المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
الكاتب: أميمة شمس الدين
الجمعة 19 كانون الاول 2025 10:52:48
لأن الشعب اللبناني مقاوم ويحب الحياة ويليق به الفرح، عادت بهجة الأعياد إلى كل المناطق اللبنانية بعد أعوام قاتمة مزّقتها الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي لم تنتهِ كلياً لكن بدأت تسلك طريقها إلى الحل مع عهد جديد برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحكومة جديدة برئاسة القاضي نواف سلام انطلقت بورشة الإصلاحات.
الحرب لم تنته بعد فالضربات الإسرائيلية مستمرة على الجنوب والبقاع لكن لأن إرادة الحياة تقوى على إرادة الموت، ولأن الميلاد له معانِ كبيرة بالمحبة والعطاء والفرح لبس لبنان ثوب العيد وعمت الاحتفالات المناطق علّ إنارة شجرة العيد تنذر بمرحلة جديدة مليئة بالأمن والأمان والاستقرار.
و لأن أسواق بيروت هي قلبها النابض أقيم احتفال إعادة إطلاق "أسواق بيروت"، الواجهة الاقتصادية الأهم في بيروت برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون وحضورهما وحضور سياسي وديبلوماسي واقتصادي وفني وإعلامي كبير لتكون مكانًا يجمع متعة التسوق وواجهة سياحية هامة تتميز بالاستقبال الرائع وكرم الضيافة.
وكان الرئيس سلام اعتبر أن "افتتاح أسواق بيروت يتجاوز المناسبة التجارية إلى حدثٍ يحمل دلالاتٍ وطنيةً وثقافيةً عميقة، "فإعادة الحياة الى أسواق بيروت ليست مجرّد عودةٍ إلى النشاط الاقتصادي، بل هي استعادةٌ لنبض العاصمة، ولروحها التي قاومت عبر العقود كلّ الصعاب وانتصرت. لقد عرفت هذه الأسواق، كما وسط بيروت كلّه، الكثير من المحن. كانت ساحةً للحرب، ثم رمزًا لنهضة ما بعد الحرب، قبل أن تصيبها مجددًا الأزمات والتحديات التي مرّ بها لبنان. واليوم، حين نراها تنبض بالحياة من جديد، نقرأ فيها قدرة بيروت على النهوض، وعلى تحويل الصعاب إلى طاقةٍ للتجدّد، وسط بيروت ليس فقط قلب العاصمة، بل هو مرآة الوطن. كلّما ازدهر عمرانًا وثقافةً واقتصادًا، ازدهر لبنان معه. وكلّما خفتت حركته، تراجع معه نبض البلاد".
وفي حديث إلى "الوكالة الوطنية للإعلام" تطرق المدير العام لأسواق بيروت أديب النقيب عن التحضيرات للأعياد في الأسواق والحركة ونسبة الإقبال وهل هناك سياح ومغتربون وهل هناك مؤسسات جديدة ستفتح في فترة الأعياد وفي مطلع 2026 وماذا عن الأسعار وهل تناسب مختلف الطبقات؟.
وقال النقيب:"إلى جانب الزينة والأجواء الميلادية، تمّ وضع مجسّمات كرتونية ميلادية مميّزة، وللمرّة الأولى في لبنان، تقدّم عروضًا موسيقية حيّة تضفي حركة وفرحًا في مختلف أرجاء السوق. كما تتضمّن البرنامج مجموعة من الفعاليات الترفيهية، والنشاطات المجانية، والعروض المباشرة التي تمنح الزوّار لحظات تفاعلية ممتعة طوال الموسم، بالإضافة إلى ذلك، بيت "سانتا" الذي يتيح للعائلات تجربة جميلة وفريدة من نوعها، تضيف إلى زيارتهم طابعًا خاصًا، وتعرّف الأطفال على "سانتا كلوز"، حيث يستمتعون بلقائه والتقاط الصور التذكارية معه والهدف من المبادرات كان ولا يزال تقديم مساحة تحتضن الناس وتعيد إليهم أجواء العيد كما يحبّونها".
وبالنسبة إلى الحركة في الأسواق ونسبة الإقبال والسياح والمغتربين، لفت إلى أن "الحركة التجارية في Beirut Souks هذه السنة نشطة جدا فاقت التوقعات، ويتجلّى ذلك من خلال الازدحام اليومي وارتفاع حجم المبيعات بشكل ملحوظ، ولا سيّما خلال عطلات نهاية الأسبوع. وقد عاد الناس إلى المكان الذي لطالما جمعهم، إلى جانب حضور واضح للمقيمين والسياح والمغتربين، ما أعاد الحيوية إلى الشوارع والمتاجر وأسهم في استعادة الدور التجاري والسياحي إلى وسط العاصمة".
وافت إلى أنه "مع دخول موسم الأعياد، نحن متفائلون جدًا بموسم تجاري استثنائي، إذ إنّ الفعاليات والأنشطة التي يتمّ التحضير لها ستضفي طابعًا خاصًا ومميّزًا على تجربة روّاد السوق، بالاضافة إلى مبادرات التجّار الذين يعملون على تقديم عروض مخصّصة للموسم تراعي مختلف الأذواق والميزانيات، وتشير جميع المؤشرات الحالية إلى أنّنا مقبلون على واحد من أفضل المواسم في الأعوام الأخيرة، مع حركة تفوق ما شهدناه في العام الماضي".
وكشف النقيب أن "أسواق بيروت تضم اليوم نحو 150 علامة تجارية محلية وعالمية موزّعة على مختلف القطاعات، تشمل المطاعم والمقاهي، الأزياء، المجوهرات، التجميل، الخدمات والترفيه، ومن المتوقّع أن يشهد هذا العدد ارتفاعًا تدريجيًا خلال الفترة المقبلة، إذ سيتم خلال الشهر الحالي، كانون الأوّل، افتتاح ثلاثة محال جديدة، بالإضافة إلى عدد من المتاجر والمقاهي التي هي حاليًا في مرحلة التحضير للافتتاح خلال فترة الأعياد ومطلع العام المقبل. كما نتلقّى بشكل مستمر استفسارات من علامات محلية وعالمية، ما يعكس الثقة المتزايدة بالموقع وبالحركة الناشطة التي يشهدها الوسط التجاري".
ولفت إلى أن "تنوّع المحال في أسواق بيروت يعكس رؤية تقوم على خلق بيئة متوازنة ومتكاملة تراعي مختلف الميزانيات والأذواق، حيث يمكن للزوّار الاستمتاع بالمكان والمشاركة في النشاطات والفعاليات مجّانًا ويساهم هذا التنوع في استقطاب شرائح واسعة من الزوّار، ويجعل من الأسواق وجهة تسوّق وترفيه مفتوحة ومتاحة للجميع ومن مختلف المناطق".
إعادة النبض إلى قلب بيروت والتنافس بين البلدات في إضاءة شجرة الميلاد والزينة التي أنارت الشوارع، أدخلت البهجة إلى القلوب وزرعت في نفوس اللبنانيين من كل الطوائف أملًا بسنة جديدة ملؤها السلام وراحة البال.