في المتن.. بعد سنتين على سرقة سيارته ورده اتصال صادم!

في حال استيقظت من سباتك العميق ووجدت سيارة العمر قد تبخرت فلا داعي للهلع فهذا امر اكثر من اعتيادي في لبناننا، ولكن ان تجدها بعد سنتين وتكتشف ما حمله غيابها من مفاجآت فهذا امر يستحق الوقوف عنده والتنبيه من خطورته وتداعياته.

في العام ٢٠١٨، سُرقت سيارة من نوع "بي ام دبليو" لإحدى العائلات من محلة نهر الموت، يومها اختفت السيارة بسحر ساحر كغيرها من السيارات التي كانت تُسرق في تلك الفترة.

ففي ليل السابع عشر من شهر كانون الأول من ذاك العام وتحديدًا في تمام الساعة العاشرة والنصف الا خمس دقائق، وثّقت احدى كاميرات المراقبة الموضوعة عملية السرقة بتفاصيلها ،والتي تظهر مرور دراجة نارية على متنها شخصان لاكثر من ٣ مرات لمراقبة المكان والتأكد من خلوه من الناس قبل تنفيذ المخطط.

وفقًا للكاميرا، توقفت الدراجة على مقربة من السيارة المركونة ليترجل شاب منها تحت المطر ويقترب من نافذة السيارة، فيما اشعل الثاني مصابيح الدراجة حتى تصبح الرؤية في عتمة الليل متاحة، وحينها تمكن الشاب من فتح الباب وتشغيل محركها وسرقتها.

يوم، شهر، ثلاثة وحتى سنتين ولا خبر يُذكر عن السيارة، الى أن وقعت المفاجأة، اذ تلقت العائلة اتصالاً منذ أيام قليلة، من قبل احد الاشخاص الراغبين بشراء السيارة المسروقة!

العائلة ذهلها الاتصال، فالسيارة سُرقت من سنتين عن اي بيع يتحدث؟ وبعد أخذ وردّ تبين ان السيارة وفقًا للمتصل مركونة في منطقة "المنصورية - المتن" منذ مدة طويلة، وبعد رؤيته لها مرارًا قرّر الوصول إلى اصحابها بغية شرائها بحسب التفاصيل التي رَوَتْها العائلة لموقع رادار سكوب.

هذا الاتصال دفع بنجل العائلة للتوجه إلى المنصورية ليتأكد من صحة هذا الكلام، وبالفعل تبين أنّ السيارة مركونة في أحد الشوارع منذ اكثر من سنة ونصف وفقًا لرواية احد سكان المنطقة هناك والذي أكد في سياق حديثه امام العائلة والاجهزة الامنية ابلاغه شرطة البلدية عن حالة السيارة المثير للريبة حوالى الاربع مرات دون اي نتيجة تُذكر او تحرك من قبل الاخيرة بحسب الراوي.

اما اكثر ما هو مضحك ومبكٍ في هذه القضية، ان السيارة التي سُرِقت من امام منزل اصحابها ووضِعت في تلك المنطقة وفي حي سكني مرموق تعرضت قطعها للسرقة مرة اخرى وهي متوقفة في مكانها ولعل ما يعزز هذه الفرضية هي تلك القفّازات والكمّامة التي عُثر عليهم بداخلها واصبحا بعهدة الامنيين.

فعلاً، في بلدنا الحبيب كل شيء وارد، سيارة تختفي لسنتين وتظهر بعدها امر بديهي، لكن حادثة كهذه تطرح علامات استفهام عديدة، لا سيما ان سبب السرقة مجهول حتى الساعة، فهل سُرقت السيارة بغية استخدامها في عمليات غير شرعية كالنشل او ترويج المخدرات أم ان الدافع كان سرقتها فتعطلت ولم تصل الى وجهتها، وهل يُعقل وجود سيارة طوال هذه الفترة الزمنية دون ان تثير ريبة احد كشرطة البلدية الناشطة والفاعلة جداً في المنطقة؟

ولسخرية القدر أن أي مواطن بحقه محضر مخالفة يصله المحضر والتبليغ الى باب منزله أينما وجد وتُطالبه دولتنا الكريمة ليلاً نهاراً وتراكم عليه ضرائب التأخير يومياً، أما جنى عمره فيُسرق "وهوي وحَظّو إذا بيرجعلو شي منو"،

فعلاً بلد العجائب!