الأطراف، معظمهم مدنيون.
ارسلان يستغرب
وكتب رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان عبر حسابه على منصّة "إكس": "في ظلّ هذا الجو المحيط بالمنطقة بأسرها من توترات ومؤامرات لا تمتّ إلى الاستقرار بصلة، نستغرب هذا الصمت، إذا لم نقل أكثر، تجاه جريمة اختطاف النساء من الدروز في جبل العرب على أيدي التكفيريين، الذين لا يمكن أن تكون لهم أي صلة بدين أو مذهب، إذ من يخطف النساء ويقتل الأطفال والشيوخ لا يُصنَّف إلا في خانة الإرهابيين البرابرة القتلة".
واضاف:"من موقعنا المسؤول، لا يمكن أن نسكت عن هذا الإجرام الموصوف، ونحمّل كامل المسؤولية عن هذا الفلتان والتقاعس، بل التورط، لذلك الذي يدّعي لنفسه التغيير والحكم في سوريا".
وطالب" الهيئات الأممية، وفي طليعتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والدول العربية الشقيقة، بتحمّل مسؤولياتها تجاه حقوق الإنسان، واتخاذ خطوات حازمة وجريئة بحقّ مرتكبي هذه الجرائم الوحشية التي طالت إخواننا في جبل العرب، والتي تطال مختلف مكوّنات الشعب السوري الشقيق والبريء من هذه الأفعال البربرية".
وختم :"إنّ هذه الوحشية لا يمكن أن تمتّ إلى سوريا الحقيقية، سوريا التاريخ العريق والحضارة المتقدمة، سوريا نموذج العيش الواحد بين جميع مكوّناتها من طوائف ومذاهب وأعراق".