قلة الاختلاط خلال الوباء ربما وراء زيادة عدوى مميتة بين الأطفال

كشف خبير بارز أن الاختلاط الأقل بين الأطفال بسبب وباء «كورونا» قد تسبب في انخفاض المناعة ضد الكثير من الأمراض مثل عدوى «ستريب إيه».

توفي ستة أطفال في المملكة المتحدة بعد اكتشاف إصابتهم بالعدوى البكتيرية، حيث ظهرت حالات أكثر من المعتاد هذا العام، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

ومعظم حالات «ستريب إيه» خفيفة نسبياً وتسبب الحمى القرمزية مع أعراض مثل التهاب الحلق والطفح الجلدي - والتي يمكن علاجها بشكل روتيني بالمضادات الحيوية.

ومع ذلك، يمكن أن تدخل البكتيريا في بعض الأحيان إلى مجرى الدم أو أجزاء أخرى من الجسم وتهدد الحياة.

قال عالم الأحياء الدقيقة الدكتور سيمون كلارك، من جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، إنه لم يكن على علم بأي دليل على وجود سلالة جديدة، لكنه أشار إلى أن جائحة «كورونا» ربما ساهمت في زيادة الحالات.

وأوضح الدكتور كلارك: «يذهلني أنه كما نشهد مع الإنفلونزا في الوقت الحالي، فإن عدم الاختلاط بين الأطفال ربما تسبب في انخفاض المناعة على مستوى السكان مما قد يزيد من انتقال العدوى، لا سيما بين الأطفال في سن المدرسة».

وقال إنه لا يبدو أن الإصابات مرتبطة - فهي ليست متجمعة حول منطقة واحدة - لكنه يعتقد أن ظهور «حالات أخرى خلال الأسابيع والأشهر المقبلة» أمر مرجح.

أكدت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) أمس (الجمعة) أن حالات «ستريب إيه» الفتاكة المنتشرة المعروفة باسم iGAS)) قد زادت هذا العام.
وبلغ المعدل لهذا العام 2.3 حالة لكل 100 ألف طفل تتراوح أعمارهم من سنة إلى أربع سنوات، مقارنة بمتوسط 0.5 في مواسم ما قبل الجائحة (2017 إلى 2019).

من بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 9 سنوات، هناك 1.1 حالة لكل 100 ألف طفل، مقارنة بمتوسط ما قبل الوباء البالغ 0.3.

كما قالت الهيئة الصحية إنه لا يوجد دليل على وجود سلالة جديدة وأن الزيادة «مرتبطة على الأرجح بكميات كبيرة من البكتيريا المنتشرة».

وأشارت إلى أن خمسة أطفال في إنجلترا لقوا حتفهم حتى الآن هذا الموسم في غضون أسبوع من عدوى بكتيريا «ستريب إيه»، بينما توفي طفل واحد في ويلز.

ينصح الآباء بالاتصال بطبيبهم العام أو برقم الطوارئ للاستفسار عن أي حالات مشتبه بها، وذلك للحد من انتشار البكتيريا وتقليل خطر حدوث أي مضاعفات.

يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أيضاً إنه يجب إعطاء الأطفال لقاح الإنفلونزا قبل عيد الميلاد بعد زيادة في الحالات الخطيرة بين الأطفال دون سن الخامسة.

تشير الأرقام إلى أن عدد حالات دخول الأطفال إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا تزيد بنحو 20 مرة عما كانت عليه في العام الماضي. هذا الأسبوع، تم إدخال 230 طفلاً دون سن الخامسة إلى المستشفى، مقارنة بـ12 طفلاً فقط في نفس الوقت من العام الماضي.