المصدر: إرم نيوز
الكاتب: محمد حامد
الجمعة 31 تشرين الأول 2025 17:20:59
وصف خبراء طلب الرئيس اللبناني جوزيف عون من الجيش التصدي لأي توغّل إسرائيلي، بأنه "قرار مصيري" ورسالة واضحة، بعد ارتكاب إسرائيل 5 آلاف اختراق لاتفاق الهدنة.
وأوضح الخبراء، أن الرسالة مفادها، أن "لبنان لن يبقى صامتًا بعد اليوم أمام الاعتداءات الإسرائيلية، وسيدافع عن نفسه بكل الأدوات المتاحة".
وكان عون طلب، خلال استقباله قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل في قصر بعبدا، التصدي لأي توغّل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية، دفاعًا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين، وفق وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "موقف رئيس الجمهورية، ينقل لبنان إلى مرحلة التصدي، بما يتوافق مع الدستور اللبناني والعقيدة القتالية للجيش".
وتزامن ذلك مع دعوات أطلقها حزب الله لدعم الجيش اللبناني بكل الإمكانات لتعزيز قدراته الدفاعية.
5 آلاف خرق
وقال الخبير العسكري اللبناني العميد منير شحادة، إن "إسرائيل تمادت في غطرستها وعربدتها، ليس فقط في لبنان بل في المنطقة بأكملها، إلا أن ما يحدث في لبنان منذ 27 تشرين الثاني/أكتوبر من العام الماضي حتى اليوم تجاوز كل الحدود".
وأوضح، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 5 آلاف مرة، وواصلت تنفيذ الاعتداءات والاغتيالات وتدمير البنى المدنية في القرى الأمامية حتى سُويت بالأرض".
وأضاف شحادة، الذي كان يشغل منصب منسق الحكومة اللبنانية مع قوات "اليونيفيل"، أن "إسرائيل واصلت استهداف كل ما يوحي بوجود نية لإعادة الإعمار، فقامت بقصف الآلات الهندسية ومعامل الإسمنت، في إشارة واضحة إلى أنها لا تريد السماح بإعادة الإعمار، لتتجاوز لاحقًا بتسلل مجموعة من جنودها إلى بلدة بليدا واقتحام مبنى البلدية واغتيال أحد الموظفين هناك".
وتابع أن "هذا الحادث جعل الأمور غير قابلة للسكوت، ما دفع رئيس الجمهورية إلى الطلب من قائد الجيش اللبناني التصدي للاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما كان يجب أن يحدث منذ البداية".
وبيّن شحادة، أنه "رغم إدراك الجميع للفارق في مستوى التجهيزات بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، فإن اتخاذ الرئيس جوزيف عون هذا القرار المصيري في هذه المرحلة يُعد رسالة واضحة لإسرائيل والدول الراعية للاتفاق بأن لبنان لن يبقى صامتًا بعد اليوم، وسيدافع عن نفسه بكل الأدوات المتاحة".
مرحلة التصدي
من جانبه، رأى رئيس مركز "الشرق الأوسط" للدراسات العميد الركن المتقاعد هشام جابر، أن "موقف الرئيس جوزيف عون طبيعي ومنتظر بعد كل ما عاناه لبنان من العدو الإسرائيلي، الذي لم يتوقف منذ عام عن الاعتداء يوميًّا على الأراضي اللبنانية".
وبيّن جابر، لـ"إرم نيوز"، أن "رئيس الجمهورية أعلن بوضوح، وباسم الشعب اللبناني، أنه يريد السلام، لكنه في الوقت نفسه يريد وقتًا كافيًا لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة ووقف عدوانها وإعادة الأسرى"، مؤكدًا أن لبنان مستعد لمعالجة قضية السلاح عبر التفاهم مع الأطراف المعنية، ومن بينها حزب الله، على أن يُحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وشدّد جابر، على أن "ذلك لا يمكن أن يتم تحت الإرهاب أو التهديد أو الترهيب، ولذلك جاء هذا الموقف من رئيس الجمهورية لينقل لبنان إلى مرحلة التصدي، وهو أمر ليس جديدًا، بل ثابت في الدستور اللبناني والعقيدة القتالية للجيش اللبناني".
وأشار إلى أنه "في عهد الرئيس الأسبق إميل لحود، أصدر الأخير أمرًا للجيش اللبناني بالتصدي لأي إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي بالأسلحة الممكنة"، معتبرًا أن موقف الرئيس الحالي يُعد طبيعيًّا ووطنيًّا ومتقدمًا.
حسابات خاصة
بدوره، يرى السياسي اللبناني والمنسق العام لحزب "النجادة" عدنان الحكيم، أنه من "الطبيعي أن يعمل رئيس الجمهورية على دعم الجيش وطلبِ التصدي لأي اعتداءات يقوم بها العدو الإسرائيلي".
ويؤكد الحكيم، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش من المفترض أن يكون على أهبة الاستعداد لأي عملية داخل الأراضي اللبنانية".
وأوضح أن "التوغّل البري له حسابات خاصة بالنسبة لرئيس الجمهورية في المقام الأول".