قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي: تكثيف الهجمات على لبنان

وَضَعَ "المجلسُ الوزاريُّ الأمنيُّ المصغَّر" في إسرائيل الملفَّ اللُّبنانيَّ، بشِقَّيه العسكريّ والسّياسيّ، على طاولة البحث، مع اتّجاهٍ إلى بثِّ أجواءِ التّصعيد وتوسيعِ "بنكِ الأهداف"، من دون الانزلاق إلى حربٍ مفتوحة. وأكّد مسؤولٌ عسكريٌّ إسرائيليّ أنّ "حربَ لبنانَ الثالثةَ ليست مطروحةً في الأفق القريب"، غيرَ أنّ "لا شيء يَضمَنُ استمرارَ الوضعِ الحاليّ، بما قد يُفضي إلى تدحرُجٍ نحو تطوّراتٍ مُفاجِئة".

وبحسب الخلاصة التي عُرِضَت في الجلسة، قرّر الاجتماعُ "تكثيفَ الهجماتِ على لبنانَ وتعزيزَ بنكِ الأهداف"، استنادًا إلى تقاريرَ قدّمتها هيئاتُ الأركانِ والاستخباراتِ العسكريّة و"الموساد"، ومفادُها أنّ "حزبَ الله يعملُ على تعزيزِ قدراتِه العسكريّة بسرعةٍ تفوقُ قدرةَ الدولةِ اللبنانيّة وجيشِها، ولجنةِ مراقبةِ وقفِ إطلاقِ النار، على تنفيذِ القراراتِ ذاتِ الصِّلة". وأشار مصدرٌ أمنيٌّ إلى أنّ "إسرائيلَ ليست قريبةً من حربٍ على لبنان، إنّما من تكثيفِ القصفِ والقتالِ ذي الوتيرةِ المنخفضة".

ونُقِل عن مسؤولٍ إسرائيليّ قولُه: "إذا رَدَّ حزبُ الله الآن على هجماتِنا، فليَرُدّ، أهلاً وسهلاً، فهذا سيمنحُنا الشرعيّةَ لمهاجمتِه أكثر". وأفادت المصادرُ بأنّ مسألةَ "استهدافِ بيروت" شكّلت نقطةَ خلافٍ داخل الاجتماع، بين مَن يدعو إلى جعلِها جزءًا من "بنكِ الأهداف"، ومَن يرى أنّ استهدافَها "يُعرِّضُ إلى تصعيدٍ لن يُجدي نفعًا في تحقيقِ الأهداف".

وجاء النقاشُ عَقِبَ تقريرٍ استخباراتيٍّ أشار إلى أنّ "حزبَ الله يتّجهُ إلى تطويرِ وسائلَ قتاليّةٍ في بيروت، منها المسيَّرات"، ما يطرحُ تحدّيًا أمامَ الجيشِ الإسرائيليّ على مستوى "الوصولِ إلى هذا السِّلاح وتعطيلِه". وأضاف مصدرٌ آخر: "السؤالُ ليس هل يمنحُنا هجومُ حزبِ الله شرعيّةَ الحربِ عليه، فالهجومُ وسيلةٌ وليس هدفًا، بل كيف نصلُ إلى الهدفِ بما يَضمَنُ عدمَ خلقِ أزماتٍ أوسع".

سياسيًّا، عُرِض في الجلسةِ ملفُّ "الضّغوطِ التي تُمارسُها واشنطن على الدَّولةِ اللُّبنانيّة لنزعِ سلاحِ حزبِ الله، ومنعِ عودتِه إلى جنوبِ اللِّيطاني"، فيما أكّد قائدُ المنطقةِ الشماليّة أنّ قوّاتِه "اتّخذت كلَّ الإجراءاتِ لمنعِ عودةِ حزبِ الله إلى المنطقةِ الحدوديّة، وكثّفت مراقبةَ الحدود، وعزّزت المواقعَ العسكريّةَ التي أُقيمت مطلعَ العامِ مقابلَ كلِّ مستوطنةٍ لضمانِ أمنِها".