المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يوسف فارس
الأربعاء 3 أيلول 2025 15:55:17
المشهد الداخلي يبدو مشدودا للغاية منذ الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي توم براك للبنان بل مربكا نظرا لبقاء الأمور عالقة تماما عند بند حصرية السلاح الذي اعتبرت إسرائيل تنفيذه مدخلاً لأي خطوة او اجراء تتخذه فيما خص انسحابها من النقاط والأراضي التي تحتلها جنوبا او في ما يعود لتثبيت الحدود او اطلاق الاسرى وفقا لما جاء في القرار1701 والورقة اللبنانية – الأميركية المرتكزة اليه .
وعلى رغم تأكيد برّاك إقرار الحكومة الخطة العسكرية التي كلفت الجيش وضعها للتنفيذ والوعود التي قطعها لتزخيم المساعدات الأميركية والغربية والخليجية للجيش ولبنان ثم اعادة الاعمار ،فقد مضى حزب الله في تصعيد مواقفه. اذ بعد التهديدات التي اطلقها نوابه وامينه العام الشيخ نعيم قاسم بخوض معركة كربلائية بوجه كل من تخوله نفسه المس بسلاح المقاومة، اصدر معاونه السياسي حسين خليل بيانا حمل فيه على مواقف برّاك والوفد المرافق وعاد الى التهويل والتهديد بالفتنة وهاجم رئيس الحكومة نواف سلام، معتبرا ان ادعاء بعض المعنيين في البلد ،خصوصا من هم على رأس السلطة التنفيذية ان ما يقومون به هو تطبيق لاتفاق الطائف، هو خطأ وشبهة كبيرة وان اخوف ما نخافه هو جر البلد الى حرب أهلية جاء الطائف لوأدها بعد معاناة طويلة المّت باللبنانيين . وخلُص الى مطالبة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالعمل على ما وصفه بوضع حد للانبطاحة السياسية لقرارات الحكومة وابعاد المؤسسة الوطنية الشريفة (الجيش اللبناني) عن الفتنة الداخلية التي تهدد الامن والاستقرار .
النائب بلال الحشيمي اذ يأسف عبر "المركزية " لأن يشارك رئيس المجلس النيابي نبيه بري قيادات حزب الله في رفع السقف الخطابي والسياسي من الحكومة وموقفها بحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية وحدها، يقول ان القرار في هذا الموضوع اتخذ محلياً ودولياً . اذا كان حزب الله يتطلع اليوم لتكرار غزوة السابع من أيار مجدداً، عليه ان يدرك ان الظروف تغيرت عما كانت عليه . حتى سابقا ماذا حقق . الحكومة استمرت بالانعقاد واتخاذ القرارات وعاد الثنائي ووافق عليها . اكثر ما يستطيعه راهنا هو التظاهر والاعتصام لبضعة أيام .هناك دعم عربي ودولي ولبناني للحكومة وقرارها بتسليم السلاح اللبناني والفلسطيني. الأمور في رأيي لن تصل لإحداث فتنة داخلية او الذهاب الى مقاتلة الجيش اللبناني . داخلياً وخارجياً غير مطلوب ذلك ولن يسمح به . جل ما يريده الثنائي وتحديدا حزب الله هو حفظ ماء الوجه وتحقيق بعض المكتسبات السياسية والإدارية . لذا المطلوب منه وقف التهويل بالفتنة الداخلية وبإمكان زج الجيش فيها .
ويختم مطالباً الدولة، وخصوصا وزارة الخارجية، القيام بحملة دبلوماسية عربية واجنبية، إضافة الى الهيئات والمنظمات الأممية والدولية من اجل حمل إسرائيل على وقف اعتداءاتها على لبنان والانسحاب من الأراضي والمرتفعات المحتلة تنفيذا للقرار 1701 الذي التزم به لبنان التزاماً تاماً .